الآلاف يفرون من القرى النائية المتضررة من الزلزال في باكستان
إسلام أباد- 19 أكتوبر 2005- أعلن برنامج الأغذية العالمي اليوم أن آلاف الأشخاص هجروا قراهم النائية التي يصعب وصول المساعدات لها في باكستان والجانب الباكستانى من إقليم كشمير نحو الوديان من أجل الحصول على الرعاية الطبية والغذاء والمياه حيث تعوق الانهيارات الأرضية وسوء الأحوال الجوية تسليم امدادات الاغاثة لهذه المناطق.
أن برنامج الأغذية العالمي ومنظمات الإغاثة الأخرى تتمكن الان من الوصول الى عدد اكبر من المناطق النائية التي تضررت من الزلزالمايكل جونز، منسق عمليات الطوارئ لبرنامج الأغذية العالمي في باكستان
وقال مايكل جونز، منسق عمليات الطوارئ لبرنامج الأغذية العالمي في باكستان "أن برنامج الأغذية العالمي ومنظمات الإغاثة الأخرى تتمكن الان من الوصول الى عدد اكبر من المناطق النائية التي تضررت من الزلزال وتعذر الوصول اليها بسبب الانهيارات الأرضية. ولكن آلاف الأشخاص ما زالوا يهبطون من الجبال متوجهين إلي الوديان للحصول على المساعدات وفقا لمشاهدات عدد من موظفى الاغاثة فى الاقليم."
ويستخدم الجيش الباكستاني جرافات ميكانيكية كبيرة لإزالة الركام من الطرق حتى تتمكن شاحنات الإغاثة من الوصول إلي القرى التي لم تتسلم أي مساعدات منذ وقوع الزلزال الذي ضرب باكستان فى الثامن من اكتوبر/ تشرين الاول وراح ضحيته أكثر من 50 ألف شخص.
وقال لنا بعضهم انهم لم يتناولوا اى غذاء منذ ايام بينما حصل البعض على ما يسد الرمق بالكاد
وقالت ميا ترنر، أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي في كشمير "أن عددا كبيرا من الناجين يهبطون من المناطق الجبلية المرتفعة بحثا عن المساعدة. لقد رأيتهم اليوم بعدما وصلنا إلي قرية كامسار في وادي نيلام، وهي منطقة تمكنا من الوصول اليها لأول مرة ليلة أمس. ويوجد هنا نحو 20 ألف شخص، ونقوم بتوزيع الدقيق ورقائق البسكويت عالي الطاقة. وقال لنا بعضهم انهم لم يتناولوا اى غذاء منذ ايام بينما حصل البعض على ما يسد الرمق بالكاد."
الاف يتركون قراهم
وأضافت ترنر ان مئات الآلاف من الاشخاص يتركون المناطق الجبلية وان "عائلات بأكملها قد تركت منازلها وقراها بحثا عن المساعدة ويبدو انهم يفتقرون الى المأوى او حتى الخيام" للراحة والنوم ليلا. وقال فريق عمل برنامج الأغذية في كامسار أن الانهيارات الأرضية أغلقت الطريق المؤدي إلي القرية. ويمكن رؤية الشاحنات المحطمة مدفونة في الطين وتحت صخور ضخمة من الجرانيت. وعلى الطريق الصاعد إلي الجبل مر فريق العمل بقريتين دمرهما الزلزال كليا. وتشوب الأجواء المحيطة بكامسار الأتربة بسب استمرار الانهيارات الأرضية التي تتسبب فيها توابع الزلزال.
وتقوم الشاحنات بنقل مساعدات البرنامج الغذائية حيث تم فتح بعض الطرق، بالإضافة إلي قيام المروحيات والبغال بحمل المساعدات لتوصيلها إلي المناطق الجبلية النائية.
وتقوم منظمات الإغاثة بالاستعداد لنقل الناجيين الذين يريدون البقاء في الوديان بدلا من الانتظار في القرى المنعزلة بعيدا عن امدادات الاغاثة. وأضاف جونز " نعتزم إسكان المشردين في مخيمات كبيرة بشكل مؤقت."
ويقول الناجون من الزلزال أنه لا يزال هناك العديد من الأشخاص من بينهم عدد غير معروف من الجرحى في الجبال. ويقدر ان هناك 500 ألف شخص فى حاجة للعون ولم يتلقوا اى مساعدات حتى الان بسبب مواقعهم النائية وسوء الأحوال الجوية والانهيارات الأرضية.
الوضع في المنطقة اصبح رهيبا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق عمليات الإغاثة
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق عمليات الإغاثة أن الوضع في المنطقة اصبح رهيبا وان هناك احساسا بضخامة المهمة الملقاة على عاتق منظمات الاغاثة وسط مخاوف من العجز عن التغلب على العقبات اللوجسيتية امام نقل امدادات الاغاثة للمناطق المتضررة. واعلن المكتب نفسه ان عديدا من الأشخاص يقضون نحبهم الان قبل ان تصل اليهم المساعدات. وأضاف جونز "نقوم بنقل نحو 40 طنا من الغذاء يوميا. كما نقوم أيضا بنقل الخيام والأغطية والمستلزمات الأخرى. ويعمل برنامج الأغذية على إحضار مزيد من الشاحنات من المنطقة وتعزيز عمليات نقل الغذاء جوا."
ويبدي البرنامج قلقه إزاء استجابة الجهات المانحة للزلزال الذي ضرب البلاد منذ 11 يوما مضت. وحذر جونز "إننا نعرف أن الجهات المانحة سخية ولكن هناك حاجة ماسة للعمل بسرعة قصوى واتخاذ إجراءات فورية، وإلا سوف تزداد معاناة الكثير من الأشخاص، وقد يموت بعضهم ازاء تأخر المساعدات."