Skip to main content

سواء بسبب الصراعات أو الكوارث الطبيعية أو إخفاقات السياسات، فإن الأمن الغذائي والتغذية معرضان للخطر في أجزاء كثيرة من العالم - بالتزامن مع دفع العولمة للنمو الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي. فعبر الدول والقارات، تقع المسئولية على عاتق المواطنون بشكل متزايد. وفي ظل هذه الخلفية، فقد اعتمدت الحكومات بالإجماع أهداف التنمية المستدامة: التي تمثل إلى الآن المسعى الأكبر للتصدي لتحديات متعددة، والتي من بينها الفقر والجوع وسوء التغذية.

يعني تحقيق القضاء على الجوع (الهدف رقم 2) أن يكون بمقدور الدول صياغة وتنفيذ سياسات تعزز أهداف الأمن الغذائي والتغذية. وهذا من شأنه أن يدعم قدرات البلدان على تحمل الصدمات وعوامل الضغط التي تحد من توافر الغذاء أو تقيد الوصول إليه.

لكي تكون سياسات الأمن الغذائي والتغذية ذات صلة وفعّالة، فلابد وأن ترتكز على حوكمة قوية ومؤسسات متجاوبة وبيئة مواتية. وكثيراً ما يتطلب الأمر مزيجاً من خطط إدارة مخاطر الكوارث ونظم الحماية الاجتماعية القوية والبرامج الاقتصادية والاجتماعية الشاملة.

يقدم برنامج الأغذية العالمي المساعدة الفنية المصممة خصيصًا لكل بلد لتعزيز الأنظمة الوطنية. وتسلط الخطة الاستراتيجية لبرنامج الأغذية العالمي (2022-2025) الضوء على دور برنامج الأغذية العالمي في تحسين الأداء المستدام للأنظمة والبرامج الوطنية - وخاصة الاستعداد للطوارئ والاستجابة لها، وأنظمة الأغذية، وأنظمة الحماية الاجتماعية.

يشكل تعزيز القدرات القطرية عنصراً أساسياً في مساهمة برنامج الأغذية العالمي في معالجة العوامل الأساسية الكامنة وراء انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية على نحو مستدام.

في عام 2022، طور برنامج الأغذية العالمي نهجاً تكيفياً لتعزيز القدرات القُطرية يرتكز على السياق الوطني والمحلي ويقدم إطاراً استراتيجياً للعمل بشكل فعال مع مجموعة من الجهات الفاعلة.

تساعد هذه العملية في تحديد الحاجة الوطنية لتعزيز قدرات البلد من خلال خمسة مسارات مهمة، تتعلق بتحقيق الأهداف الوطنية للأمن الغذائي والتغذية:

  • السياسات والتشريعات
  • المساءلة المؤسسية
  • التخطيط والتمويل الاستراتيجي
  • تصميم وتنفيذ البرامج الوطنية
  • مشاركة وإسهام الجهات غير الحكومية الفاعلة

إن الدعم الذي يقدمه برنامج الأغذية العالمي يتمحور حول أولويات التنمية الوطنية والاحتياجات الحرجة والموارد المتاحة. وتُتَّخَذ القرارات بشأن حلول الأمن الغذائي والتغذية المستدامة بشكل مشترك من قبل الحكومة الوطنية وشركاء التنمية. وقد تتضمن هذه الحلول القدرة على التأهب للطوارئ والاستجابة لها وإدارة سلسلة التوريد؛ وتعزيز الحماية الاجتماعية؛ وتعزيز قدرة أنظمة الغذاء على الصمود.

كثيرا ما يتم تضمين تعزيز القدرات لبرامج الوجبات المدرسية، وفي المجالات المتقاطعة مثل العمل المناخي وبناء القدرة على الصمود، في برامج برنامج الأغذية العالمي القُطرية.

يمكن تقديم المساعدة التقنية وتعزيز القدرات من خلال موظفي البرنامج أنفسهم وكجزء من أنشطة برامجه، أو من خلال إرسال خبراء من خارج البرنامج. قد يقوم البرنامج أيضاً بتسهيل نقل المعارف بواسطة أطراف ثالثة، كأن يقوم بذلك على سبيل المثال من خلال نماذج التعاون بين بلدان الجنوب أو التعاون الثلاثي، وهو ما يعزز تبادل أفضل الممارسات بين البلدان النامية.