Skip to main content

ساهمت العقود التي قضاها برنامج الأغذية العالمي في تقديم الاستجابة الإنسانية المبتكرة في تشكيل العقلية الجماعية للبرنامج، مما أدى إلى تنمية المثابرة والبراعة والقدرة على حل المشكلات لدى البرنامج، وهي العوامل التي تدفع حاليًا تحوله الرقمي.

وباستخدام الابتكار والتكنولوجيا، يعمل البرنامج على تسريع وتيرة الاستجابة لحالات الطوارئ، وتوسيع نطاق المساعدات، وتعزيز التمكين والقدرة على الاختيار في حياة المحتاجين. وفي مجال العمل الإنساني، غالبًا ما يُترجم توفير الأموال إلى إنقاذ الأرواح.

وهذا هو منظور برنامج الأغذية العالمي للابتكار والتحول الرقمي:

ولا تزال توجد العديد من الطرق التي تساعد بها التكنولوجيا البرنامج في كفاحه ضد الجوع. ويشمل ذلك تدريب صغار المزارعين من خلال تطبيقات سهلة الاستخدام وتحسين الاستجابة لحالات الطوارئ باستخدام روبوتات المحادثة للاتصال المتبادل ثنائي الاتجاه مع الأشخاص المتضررين من الأزمات.

ولتسخير التكنولوجيا والابتكار والبيانات والاستفادة من أقصى إمكاناتها، يعزز البرنامج عقد الشراكات الاستراتيجية مع الشركات والمنظمات - التي توفر الوصول إلى البرامج والمنتجات والمهارات المهنية دون مقابل.

ويسترشد الابتكار وتصميم واستخدام الأدوات الرقمية في البرنامج بخمس قيم أساسية توجه عملياتنا في جميع أنحاء العالم وهي:

  • يعطي البرنامج بنزاهة الأولوية لسلامة وخصوصية الأشخاص الذين يخدمهم، ويمارس العناية الواجبة مع الجهات المانحة المرتقبة.
  • من خلال التعاون فيما بين الأقسام وبين التخصصات ومن خلال الشراكات، يعطي البرنامج دفعة لتحقيق المزيد باستخدام البيانات والتكنولوجيا الرقمية.
  • إن الالتزام القوي بالواجب يحول دون ركون البرنامج إلى "العمل على النحو المعتاد"، حيث إنه يبتكر دائمًا لوضع حدٍ للجوع.
  • إن شعور البرنامج بالإنسانية يدفعه نحو تطوير حلول ذات تأثير مستدام على حياة الناس.
  • من خلال العقلية الشاملة، يرحب البرنامج بالأشخاص الذين يخدمهم كمشاركين متساوين على مستوى الساحة الرقمية، مما يساعد على تمهيد الطريق للقضاء التام على الجوع.

وانطلاقًا من هذه القيم، كان الابتكار والتكنولوجيا يمثلان عاملي تمكين كبيرين لصالح العمل الإنساني. ولولا هذا النهج المتبع، لما كان من الممكن حصول البرنامج على جائزة نوبل للسلام لعام 2020، والتي حصل عليها لاستخدامه الغذاء كسبيل لإحلال السلام.

وبعد نجاح تطبيق البرنامج الأول لجمع التبرعات، شارك بوجبة أو ShareTheMeal، تم إنشاء مركز تحفيز الابتكار في ميونيخ في عام 2015 لتوفير الحلول ذات الإمكانات العالية ودعمها وتوسيع نطاقها على نحوٍ استباقيٍ لعرقلة الجوع العالمي والعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويستخدم هذا المركز خبرات واستراتيجيات رواد التكنولوجيا من القطاع الخاص ورواد الأعمال المبتدئين لتحسين مشروعات التدخل الإنساني، وذلك من خلال ربطهم بأكثر من 21 ألف موظف من العاملين لدى البرنامج في جميع أنحاء العالم، على مستوى عمليات البرنامج العالمية في أكثر من 120 بلدًا وإقليمًا.

ويعمل كذلك مركز تحفيز الابتكار على تبادل المعلومات مع الزملاء في منظومة الأمم المتحدة، بصفته مشاركًا في قيادة شبكة الأمم المتحدة للابتكار، ومع العديد من المنظمات غير الحكومية وكيانات القطاع الخاص المعنية بالابتكار من خلال برنامج تعجيل أهداف التنمية المستدامة.

وقد دعم المركز التابع للبرنامج أكثر من 100 مشروع حتى الآن، وأنتج  16 ابتكارًا يتسع نطاقها على مستوى العالم لتحقيق تأثير كبير. وقد عادت هذه المشروعات بالنفع على 9 مليون شخص في 67 بلدًا في عام 2021 وحده، وذلك من خلال العمليات الميدانية الإنسانية التي ينفذها البرنامج. وقد نجحت الابتكارات التي يدعمها مركز تحفيز الابتكار في جمع أكثر من 180 مليون دولار أمريكي في شكل تمويل مشترك.

وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج قد فاز أربع مرات بجوائز Anthem Awards، التي تكرم الأعمال ذات التأثير الاجتماعي في جميع أنحاء العالم. وقد أُدرج مركز تحفيز الابتكار في قوائم Fast Company لأفضل أماكن العمل للمبتكرين والشركات (غير الهادفة للربح) الأكثر ابتكارًا لعام 2021.