Skip to main content

في عام 2019، واجه السودان أزمة اقتصادية متفاقمة تضمنت ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار المواد الأساسية مثل الأغذية والأدوية والسلع الأخرى. وبعد أشهر من الاحتجاجات المدنية، تم تشكيل حكومة انتقالية في سبتمبر/أيلول 2019. وتسعى الحكومة الانتقالية نحو "عقد اجتماعي جديد" مع الشعب، وإعطاء الأولوية للسلام والإصلاح الاقتصادي، لتمهيد الطريق أمام تحقيق هدف التنمية المستدامة الثاني في القضاء على الجوع وتحسين التغذية.

ومع ذلك، فإن الأعداد الكبيرة من النازحين، ومن بينهم اللاجئون من البلدان المجاورة، والوضع الاقتصادي المتقلب، وتزايد تقلب المناخ، والتدهور البيئي، وتفشي الأمراض، وسوء التغذية، وعدم المساواة بين الجنسين، وخطر الانتكاس مرة أخرى إلى نزاع محتمل، كلها عوامل تمثل تحديات كبيرة متعلقة بالجوع.

وفقًا لخطة الاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2020، يحتاج 9.3 مليون شخص إلى الدعم الإنساني في عام 2020، بما في ذلك 6.2 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي. ويستمر ارتفاع التضخم في الحد من القوة الشرائية للأسر، وعدم تمكن السكان من تلبية احتياجاتهم الأساسية. وتستهلك سلة الغذاء المحلية المتوسطة 75٪ على الأقل من دخل الأسرة.

لا يزال السودان يواجه باستمرار مستويات عالية من سوء التغذية الحاد والتقزم، مما يشكل مشكلة كبيرة على الصحة العامة. ويبلغ المعدل الوطني لانتشار سوء التغذية الحاد في جميع أنحاء العالم - أي الضعف الشديد بالنسبة للطول - نسبة 14.1 بالمائة. ويعاني حوالي 2.7 مليون طفل من الهزال سنويًا، ويعاني ما يقرب من 522 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم.

على الرغم من أن التقزم - القصر الشديد بالنسبة للعمر - قد تحسن قليلاً خلال السنوات الأخيرة، إلا أن حجم المشكلة لا يزال يدعو للقلق. ويعاني طفل واحد من بين كل ثلاثة أطفال سودانيين من نقص التغذية بما يؤثر على التطور الكامل لقدراتهم الإدراكية والجسمانية.

يعيش ثلثا السكان في المناطق الريفية، ويعتمد الاقتصاد بشكل كبير على الزراعة. ومع ذلك، فإن هذا القطاع عرضة لصدمات المناخ، والإنتاجية منخفضة بسبب الممارسات الزراعية غير المناسبة وخسائر ما بعد الحصاد.

واستجابة لهذه التحديات، يعمل برنامج الأغذية العالمي مع الحكومة والشركاء لتوفير المساعدات الغذائية والتغذوية المنقذة للحياة، بينما يدعم جهود الحكومة لتعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية.

يمكن أن يزداد وضع الأمن الغذائي في السودان - المتردي بالفعل - سوءًا بسبب التأثيرات الاقتصادية السلبية جراء جائحة كوفيد-19. ومن الضروري بذل المزيد من الجهود للحيلولة دون معاناة الأسر، التي تعاني بالفعل من الاحتياج الشديد، من الفقر المدقع. وفي محاولة لحماية الفئات الأشد ضعفًا واحتياجًا من الجوع وانتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، يعمل البرنامج على تعديل استجابته في السودان، ويعمل في الوقت نفسه على ضمان السلامة في نقاط توزيع المواد الغذائية والمساعدات النقدية.

ما الذي يفعله برنامج الأغذية العالمي في السودان؟

المساعدة الغذائية
يقدم برنامج الأغذية العالمي المساعدات الغذائية للاجئين المستضعفين والنازحين داخلياً والعائدين والمجتمعات المتأثرة بالصدمات، ويتحول تدريجياً نحو تقديم مزيج من المواد الغذائية أو النقدية أو القسائم لتوفير المزيد من الحرية والاختيار للمستفيدين. من خلال برامج الغذاء مقابل بناء الأصول، تحصل المجتمعات على الغذاء أو القسائم أو النقد مقابل المشاركة في أنشطة للحفاظ على الموارد الطبيعية أو دعم الأنشطة الاقتصادية أو تحسين الخدمات والبنية التحتية المجتمعية.
التغذية المدرسية
يستهدف البرنامج الأطفال الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في المناطق الريفية والمتأثرة بالصراعات حيث يكون الوصول إلى الغذاء محدوداً، ويقدم لهم وجبات مدرسية ساخنة لتشجيعهم على الحضور والتركيز. ولتعزيز مشاركة الإناث في المناطق المستهدفة في جميع أنحاء شرق السودان، يقدم البرنامج حصص إعاشة إضافية للطالبات. مع بداية 2019، من المتوقع أن تحل القسائم الإلكترونية المنزلية محل حصص الإعاشة لأسر الفتيات اللائي يتلقين تعليماً عن التنوع الغذائي.
النظم الغذائية وشبكات الأمان
ولدعم الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي على نحو مزمن وتعزيز قدرتها على الصمود، يوفر برنامج الأغذية العالمي الفرص لها للمشاركة في الأصول المجتمعية وأنشطة سبل كسب العيش كجزء من برنامج شبكات الأمان المنتجة. ولمعالجة خسائر ما بعد الحصاد التي تؤثر بشكل كبير على الأمن الغذائي لصغار المزارعين، يعمل البرنامج على الحد من خسائر ما بعد الحصاد من خلال توفير أكياس محكمة الغلق للحفاظ على المحاصيل، مع العمل مع القطاع الخاص لوضع حلول مستدامة.
التغذية
يهدف البرنامج إلى منع وعلاج سوء التغذية الحاد في حالات الطوارئ وما بعدها، كما يعمل على الحد من التقزم ومنع نقص الفيتامينات والمعادن من خلال التدخلات الخاصة بالتغذية. بالتعاون مع القطاع الخاص، أطلق البرنامج بنجاح منتج VITAMINO، وهو منتج مخصص للمغذيات الدقيقة لمعالجة سوء التغذية يتم توزيعه مجاناً على المشردين داخلياً واللاجئين والمقيمين الضعفاء، ويتم طرحه عبر منافذ البيع بالتجزئة بغرض الوصول إلى سكان المناطق الحضرية. يدعم البرنامج أيضاً الجهود الوطنية الرامية إلى إثراء الأغذية، ويدعو إلى وضع التشريعات والمعايير ذات الصلة، ويشجع استهلاك الأغذية المدعمة.
الخدمات المشتركة
بصفته وكالة الأمم المتحدة الرائدة في مجال اللوجستيات والاتصالات في حالات الطوارئ، يقدم البرنامج خدمات لوجستية وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمجتمع المساعدات الإنسانية والتنموية، وتتيح خدمة الأمم المتحدة للنقل الجوي للمساعدات الإنسانية التي يديرها البرنامج إمكانية الوصول إلى المواقع التي يصعب الوصول إليها.

اتصل بنا

البريد الإلكتروني
للاستفسارات الإعلامية