Skip to main content

برنامج الأغذية العالمي: الغذاء يصل إلى مدينة سودانية رئيسية في محاولة لوقف انتشار المجاعة

الدعم المقدم لمدينة ود مدني يبشر بالأمل، ولكن التقدم في الحد من انتشار الجوع في المناطق المعزولة والممزقة بالصراع يعد تقدما طفيفاً
, برنامج الأغذية العالمي
WFP food being offloaded in Wad Madani, Sudan, marking the first time our food has managed to reach the conflict-hit city in more than a year. WFP partners
يتم تفريغ مساعدات برنامج الأغذية العالمي في ود مدني، بالسودان، مما يمثل المرة الأولى التي يصل فيها غذاؤنا إلى المدينة المتضررة من الصراع منذ أكثر من عام.
شركاء برنامج الأغذية العالمي

لأول مرة منذ أكثر من عام، وصل الغذاء الذي يحتاجه برنامج الأغذية العالمي بشدة إلى مدينة ود مدني المتضررة من الصراع في السودان، ضمن جهود أكبر للوصول إلى المجتمعات المعزولة والممزقة جراء الحرب في جميع أنحاء البلاد ووقف تفشي المجاعة.


في يوم الاثنين الموافق 20 يناير/كانون الثاني، دخلت أول شاحنات البرنامج إلى ود مدني، حاملة 260 طنًا متريًا من الأطعمة المتخصصة المغذية لعلاج حالات سوء التغذية المتزايدة، بالإضافة إلى الحبوب والزيت والملح والبقوليات التي تكفي لإطعام 30,000 شخص لمدة شهر. 


وقال أليكس ماريانيلي، المدير القطري بالإنابة لبرنامج الأغذية العالمي في السودان، لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي: "هناك حالة من الجوع الشديد – على الأقل بالنسبة لأولئك الأكثر ضعفًا هناك." وأضاف أن هناك بؤر ينتشر بها الجوع الشديد وتؤثر على عشرات الآلاف من الأشخاص، وقد تم تحديدها بالفعل في ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، التي كانت تعرف سابقًا بسلة الخبز في السودان.
 

Wad Madani in 2023. The city was once a major humanitarian hub. Ocha/Ala Kheir
كانت مدينة ود مدني، كما شوهد في يونيو/حزيران 2023، تعد مركزًا إنسانيًا رئيسيًا. (أوتشا/آلاء خير)

في ديسمبر/كانون الأول 2023، فقد برنامج الأغذية العالمي إمكانية الوصول إلى ود مدني – التي كانت في السابق مركزًا إنسانيًا رئيسيًا يدعم 800,000 شخص شهريًا. والآن، يستغل البرنامج فرصة التحول الأخير في خطوط المواجهة الأمامية للصراع لاستئناف تقديم المساعدات الغذائية المنقذة للحياة.


وأوضح ماريانيلي أن قوافل إضافية من برنامج الأغذية العالمي ستتجه قريبًا إلى ود مدني من كل من مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض بالسودان، ومن مدينة بورتسودان الشرقية، وستحمل أيضًا سلعًا صحية ومواد العناية الشخصية وغيرها من المواد الحيوية من اليونيسف وشركاء إنسانيين آخرين.


وأضاف: "الوضع لا يزال خطيرًا"، لكنه أشار إلى أنه مع زيادة الاستقرار "سنشهد تدفقًا أكبر وأكثر شمولاً للمساعدات إلى ود مدني".
 

انجازات جديدة

يُعد إيصال المساعدات الغذائية إلى ود مدني أحد الانجازات الأخيرة لبرنامج الأغذية العالمي في تقديم المساعدات إلى بعض أخطر المناطق المعزولة نتيجة الصراع في السودان، بعد أن أطلق البرنامج عملية مساعدات إنسانية واسعة النطاق في أواخر 2024 مع نهاية موسم الأمطار.

