Skip to main content

يقدر برنامج الأغذية العالمي أنّ 12.1 مليون سوري يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي بزيادة 51 في المائة عن 2019. ويشكل هذا الرقم أكثر من نصف عدد السكان.

لقد تسببت الارتفاعات القياسية في أسعار المواد الغذائية، وأزمة الوقود، واستمرار التضخم، والنزاع المستمر في بعض أجزاء البلاد، والأحوال الجوية السيئة، والحرب في أوكرانيا في أوائل عام 2022، في خسائر فادحة بين الفئات الأشد ضعفًا واحتياجًا في سوريا. ولم تعد أنظمة الدعم المحلية قادرة على تحمل المزيد من الضغط، ويتم حاليًا تقليص المساعدات مما يؤثر على أعداد كبيرة من الناس في وقت هم في أمس الحاجة إليه.

وفي سبيل استدامة مساعداته الغذائية على الرغم من نقص التمويل واضطراب سلسلة التوريد، اضطر برنامج الأغذية العالمي كذلك إلى التقليص التدريجي في حجم الحصص الغذائية التي يقدمها. وللتكيف مع هذا الوضع، باتت الأسر غير قادرة على تحمل تكاليف المعيشة مما يجبرهم على الاختيار بين الإنفاق على الغذاء أو التعليم أو الدواء أو الوقود. وتوجد مؤشرات إلى زيادة معدلات الزواج المبكر وإخراج الأطفال من المدارس.

ويقدم البرنامج مساعدات غذائية إلى 5.6 مليون شخص في سوريا كل شهر. وتدعم هذه المساعدة الأسر من خلال الحصص الغذائية أو القسائم النقدية، وتوفر لأطفال المدارس في جميع أنحاء البلاد وجبات خفيفة صحية، كما تعمل على الوقاية والعلاج من سوء التغذية بين الأمهات والأطفال.

ما الذي يفعله برنامج الأغذية العالمي للاستجابة لحالة الطوارئ في سوريا

المساعدات الغذائية
يزود برنامج الأغذية العالمي 5.6 مليون شخص في جميع المحافظات الأربع عشرة بالأغذية الأساسية لمنعهم من الانزلاق أكثر في براثن الجوع. ويوزع البرنامج المساعدات الغذائية على الأسر الأشد ضعفًا في البلاد والتي تضررت جراء النزاع والتدهور الاقتصادي وتغير المناخ. ويعمل البرنامج على توسيع نطاق مساعداته النقدية؛ حيث تتلقى الأسر قسائم نقدية لتتمتع بالمرونة في شراء احتياجاتها الغذائية من عدد من تجار التجزئة المتعاقدين مع البرنامج. ويساهم ذلك في تحفيز الطلب وتوفر فرص العمل داخل السوق المحلي، وكذلك يضخ السيولة في الاقتصاد المحلي.
التغذية
يساعد برنامج التغذية الذي ينفذه برنامج الأغذية العالمي الأطفال على الحصول على البداية المُثلى لحياتهم ويدعم الأمهات الحوامل والمرضعات لمكافحة سوء التغذية والوقاية منه. ويدعم برنامج الأغذية العالمي حاليًا أكثر من 300 ألف امرأة حامل ومرضع وفتاة وطفل تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين، من خلال تمكينهم من الحصول على الأغذية الغنية بالمغذيات وتحسين وجباتهم الغذائية في جميع محافظات سوريا البالغ عددها 14 محافظة. ويشمل ذلك دعم النساء بقسائم القيمة لتنويع وجباتهن الغذائية وتحسين تناولهن للفيتامينات والمعادن وتلبية احتياجاتهن التغذوية.
الوجبات المدرسية
يوفر برنامج الأغذية العالمي الوجبات الخفيفة المعززة بالفيتامينات والوجبات الطازجة والمساعدات من خلال القسائم الإلكترونية لأكثر من 460,000 طالب. يعد هذا الغذاء خطوة أساسية نحو مساعدة الطلاب على تحسين صحتهم وتغذيتهم ويحفز العائلات على إرسال أطفالهم إلى المدرسة. ويوظف مشروع الوجبات المدرسية الطازجة في حلب النساء المستضعفات ويوفر لهن التدريب والدخل حتى يتمكن من إعالة أسرهن ويتمتعن بالاستقلال المالي.
القدرة على الصمود وسبل كسب الرزق
ولدعم الاكتفاء الذاتي للمجتمعات المحلية بما يمتد لأبعد من المساعدات العاجلة، تدعم أنشطة برنامج الأغذية العالمي لسبل كسب الرزق والقدرة على الصمود الأسر في جميع أنحاء سوريا لحماية واستعادة سبل كسب رزقهم، وتحسين أمنهم الغذائي وتعزيز قدرتهم على الصمود في مواجهة الصدمات المستقبلية. من خلال التدريبات وإعادة تأهيل البنية التحتية المحلية، مثل إعادة تأهيل قنوات الري والمخابز، ستتاح للعائلات السورية الفرص التي تحتاجها للبقاء في مزارعهم، وزراعة طعامهم وتحسين دخلهم.
الاحتياجات التمويلية

وفي حين أن الحل السياسي يعد أمرًا ضروريًا، يظل التمويل أمرًا أساسيًا لمساعدة الناس على البقاء على قيد الحياة في ظل هذه الأزمة غير المسبوقة، والتي تفاقمت الآن بسبب أزمة الغذاء العالمية. وحتى مع الحصص الغذائية الأقل والتي تغطي ما يقرب من نصف ما تحتاجه الأسر كل شهر، يواجه برنامج الأغذية العالمي فجوة في التمويل لمواصلة عملياته المنقذة للحياة في سوريا، وقد يؤدي ذلك إلى انتكاسة الجهود التي بذلها البرنامج في سبيل القضاء التام على الجوع.

كيف يمكنك المساعدة

تبرعك يحدث فرقاً. ادعم عمل برنامج الأغذية العالمي لإنقاذ وتغيير حياة الأسر في جميع أنحاء سوريا. معاً يمكننا مساعدة السوريين في الحصول على المساعدة الطارئة وإعادة بناء حياتهم.
تبرع الآن