Skip to main content

الانفلات الأمني يجبر برنامج الأغذية العالمي على إلغاء قافلة للمساعدات في جنوب لبنان

في ظل استمرار القصف المكثف للطرق والقرى في جنوب لبنان، اضطر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم إلي إلغاء قافلة للمساعدات المقرر إرسالها إلى مدينة مرجعيون بجنوب لبنان...

بيروت ـ 30 يوليو 2006- في ظل استمرار القصف المكثف للطرق والقرى في جنوب لبنان، اضطر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم إلي إلغاء قافلة للمساعدات المقرر إرسالها إلى مدينة مرجعيون بجنوب لبنان، بعد أن رفض جيش الدفاع الإسرائيلي الموافقة على مرور القافلة.

وقد تم اتخاذ القرار طبقا للإجراءات الأمنية المتبعة في لبنان والتي بموجبها يطلب برنامج الأغذية العالمي موافقة كل أطراف النزاع السماح لقافلة المساعدات الإنسانية للتحرك في أي مكان في لبنان. وهذه هي المرة الأولى التي لم يتم التوصل فيها إلى اتفاق.

خيبة أمل

وقال عامر داودى، منسق عمليات الطوارئ لبرنامج الأغذية العالمي في لبنان " لقد أصبنا بخيبة أمل شديدة وأصابنا الإحباط حقيقة لأننا غير قادرين على إرسال هذه القافلة. وهناك عشرات الآلاف من الأشخاص في جنوب لبنان في أمس الحاجة للمساعدات. ومن الواضح أن هذه انتكاسة كبيرة، لكنها لن تثنى عزمنا عن المضي قدما لإرسال المزيد من القوافل أو السعي في محاولة للوصول إلى الناس في الأماكن الأشد تضررا."

لقد أصبنا بخيبة أمل شديدة وأصابنا الإحباط حقيقة لأننا غير قادرين على إرسال هذه القافلة. هناك عشرات الآلاف من الأشخاص في جنوب لبنان في أمس الحاجة للمساعدات.عامر داودى، منسق عمليات الطوارئ لبرنامج الأغذية العالمي في لبنان
وتتألف القافلة إلى مدينة مرجعيون من 6 شاحنات كانت محملة بمواد إغاثة تشمل أدوية من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة مريكير كور وهيئة المعونة التابعة للشعب النرويجي. وشملت الإمدادات التي حملتها خمس شاحنات 45 طن من الدقيق و 6 طن من اللحوم المعلبة و 6 طن من الزيوت النباتية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي. وتعد هذه الشحنة هي بعثة المساعدات الرابعة التي ترسلها الأمم المتحدة إلى جنوب لبنان عن طريق برنامج الأغذية العالمي منذ الأربعاء الماضي.

إيصال المساعدات

ومنذ الاثنين الماضي يخطط برنامج الأغذية العالمي، والذي يعد مسئولا عن توصيل كل المساعدات المقدمة من قبل وكالات الأمم المتحدة والعديد من هيئات المعونة الإنسانية المنتشرة في لبنان، لإرسال ما لا يقل عن قافلتين في اليوم للجنوب والذي يعتبر عرضة للقصف منذ بدء الأعمال العدوانية بين إسرائيل ومقاتلو حزب الله والتي نشبت منذ أسبوعين. وتقدر الأمم المتحدة بأن مما لا يقل عن 800 ألف شخص، وهو ما يعادل خمس إجمالي سكان لبنان، قد نزحوا من ديارهم من جراء النزاع.

وفى يوم السبت، قام البرنامج بتدشين أول معبر دولي لمرور الشحنات الإنسانية بانتظام من سوريا إلى لبنان حيث حلمت شاحنة إمدادات مقدمة من اليونسيف والمفوضية السامية لشئون اللاجئين. وينتظر أن يتم إرسال القافلة الثانية من منطقة العريضة اليوم. وتعد النقطة الحدودية بمدينة العريضة الواقعة على ساحل المتوسط هي المعبر الوحيد الباقي المفتوح للمرور بين البلدين. وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين عبر النقاط الحدودية هربا من الصراع.

وصول الفريق السويدي

إننا ممتنون إلي الوكالة السويدية على تقديم هذه المساعدة في هذه العملية المليئة بالتحديات والعقبات من أجل مساعدة المحتاجينعامر داودى، منسق عمليات الطوارئ لبرنامج الأغذية العالمي في لبنان
وعلى مدار الأيام المقبلة، يعتزم البرنامج توسيع نطاق تغطية المساعدات الإنسانية من خلال التفاوض على فتح نقاط عبور في المواني في مدينتي بيروت وصور. ووصل هذا الصباح إلي مدينة دمشق السورية فريق ضم 22 شخصا من الفنيين وتسع شاحنات تابعين للوكالة السويدية لخدمات الإغاثة. كما من المنتظر ان ترسل طائرة تابعة للوكالة السويدية حاملة باقي الفريق. وسوف يسافر الفريق إلي لبنان اليوم ليمكثوا هناك ثلاثة شهور لتقديم الخدمات الأساسية.

ومن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه البرنامج، الذي يعتبر منسق العمليات اللوجستية الضخمة لكافة منظمات الإغاثة فى لبنان، هو توفير الأسطول الكافي والسائقين لتقديم المساعدات الإنسانية ولاسيما في المناطق الخطرة.

وأضاف داودى : "أننا ممتنون إلي الوكالة السويدية على تقديم هذه المساعدة في هذه العملية المليئة بالتحديات والعقبات من أجل مساعدة المحتاجين. لقد تعاونا مع الوكالة في العديد من العمليات ومنهم إغاثة منكوبي زلزال باكستان وزلزال تسونامي. إننا نثمن خبراتهم وقدراتهم كثيرا."

توزيع المواد الغذائية

وفى إطار نداء الإغاثة الذي أطلقته الأمم المتحدة، تبلغ قيمة عمليات برنامج الأغذية نحو 48 مليون دولار لتشمل عمليات لوجستية وعملية إغاثة طارئة لتقديم معونات غذائية بقيمة 8.9 مليون دولار من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة للنازحين في لبنان.

وسوف يقوم البرنامج بتوزيع المواد الغذائية للنازحين كالتالي: 95 ألف نازح في المدارس والمؤسسات العامة في بيروت، و165 ألف شخص في أكثر المناطق تضررا بجنوب لبنان و50 ألف شخص من بين نحو 140 ألف شخص فروا إلي سوريا جراء هذا الصراع.