Skip to main content

الأطفال: لا للجوع في أفريقيا

"آلاف الأطفال اتحدوا معا ليعلنوا أنه لا صمت بعد الآن أمام معاناة أكثر من 300 مليون طفل في أنحاء العالم من الجوع في الوقت الذي ينتج فيه العالم ما يكفى من الطعام" ...

بقلم: آرلين ميتشل*

من حوالي عام أو أكثر، في مدرسة تقع في ريف مقاطعة مانجوتشي بجنوب ملاوي، سجلت الطفلة جريس كامو وعمرها ثماني سنوات اسمها لتنضم إلي مسيرة تهدف إلي وضع نهاية لجوع الأطفال. لم تدرك جريس مغزى المسيرة ساعتها، ولكن قرارها بالانضمام وضعها فى قلب حركة تنمو يوما بعد يوما مع انضمام طلاب المدارس في منطقة جنوب الصحراء بأفريقيا.

لا صمت بعد الآن

آلاف الأطفال اتحدوا معا ليعلنوا أنه لا صمت بعد الآن أمام معاناة أكثر من 300 مليون طفل في أنحاء العالم من الجوع في الوقت الذي ينتج فيه العالم ما يكفى من الطعام.

رافق الجوع حياة جريس كامو على مدار سنوات عمرها الثماني، فهي تعيش في منطقة فقيرة فى أحد أفقر البلدان في العالم. ومثلها مثل الأطفال الآخرين في أفريقيا، فان حياتها وصحتها تخضع لسيطرة الظروف الطبيعية التي تعجز كامو عن مواجهتها. فإذا هطلت الأمطار في الوقت المناسب، فان الحصاد سوف يكون جيدا ليضمن حصول السكان على غذاء كاف.

ولسوء الحظ، تسبب سقوط الأمطار بشكل متقطع في إعاقة المزارعين في ملاوي عن إنتاج الغذاء لتلبية الاحتياجات الغذائية للسكان وأطفالهم. وبالرغم من كونها طفلة مثلها مثل معظم الأطفال الذين يلعبون ويمرحون منذ نعومة أظافرهم، ألا أن كامو قررت أن تقول لا للجوع وتنضم إلي المسيرة التي ينظمها برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة للتوعية بأهمية القضاء على جوع الأطفال.

مسيرة خيرية

والمدهش أنه في عام 2005، داعبت هذه الفكرة عقول أكثر من 40 ألف طفل في ملاوي. فالمسيرة التي بدأت تنتشر في أفريقيا في العام الماضي ليست مسيرة خيرية قط، ولكنها حركة واقعية تعبر عن صوت واحد للشباب رافضين استضافة الجوع وأن يكون جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية.

أحيانا يستغرق الأطفال وقتا لفهم جوهر أي مشكلة، ولكن الوضع مغاير لجريس كامو حيث شكلت حقيقة وفاة طفل كل خمس ثوان من الجوع صدمة لا يمكن تحملها.

شكلت حقيقة وفاة طفل كل خمس ثوان من الجوع صدمة لا يمكن تحملهاآرلين ميتشيل، مدير مشروع "مسيرة حول العالم"

أما هذا العام، أخذت هذه الفكرة في الانتشار مع انضمام الكثير من الأطفال إلي هذه الحركة. ففي يوم الأحد الموافق 21 مايو، يتوقع أن يشارك أكثر من 110 ألف طفل في جنوب الصحراء الأفريقية في "مسيرة حول العالم" هذا العام. وفى ليبريا سيسير أكثر من 40 ألف شخص في شوارعها معلنين مواجهتهم للحروب الأهلية التي عانت منها ليبيريا على مدار عقود مضت. أما كامو فسوف تسير مع 40 ألف طفل آخرين في ملاوي، فيما ينضم إليها آخرين في العديد من البلدان في أفريقيا.

وفى الشرق الأوسط من المتوقع أن تنتظم مسيرات ضد الجوع في القاهرة ودبى وعمان وعواصم اخرى.

مرارة المعاناة

إن رياح التغيير، مثل حركة الحقوق المدنية التي حققت نجاحا في عقد الستينات، تنبعث من الأشخاص الذين يذوقون مرارة المعاناة بأنفسهم. هؤلاء الأطفال ينضمون إلي هذه الحركة لأنهم يدركون جيداً ما معني أن تكون جائعاً، ويريدون أن يقولوا لا للجوع.

وعندما يحل عام 2015 يحل استحقاق تعهد دول العالم أجمع بخفض أعداد الجوعي إلي النصف، وستكون جريس كامو وقتها قد بلغت سبعة عشر عاما وربما ساعتها ستكون أيضا قد اصحبت اما ترفض أن يعاني أولادها من نفس الظروف العصيبة التي مرت بها عندما كانت صغيرة.

على الأقل هي ليست وحدها. فهذه الحركة تكبر يوما بعد يوما وتدوي أصواتها الأفق بانضمام الكثير من الأشخاص الذين يشاركون بسبب معاناتهم من الجوع في الماضي.