 
في يوم الأربعاء الموافق 22 يناير/كانون الثاني، وصلت أربع قوارب محملة بـ 1,000 طن متري من مساعدات برنامج الأغذية العالمي الغذائية لـ 80,000 شخص إلى مدينة كوستي، عبر نهر النيل الأبيض من مدينة الرنك في جنوب السودان. وقد كان يتم التخطيط لهذه الشحنة منذ عدة أشهر، وهي المرة الأولى التي تُنقل فيها مساعدات البرنامج عبر النهر من جنوب السودان إلى السودان.
 

Workers load up WFP food aboard a barge in Renk, South Sudan, bound for Sudan. Photo: WFP/Peter Louis
يقوم العمال بتحميل مساعدات البرنامج الغذائية على متن بارجة في مدينة الرنك، بجنوب السودان، متجهة إلى السودان.
(برنامج الأغذية العالمي/بيتر لويس)

وقال لينوس مواجي، رئيس الخدمات اللوجستية في مكتب البرنامج الميداني في مدينة الرنك: "إنه مهم لأنه يمثل حركة نقل غذائية سريعة عبرمياه النهر من جنوب السودان إلى السودان، وسيكون ذلك ضرورياً لتلبية احتياجات الناس الغذائية في السودان".


وفي نهاية الأسبوع الماضي، وصلت قافلة مساعدات من برنامج الأغذية العالمي إلى مدينة غبيش في ولاية غرب كردفان بالسودان، حاملة إمدادات تكفي لإطعام 7,000 لاجئ من جنوب السودان لمدة شهر. وكانت هذه هي أولى شاحنات للبرنامج تصل إلى هناك منذ اندلاع الحرب في السودان عام 2023.
وكان البرنامج قد تمكن أخيرًا من إيصال المساعدات الغذائية في نهاية العام الماضي إلى مخيم زمزم للنازحين، خارج عاصمة دارفور الشمالية، الفاشر، حيث تم إعلان المجاعة في أغسطس/آب.


وفي يوم عيد الميلاد، قاد البرنامج قافلة إنسانية إلى جنوب الخرطوم – وهي أول تجربة من هذا النوع منذ اندلاع الصراع.
ولكن مع انتشار الجوع في السودان، فإننا في سباق مع الزمن لتوصيل آلاف الأطنان الإضافية من الغذاء إلى المحتاجين. وبالإضافة إلى مخيم زمزم، تم إعلان المجاعة في أربع مناطق أخرى من شمال دارفور، ومن المتوقع أن تصل إلى خمس مناطق أخرى بحلول منتصف مايو/أيار، وسط تدهور سريع في الوضع الأمني. وعلاوة على ذلك، تُعتبر 17 منطقة أخرى في السودان معرضة لخطر المجاعة.
 

Trucks carrying WFP food bound for southern Khartoum, as part of the first humanitarian convoy since Sudan's war began. WFP/Abubakar Garelnabei
شاحنات محملة بالغذاء تابعة لبرنامج الأغذية العالمي ومتجهة إلى جنوب الخرطوم، ضمن أول قافلة إنسانية منذ اندلاع الحرب في السودان. (برنامج الأغذية العالمي/أبوبكر جارالنبي)

ورغم أن البرنامج يعمل على تأمين طرقًا إنسانية جديدة للوصول إلى الجوعى، فإن التقدم بشكل عام كان متقطعًا وهشًا. فقد تم إحباط الجهود لإيصال المزيد من المساعدات إلى مخيم زمزم بسبب الاشتباكات وغيرها من العقبات – وهي تحديات شوهدت في أماكن أخرى من البلاد.


وقالت سيندي مكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي: "نحن بحاجة إلى وصول آمن، وتدفق المساعدات عبر كل الممرات الحدودية، وزيادة الدعم العالمي لتوسيع استجابتنا".
ويُعد السودان حاليًا الدولة الوحيدة التي تم إعلان المجاعة فيها – والدولة الثالثة عالميًا التي شهدت مجاعة خلال هذا القرن. واليوم، يواجه هذا البلد الكائن في شرق إفريقيا خطر أن يصبح أكبر أزمة جوع في التاريخ الحديث، لأسباب هي من صنع الإنسان بالكامل.