Skip to main content

برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة هو المنظمة الإنسانية الرائدة في مجال إنقاذ الأرواح وتغيير الحياة وتوفير المساعدات الغذائية في حالات الطوارئ، والعمل مع المجتمعات المحلية من أجل تحسين التغذية وبناء القدرة على الصمود.

ومع التزام المجتمع الدولي بالقضاء على الجوع، وتحقيق الأمن الغذائي، وتحسين التغذية بحلول عام 2030، لا يزال واحداً من بين كل تسعة أشخاص في العالم لا يمتلك ما يكفيه من الغذاء. يأتي الغذاء وما يتعلق به من مساعدات في صميم الجهود الساعية إلى كسر حلقة الجوع والفقر.

حصل برنامج الأغذية العالمي على جائزة نوبل للسلام لعام 2020 لجهوده في مكافحة الجوع، ومساهمته في تمهيد الطريق للسلام في المناطق المتضررة من النزاعات، ولعمله كقوة دافعة في الجهود المبذولة لمنع استخدام الجوع كسلاح في الحرب والنزاعات.

في عام 2021، ساعد البرنامج 128.2 مليون شخص في أكثر من 120 بلدًا وإقليمًا.

في أي يوم من الأيام، يقوم البرنامج بتسيير 5600 شاحنة، و30 سفينة، ونحو 100 طائرة لإيصال الأغذية وغيرها من المساعدات لمن هم في أمس الحاجة إليها. وتعكس هذه الأرقام دور البرنامج الحيوي في الاستجابة لحالات الطوارئ، فهو قادر على إنجاز المهمة بسرعة كبيرة حتى في أصعب البيئات.

تركز جهود البرنامج على تقديم المساعدات الطارئة، والإغاثة والتأهيل، والمعونة الإنمائية والعمليات الخاصة. وتجري ثلثا أعمالنا في البلدان المتضررة من النزاعات حيث يكون الناس على الأرجح أكثر عرضة لنقص التغذية بثلاثة أضعاف مقارنة بمن يعيشون في بلدان خالية من النزاعات.

في حالات الطوارئ، يكون البرنامج أول من يتصدر المشهد، فيقدم المساعدة الغذائية لضحايا الحروب، والصراعات الأهلية، والجفاف، والفيضانات، والزلازل، والأعاصير، وتلف المحاصيل والكوارث الطبيعية. وعندما تهدأ حدة الطوارئ، يساعد البرنامج المجتمعات المحلية على إعادة تأهيل المتضررين وسبل كسب الرزق المدمرة. إننا نعمل أيضاً على تعزيز القدرة على الصمود لدى الأشخاص والمجتمعات المحلية المتضررة من الأزمات الممتدة وذلك من خلال إدماج البُعد الإنمائي في استجابتنا الإنسانية.

تركز مشروعات البرنامج الإنمائية على التغذية، لا سيما بالنسبة للأمهات والأطفال، وتتصدى لسوء التغذية منذ المراحل الأولى من خلال برامج تستهدف الألف يوم الأولى من حياة الطفل بدءاً بالحمل وحتى بلوغ الطفل عامه الثاني، ولاحقاً من خلال الوجبات المدرسية.

يأتي برنامج الأغذية العالمي كأكبر منظمة إنسانية تنفذ مشروعات التغذية المدرسية في جميع أنحاء العالم، وهو يقوم بذلك منذ أكثر من 50 عاماً. ففي عام 2021، قدم البرنامج وجبات مدرسية إلى أكثر من 15.5 مليون طفل غالباً في المناطق الأكثر صعوبة من حيث الوصول إليها.

في عام 2021، قدم البرنامج 4,4 مليون طن متري من الأغذية و2.3 مليار دولار من خلال المساعدات النقدية والقسائم. ومن خلال شراء الغذاء من أقرب مكان ممكن للمناطق المحتاجة للدعم، يمكننا توفير الوقت والمال المنفقَة على عمليات النقل، كما يمكننا أيضاً المساعدة في استدامة الاقتصادات المحلية. يلبي البرنامج بصورة متزايدة الاحتياجات الغذائية للأشخاص من خلال التحويلات النقدية التي تتيح لمن نخدمهم حرية التسوق والاختيار من بين الأغذية المنتجة محلياً.

يقدم البرنامج كذلك خدمات إلى المجتمع الإنساني بأكمله، بما في ذلك النقل الجوي للركاب من خلال الخدمات الجوية الإنسانية للأمم المتحدة، والتي تتجه إلى أكثر من 280 موقعاً في جميع أنحاء العالم.

ورغم اعتماده كلياً على التبرعات، فقد تمكن البرنامج في عام 2021 من جمع 9.6 مليار دولار أمريكي. ويعمل لدى البرنامج أكثر من 21000 موظف في جميع أنحاء العالم من بينهم أكثر من 90 في المائة من سكان البلدان التي يقدم فيها البرنامج مساعداته.

يخضع البرنامج لإدارة المجلس التنفيذي المكون من 36 عضواً. إنه يعمل عن كثب مع المنظمتين الشقيقتين الواقعتين في روما، وهما منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية. يتشارك البرنامج مع أكثر من 900 منظمة غير حكومية وطنية ودولية من أجل تقديم المساعدة الغذائية ومعالجة الأسباب الكامنة وراء الجوع.