برنامج الأغذية العالمي ومشروع "قرى الألفية" للأمم المتحدة يتعاونان للقضاء على الجوع وسوء التغذية
الأمم المتحدة – 29 سبتمبر/أيلول 2009-أعلن برنامج الأغذية العالمي ومشروع "قرى الألفية" اليوم عن خططهما لتوسيع نطاق العمل المشترك بينهما من أجل خفض الجوع وسوء التغذية في جميع أنحاء أفريقيا وذلك في محاولة لتسليط الضوء على التحدي المتزايد الذي يمثله الجوع وسوء التغذية والحاجة الملحة لإيجاد حلول وشراكات جديدة.
لا يمكن لمشكلة الجوع وسوء التغذية أن تنتظر. علينا أن نعمل الآن لبناء شراكات واتخاذ الخطوات اللازمة لكسب هذه المعركةجوزيت شيران، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي
ففي الوقت الذي لا يملك فيه واحد من كل ستة أشخاص في العالم ما يكفي لسد رمقه من الطعام يعمل كل من البرنامج والمشروع على إقامة "مناطق خالية من نقص التغذية" في قرى الألفية وضمان حصول الفئات الأكثر فقرا على الغذاء الكافي والمغذي، علماً بأنه يوجد حاليا 80 قرية من قرى الألفية في عشرة بلدان.
تقليص الجوع وسوء التغذية
وقال البروفيسور جيفري ساكس، مدير معهد الأرض بجامعة كولومبيا والمستشار الخاص لأمين عام الأمم المتحدة: "الجوع هو جوهر الفقر المدقع". وأضاف أنه "بدون وجود ما يكفي من الغذاء، فإن الناس سوف يعانون ويموتون من المرض، وغالباً أيضاً ما ينزلقون إلى العنف والصراعات. وبدون ما يكفي من الغذاء أيضاً، لا تستطيع المزارعة إطعام أسرتها، ناهيك عن تدني دخلها وعدم تمكنها من رعاية أطفال أسرتها".
كما قال ساكس: "نحن فخورون بشراكتنا مع برنامج الأغذية العالمي، فهو مؤسسة عالمية مرموقة تعمل على أرض الواقع لمكافحة الجوع في أفقر بلدان العالم وفي البلدان التي تعصف بها الكوارث"
وأضاف: "سوف يقوم مشروع "قرى الألفية" بتنفيذ أنشطة مهمة بدأها البرنامج، وسيبين أن الجوع وسوء التغذية يمكن تقليصهما بشكل قاطع من خلال تدابير أثبتت فعاليتها في الزراعة، والوجبات المدرسية، والمكملات الغذائية، وبرامج الغذاء مقابل العمل التي تهدف إلى إنشاء بنية تحتية، بالإضافة إلى بعض الأدوات الأخرى الفعالة التي يستخدمها برنامج الأغذية العالمي."
تداعيات الركود الاقتصادي
وجعل الركود الاقتصادي العالمي واستمرار ارتفاع أسعار السلع الأساسية في معظم بلدان العالم النامي الفئات الأشد فقراً والأكثر ضعفاً في تلك الدول لا يجدون ما يكفي قوت يومهم، ناهيك عن أن تغير المناخ وكوارث الطقس تهدد بانتشار المزيد من البؤس والحرمان.
وقالت جوزيت شيران، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: "إن الالتزام التاريخي لقمة الثمانية بتخصيص 20 مليار دولار للجوع والأمن الغذائي يجب أن يتبعه إجراءات ملموسة لضمان أن العالم ينتج ما يكفي من الغذاء وأن البشر جميعاً لديهم ما يكفي من الطعام".
وأضافت شيران: "لا يمكن لمشكلة الجوع وسوء التغذية أن تنتظر. علينا أن نعمل الآن لبناء شراكات واتخاذ الخطوات اللازمة لكسب هذه المعركة. ولا توجد أي منظمة تستطيع أن تفعل ذلك بمفردها، ونحن سنسعى للاستفادة من تنامي التعاون مع مشروع قرى الألفية لتقديم حلول فعالة لسوء التغذية."
أهداف الشراكة
الجوع هو جوهر الفقر المدقع. بدون وجود ما يكفي من الغذاء، فإن الناس سوف يعانون ويموتون من المرض، وغالباً أيضاً ما ينزلقون إلى العنف والصراعات.البروفيسور جيفري ساكس، مدير معهد الأرض بجامعة كولومبيا والمستشار الخاص لأمين عام الأمم المتحدة
إن الجوع هو السبب الكامن وراء وفاة 3.5 مليون طفل في جميع أنحاء العالم سنوياً. و لا تزال أفريقيا هي المنطقة الوحيدة التي ازدادت فيها معدلات نقص التغذية ووفيات الأطفال. وعليه فإن العمل بشكل وثيق فيما بين الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني والأمم المتحدة والقطاع الخاص سوف يتيح للشراكة تطبيق وتنسيق أفضل الممارسات الناشئة القائمة على العلم في مجال التغذية والأمن الغذائي.
وتتضمن أهداف هذه الشراكة بين البرنامج والمشروع ضمان التغطية الشاملة للوجبات المدرسية للأطفال في المدارس الابتدائية الموجودة ضمن مجموعات قرى الألفية، وإيجاد أفضل السبل لتلبية الاحتياجات الغذائية للأطفال المتأثرين بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والسل وغيرها من الأوبئة، والعمل مع صغار المزارعين لزيادة الإنتاجية والدخل.
ما هو مشروع قرى الألفية؟
"مشروع قرى الألفية" هو مبادرة للشراكة بين معهد الأرض بجامعة كولومبيا، وتحالف وعد الألفية (Millennium Promise Alliance) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والعمل مع المجتمعات الريفية الفقيرة على تطبيق السياسات القائمة على الأدلة والتدخلات الموصى بها من قبل مشروع الأمم المتحدة للألفية إلى جانب المعرفة والخبرة المحلية الموجودة على أرض الواقع. والفكرة الأساسية من مشروع قرى الألفية هو البرهنة على أن الاستثمار في التدخلات العملية - مثل البذور والأسمدة المحسنة لزيادة إنتاجية المحاصيل، والتغذية والوجبات المدرسية، والناموسيات التي تدوم لفترة طويلة للحد من الملاريا، والعيادات التي تقدم العلاج الفعال والرعاية، ومياه الشرب الآمنة -- من شأنه أن يؤدي إلى حدوث تحول في حياة القرية.
وتغطي قرى الألفية الثمانين حوالي نصف مليون شخص في "مناطق الجوع الشديد" في عشرة بلدان أفريقية بجنوب الصحراء الكبرى. ومع اختلاف الظروف البيئية والزراعية تثبت هذه القرى أن الأهداف الإنمائية للألفية يمكن تحقيقها بإتباع النهج والمستوى الصحيح في الاستثمار.