Skip to main content

1,7 مليون لاجئ ينتظرون مساعدة برنامج الأغذية العالمي

في الوقت الذي تهتم فيه وسائل الاعلام والمجتمع الدولي بموجة الجفاف التي تجتاح دول القرن الأفريقي، يرى برنامج الاغذية العالمي ضرورة القاء الضوء على المشكلات التي يواجهها اللاجئون...

جنيف- 22 فبراير 2006 - في الوقت الذي تهتم فيه وسائل الاعلام والمجتمع الدولي بموجة الجفاف التي تجتاح دول القرن الأفريقي، يرى برنامج الاغذية العالمي ضرورة القاء الضوء على المشكلات التي يواجهها اللاجئون في مختلف أرجاء العالم - خاصة في القارة الافريقية.

وقال جيمس موريس، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: "كثيرا ما ينسى العالم أولئك الذين يعيشون بمنأى عن موطنهم والذين يعتمدون على مساعدتنا من أجل البقاء على قيد الحياة ، فليس كل ما يحتاجونه هو تقديم وجبة يومية وتوفير أماكن المعيشة المنظمة فحسب، بل إنهم يحتاجون إلى الكثير من المساعدات الأخرى نظرا لظروفهم المعقدة."

ويسعى برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة لتوفير حصص غذائية لنحو 1,7 مليون لاجئ هذا العام غير أنه يواجه تحديات كبيرة من أجل جمع الأموال اللازمة لذلك.

حلول بائسة

وقد يؤدي نقص المعونات الغذائية إلى عرقلة عمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين واعاقة جهودها في حماية اللاجئين بإيجاد حلول دائمة لهم، ففي الغالب يلجأ من يواجهون مشكلات اقتصادية عنيفة إلى حلول بائسةكالجريمة وغيرها – ليتمكنوا هم وعائلاتهم من مواجهة مشاق الحياة.

ونتيجة لانخفاض التمويل اللازم لعمليات إغاثة اللاجئين في عام 2005، اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى قطع معوناته عن عديد منهم ، وهو الأمر الذي لجأ إليه مجددا في بداية العام الحالي 2006.

البحث عن الغذاء

وتعد عمليات إغاثة اللاجئين في زامبيا
وتشاد
وكينيا
وأوغندا من أكثر العمليات الى تواجه عجزا شديدا في التمويل، بالاضافة الى عمليات اللاجئين الصحراويين في الجزائر والذين تعرضوا مؤخرا إلى موجة من العواصف المطيرة.

مساعدة اللاجئين في العودة الى اوطانهم ليست فقط من أجل القضاء على حياة الاعتماد على الغير في المخيمات وانما للمساهمة ايضا في ارساء السلام والتنميةجيمس موريس، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي
ففي زامبيا ينذر الوضع بوقوع أزمة خطيرة، فبسبب نقص التمويل اضطر برنامج الأغذية العالمي الشهر الماضى إلى التخفيض بواقع النصف للحصص الغذائية التي يحتاجها 72 ألف لاجئ يعيشون في مخيمات ومستوطنات نائية في زامبيا.

وزاد حجم الكارثة تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الى القرى تاركين مخيماتهم بحثا عن العمل أو الغذاء، غير أن الجفاف الذي اجتاح زامبيا وأثر سلبا على نحو 1,4 شخص هذا العام لم يتح الفرصة لأهل القرى أنفسهم للحصول على الغذاء الكافي ولم يبق أمام اللاجئين سوى التشرد.

ومن ناحية أخرى تم القبض على بعض اللاجئين لخروجهم من مخيماتهم دون التصريحات اللازمة لذلك.

