الأميرة هيا تدعم الدور المزدوج للمساعدات الغذائية في إثيوبيا
أديس أبابا-12 فبراير 2006 - هنأت سمو الأميرة هيا بنت الحسين اليوم الجهات والدول المانحة على كرمهم، وناشدتهم لمواصلة دعمهم لتعزيز المساعدات الغذائية في أعقاب زيارة قامت بها لمشاريع برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في أثيوبيا. وقالت الأميرة هيا أن أهمية المساعدات الغذائية لإنقاذ الأرواح ومساعدة الملايين على الخروج من دائرة الفقر تبرز حالياً أكثر من أي وقت مضى.
وتحدثت الأميرة هيا بصفتها سفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي بعيد زيارتها إلى شرقي شوها وسط إثيوبيا يوم الأحد 12 فبراير الجاري، قائلة أن الأناس الذين التقت بهم في إثيوبيا يحتاجون بشكل واضح لمساعدات غذائية واشكال أخرى من الدعم للتغلب على الأزمات الراهنة وللتمكن من بناء مستقبل أفضل لأنفسهم. ومن الجدير بالذكر أن ثلث سكان القارة الإفريقية يعانون من سوء تغذية مزمن.
عزة نفس
من الممكن كسر حلقة الجوع إذا جعلناها فقط مسألة ذات أولوية لباقي العالمسمو الأميرة هيا بنت الحسين
وقالت: "هؤلاء الأشخاص يتمتعون بعزة نفس عالية ولا يريدون العيش على الهبات. من المؤلم حقاً أن يضطروا للإعتماد على عطفنا، والأكثر ألماً من ذلك هو أننا لا نملك قدراُ أكبر من ذلك العطف. الجوع أسوأ رفيق يكمن للمرء العيش معه على الإطلاق، ومن المجدي والممكن كسر حلقة الجوع إذا جعلناها فقط مسألة ذات أولوية لباقي العالم."
وتوجهت الأميرة هيا إلى زيارة بعض المشاريع التنموية التي ينفذها البرنامج في مقاطعة أداما في أوروميا لمكافحة انجراف التربة في المناطق المتأثرة بأشد الأزمات الغذائية، وذلك للعمل على الحد من العجز الغذائي وزيادة المدخول وتحسين قدرة السكان على مواجهة الجفاف.
حيث يقوم الرجال والنساء ببناء السدود وشق القنوات وزراعة الأشجار والأشتال مقابل الحصول على حصص غذائية من برنامج الأغذية العالمي، وبذلك فإن المساعدات الغذائية تساهم في تحويل الأراضي القاحلة إلى أراض خضراء وخصبة ومنتجة.
الاعتماد على النفس
وأضافت الأميرة هيا قائلة: "كل عام تسبب مجموعة من العوامل المعقدة الكثير من المعاناة للآلاف من السكان الذين يجاهدون للحصول على الغذاء الكافي والمياه الصالحة للشرب والأدوية. بلى، فقد رأيت اليوم الجهود الحقيقية التي يبذلها هؤلاء الناس لإعادة بناء حياتهم وإيجاد الحلول التي ستساعدهم على الإعتماد على أنفسم وضمان إستقلاليتهم."
التقت الأميرة هيا برجال ونساء يعملون يداً بيد، ويستخدمون المجارف والمناجل لإحياء بيئتهم وكسب قوتهم لقاء المعونات الغذائية المقدمة من قبل برنامج الأغذية العالمي.
كل عام تسبب مجموعة من العوامل المعقدة الكثير من المعاناة للآلاف من السكان الذين يجاهدون للحصول على الغذاء الكافي والمياه الصالحة للشرب والأدويةسمو الأميرة هيا بنت الحسين
كما التقت بالمستفيدين من مشروع يقوم فيه برنامج الأغذية العالمي باستخدام الغذاء لتحفيز المتطوعين المدربين على تقديم الرعاية المنزلية للمصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وعائلاتهم.
وقال محمد دياب، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في إثيوبيا، الذي رافق الأميرة هيا في زيارتها وتقدم لها بالشكر على دورها في لفت الأنظار إلى الحاجات الإنسانية للكثيرين في إثيوبيا: "يتسبب مرض الإيدز بتضخيم المعدلات المرتفعة للفقر ونقص الغذاء بين الفئات المتأثرة بأزمة الغذاء في إثيوبيا. لكن عندما يوفر مواطنون مؤهلون الغذاء والمعلومات الغذائية والدعم لهؤلاء المرضى والأيتام والحوامل والمرضعات اللواتي يحملن فيروس نقص المناعة (الإيدز) وغيرهم من المصابين بهذا المرض، فلا شك أنه سيؤثر بشكل بالغ وواضح على تحسين معيشتهم."
سخاء الجهات المانحة
وواصل حديثة ليوجه الشكر للجهات الداعمة في إثيوبيا قائلاً: "لقد ساعدتنا الجهات المانحة بسخاء على تنفيذ مشاريع العام الماضي بصورة مكنتنا من مواصلة برامج التعافي في إثيوبيا حتى هذا العام. مما يدعم مشاريع التدخل الطارىء ويساعد المجتمعات على الانتقال إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي بصورة مستدامة."
بالرغم من الحصاد الطيب نهاية العام الماضي، سيبقى 2,6 مليون شخص في إثيوبيا بحاجة إلى مساعدات غذائية طارئة هذا العام. يقطن أغلبية هؤلاء في المناطق المصابة بالجفاف في جنوب إفريقيا. هذا بالإضافة إلى 7 ملايين آخرين يعانون من نقص شديد في الغذاء، سيتلقون المساعدات الغذائية والمادية لقاء عملهم في البرامج الإجتماعية.
الزيارة الميدانية الثانية
وتعد هذه ثاني زيارة ميدانية تقوم بها الأميرة هيا منذ تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي، حيث زارت ملاوي في شهر ديسمبر الماضي، وستواصل زياراتها الميدانية إلى مختلف المناطق المتأثرة بأزمات الجوع خلال الأشهر القادمة.
يتسبب مرض الإيدز بتضخيم المعدلات المرتفعة للفقر ونقص الغذاء بين الفئات المتأثرة بأزمة الغذاء في إثيوبيامحمد دياب، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في إثيوبيا
وقد عينت الأميرة هيا سفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي فى اكتوبر الماضى لتصبح أول سيدة وشخصية عربية تتبوأ هذا المنصب. ونال منصبها تأييد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، لتصبح ثاني سفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية بعد السيناتور جورج ماكجفرن.
"تكية أم على"
وكانت سمو الأميرة هيا قد أنشأت أول جمعية أهلية للمساعدات الغذائية في العالم العربي وتدعى "تكية أم علي" وهى مبادرة فريدة من نوعها في الأردن من أجل تقديم المساعدات الغذائية والخدمات الاجتماعية للفقراء.
وتبلغ قيمة ميزانية برنامج الأغذية العالمي المخصصة لعمليات الإغاثة والإحياء في إثيوبيا للسنوات الثلاثة من يناير 2005 حتى ديسمبر 2007 مبلغ وقدره 763 مليون دولار.