Skip to main content

دائماً ما تأتي الأزمات الإنسانية حتماً بانعدام الأمن الغذائي ونقص التغذية. ومع تبعاتها المختلفة على النساء والرجال والفتيات والفتيان، فإنها تؤدي إلى تفاقم عدم المساواة بين الجنسين وتهدد بنقض مكاسب التنمية. هذا هو السبب وراء كون تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (هدف التنمية المستدامة رقم 5) أمراً جوهرياً لتحقيق مهمة برنامج الأغذية العالمي.

تشكل المرأة أربعة أخماس القوى العاملة في المزارع الصغيرة. في الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى وحدها، تعتبر النساء هي المسؤولة عن 60 في المائة من تسويق الأغذية، وعن نحو 50 في المائة من تخزين المواد الغذائية وتربية الماشية. ويعاني ما يقرب من نصف النساء الحوامل في البلدان النامية من فقر الدم. وهو ما يفسر وقوع 110,000 حالة وفاة أثناء الولادة سنوياً. وتساعد هذه الأرقام على تفسير ضرورة تعزيز المساواة بين الجنسين، والتي تنطوي على تقديم المساعدات الغذائية بطرق توفر عوائد متساوية للنساء والرجال مع احترام اختلافاتهم. وينبغي أن تتم معاملة النساء والرجال بنزاهة وبما يتناسب مع احتياجاتهم الخاصة.

تمكين المرأة، بدوره، هو العملية التي تتمكن من خلالها النساء من التمتع بالسلطة والخيارات والتحكم في حياتهن. وتستخدم المرأة المتمكنة مُؤَهّلاتها المتكافئة وقدرتها على الوصول إلى الموارد في الانتقاء بين الخيارات كعضو كامل ومتكافئ في المجتمع. ومن الضروري أن تهيئ سياسات وبرامج المساعدات الغذائية الظروف التي تسهل عملية تمكين المرأة بدلاً من أن تقوّضها. وفي عام 2015، كان 31 في المائة من المستفيدين من الفتيات، و21 في المائة من النساء، و30 في المائة من الفتيان، و18 في المائة من الرجال.


لقد تطورت السياسات المتعلقة بالمساواة بين الجنسين في برنامج الأغذية العالمي على مدار العشرين سنة الماضية لتتحول من نهجها المتمركز حول المرأة إلى تحليل أوسع للتحديات والفرص في حياة النساء والرجال والفتيات والفتيان.  ترى سياستنا الحالية أن النوع الاجتماعي يمكن تعريفه على أنه أدوار وسلوكيات اجتماعية تختلف بين الثقافات وتتغير مع مرور الوقت. وتحدد سياستنا أربعة أهداف:

  • تقديم المساعدات الغذائية بما يتلاءم مع الاحتياجات المختلفة. يستفيد النساء والرجال والفتيات والفتيان من برامج وأنشطة المساعدات الغذائية التي تتلاءم مع احتياجاتهم وقدراتهم المختلفة.
     
  • المشاركة المتساوية. يتشارك النساء والرجال بشكل متساوٍ في تصميم وتنفيذ ورصد وتقييم برامج وسياسات الأمن الغذائي والتغذية التي تركز على التحول في المواقف الجنسانية.
     
  • صنع القرار بواسطة النساء والفتيات. لقد تعاظمت سلطة النساء والفتيات في صنع القرار فيما يتعلق بالأمن الغذائي والتغذية في الأسر والمجتمعات.
     
  • النوع الاجتماعي والحماية. لا تضر المساعدات الغذائية سلامة وكرامة وعفة النساء والرجال والفتيات والفتيان الذين يحصلون عليها، ويتم توفيرها بطرق تحترم حقوقهم.