تخفيض الحصص الغذائية

وقد ساهمت التبرعات الأخيرة من وزارة التنمية الدولية بالمملكة
المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في التقليل من حدة الوضع غير أن التبرعات العينية وكذا عمليات شراء الأغذية من الأسواق المحلية تستهلك وقتا طويلا حتى يصل الغذاء إلى المخيمات. وينبغي تأمين نحو 4,6 مليون دولار أمريكي - هي مقدار العجز الحالي- وذلك لضمان استمرار تقديم المساعدات للاجئين هذا العام.

ويعد الوضع التمويلي لقرابة 45 ألف لاجئ ممن فروا هاربين الى جمهورية افريقيا الوسطى لجنوب تشاد هو الآخر حرجا للغاية حيث تثبت العملية التي لم تحظى باهتمام الكثيرين أنها أكثر صعوبة من أزمات اللاجئين الأخرى المسلط عليها الضوء.

ويواجه نحو 253 ألف لاجئ من اثيوبيا
والصومال
والسودان يعيشون في مخيمين بكينيا المصير نفسه، حيث ستتوقف الحصص الغذائية المقدمة اليهم اعتبارا من أبريل القادم ما لم يحصل البرنامج على تبرعات جديدة. ويفرض القانون الكيني على اللاجئين البقاء فى مخيماتهم في المناطق الشمالية والشرقية من البلاد.

مخيمات اللاجئين

ومن ناحية أخرى فإن البيئة القاسية والمنعزلة حول مخيمات اللاجئين تجعل من غير المحتمل ايجاد عمل أو أي وسيلة أخرى تمكن اللاجئين من كسب قوت يومهم. ويحتاج البرنامج بصورة عاجلة الى بعض السلع الغذائية (كالزيت النباتي
والفول
ودقيق
القمح
والذرة) لتوفير الحصة الغذائية الكاملة.

الاعتماد على المساعدات الغذائية

كثيرا ما ينسى العالم أولئك الذين يعيشون بمنأى عن موطنهم والذين يعتمدون على مساعدتنا من أجل البقاء على قيد الحياةجيمس موريس، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي
وتحتاج كينيا إلى 16 ألف طن من الأغذية أي 8,5 مليون دولار أمريكي من الآن حتى يوليو القادم. وفي أوغندا يعتمد 165 ألف لاجئ من السودان ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية على معونات برنامج الأغذية العالمي من أجل البقاء.

ونتيجة للنزاع القائم في شرقي الكونغو، ساعد البرنامج نحو ثلاثة الاف شخص من اللاجئين الجدد منذ بداية هذا العام كما قام بتقديم مساعداته ايضا الى 12 ألف من أهل الكونغو والذين وصلوا الى الحدود في يناير.

وعند انتهاء المخزون من السلع فإن البرنامج سيكون في حاجة إلى 12,7 مليون دولار أمريكي للوفاء باحتياجات الجوعى وذلك اعتبارا من شهر أبريل حتى يوليو.

حلم العودة إلى الوطن

يتمنى الكثير من اللاجئين في ليبيريا ورواندا والسودان العودة الي بلادهم والتي خطت بالفعل عدة خطوات في طريق الاستقرار والتعافي من الأزمة ولكنهم مازالوا في انتظار المساعدة لبدء حياة جديدة تتسم بالاكتفاء الذاتي. وقال موريس: "يتمنى اللاجئون السودانيون العودة الى أوطانهم، إلا أن الكثيرين ينتابهم بعض القلق بشأن عمليات بناء السلام التي لا يتم تمويلها بالشكل المطلوب ولا تتوفر الخدمات الاجتماعية الاساسية في مواطنهم الأصلية."

وقال موريس أنه من الضروري ان تتم عمليات غوث اللاجئين بشكل كامل وإذا كان هناك "أمر واحد يحتاجه جميع اللاجئين فهو العودة الى بلادهم لبدء حياة جديدة ومثمرة. ومساعدة اللاجئين في العودة الى اوطانهم ليست فقط من أجل القضاء على حياة الاعتماد على الغير في المخيمات وانما للمساهمة ايضا في ارساء السلام والتنمية."