إلغاء القوافل الإنسانية يعيق وصول المساعدات إلي جنوب لبنان
ملحوظة: نظراً لصدور هذا البيان الصحفي، يود برنامج الأغذية العالمي التنويه عن أنه علم أن القوات الإسرائيلية لم توافق على إرسال القافلة إلى قرية رميش بيد أنها منحته ضمانات أمنية تمكنه من إرسال القوافل الأخرى إلى قريتي تبنبن والناقورة. وإلى الآن حصل البرنامج على ضمانات أمنية من قبل القوات الإسرائيلية لإرسال قوافل الإغاثة الإنسانية إلى جميع المناطق التي خطط لها ما عدا قريتي رميش ومرجعيون.
بيروت ـ 1 أغسطس 2006 - حذر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم من مواجهته صعوبة أخرى تعيق جهوده الإنسانية لتوفير معونات الإغاثة الأكثر احتياجا لدي سكان جنوب لبنان.
إرسال ثلاث قوافل
ومع اعتزام البرنامج اليوم إرسال ثلاث قوافل إلي قري تبنين ورميش والناقورة بجنوب لبنان، حصل برنامج الأغذية على موافقة القوات الإسرائيلية لإرسال المساعدات إلي قرية تبنين وحدها. فمن إجمالي 18 شاحنة تحمل معونات غذائية وإمدادات أخرى، سوف تتوجه ست شاحنات إلي تبنين لنقل معونات غذائية ومواد إغاثة مقدمة من صندوق الأمم المتحدة للطفولة.
وكان يوم الأحد الموافق 30 يوليو هو المرة الأولى التي لم يحصل فيها البرنامج على الموافقة بإرسال القافلة الإنسانية إلي قرية مرجعيون.
نناشد أطراف الصراع السماح بمرور القوافل الإنسانية، وإلا سوف نشاهد مشاهد اكثر مأساوية ومعاناة اكثر من الآنعامر داودى، منسق عمليات الطوارئ لبرنامج الأغذية العالمي في لبنان
وقال عامر داودى، منسق عمليات الطوارئ لبرنامج الأغذية العالمي في لبنان: "إننا نشعر بإحباط متزايد من إعاقة حركة القوافل الإنسانية مما يجعل سكان الجنوب يعيشون في حالة عزلة لحوالي ثلاثة أسابيع. ليس لدينا الوقت لنهدره، لأنهم يعانون من نقص الغذاء والماء والأودية. فالعديد منهم فقراء ومرضي أو مسنين ولم يتمكنوا من ترك ديارهم."
أزمة غذائية
وطبقا لإحدى المنظمات الإنسانية العاملة في لبنان، تلوح أزمة غذائية في أفق جنوب لبنان حيث يجبر نقص المياه السكان على الشرب من مياه الحيوانات الملوثة بالبكتريا. وتأوي قرية رميش في الأوضاع العادية خمسة آلاف شخص، أما الآن فهي تأوي خمسة وعشرين ألف شخص فروا من القتال الدائر في المناطق المحيطة.
وأضاف داودي قائلا: "أننا نناشد أطراف الصراع السماح بمرور القوافل الإنسانية، وإلا سوف نشاهد مشاهد اكثر مأساوية ومعاناة اكثر من الآن."
اختناقات مرورية
واضطرت قافلة برنامج الأغذية التي كانت متجهة إلي قانا أمس، حاملة مواد غذائية لأكثر من ستة آلاف شخص تكفيهم لأسبوعين مقبلين، إلي التحرك ببطء شديد بسبب الاختناقات المرورية مع نزوح آلاف الأشخاص إلي الشمال مستفيدين من فترة توقف القصف. كما أجبرت الطرق والجسور المدمرة القوافل على المرور في طرق ثانوية حيث يصعب السير فيها.
وبوصفه منسق العمليات اللوجسيتية التي تقدم مواد الإغاثة إلي لبنان، ينظر البرنامج بعين القلق إلي مساءلة توافر الوقود لشاحنات الأمم المتحدة. ويشير النقص الكبير إلي ترك السيارات الخاصة مع إغلاق محطات الوقود.
محطات الطاقة
وأضاف داودي، مشيرا إلي صعوبة عمل محطات الطاقة والمؤسسات الأخرى الحيوية: "إننا بحاجة ماسة إلي توافر سفن نقل وقود لترسو في بيروت وطرابلس."
وفى ظل مسئولياته لنقل كافة المساعدات التي تقدمها منظمات الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني في لبنان، يخطط برنامج الأغذية حاليا إرسال قافلتين يوميا إلي الجنوب، في ظل القصف الجوي لهذه المنطقة، ليوسع من نطاق تغطية المساعدات الإنسانية للوصول إلى اكبر عدد ممكن من المهجرين.
ومنذ بداية الصراع ثلاثة أسابيع مضت، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلي تشرد اكثر من مليون شخص (800 ألف شخص في لبنان، ما يمثل خمس تعداد السكان) وحوالي 300 ألف إسرائيلي.
أول معبر دولي
وفى يوم السبت، قام البرنامج بتدشين أول معبر دولي لمرور الشاحنات الإنسانية بانتظام من سوريا إلى لبنان حيث حملت الشاحنات إمدادات مقدمة من اليونسيف والمفوضية السامية لشئون اللاجئين. وينتظر أن يتم إرسال القافلة الثانية من منطقة العريضة إلي بيروت اليوم.
وتعد النقطة الحدودية بمدينة العريضة الواقعة على ساحل المتوسط هي المعبر الوحيد الباقي المفتوح للمرور بين البلدين. وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين عبر النقاط الحدودية هربا من الصراع.
توزيع معونات غذائية
إننا بحاجة ماسة إلي توافر سفن نقل وقود لترسو في بيروت وطرابلسعامر داودى، منسق عمليات الطوارئ لبرنامج الأغذية العالمي في لبنان
وفى سوريا، بدأ برنامج الأغذية توزيع معونات غذائية على قرابة سبعة آلاف شخص من اللبنانيين الذي فروا إلى العاصمة السورية دمشق جراء الصراع. وفى ظل التوقعات بزيادة أعداد اللاجئين، يعكف برنامج الأغذية على وضع خطط طوارئ لمساعدة حوالي 20 ألف شخص في دمشق.
وفى إطار نداء الإغاثة الذي أطلقته الأمم المتحدة، تبلغ قيمة عمليات برنامج الأغذية نحو 48 مليون دولار لتشمل عمليات لوجسيتية وعملية إغاثة طارئة لتقديم معونات غذائية بقيمة 8.9 مليون دولار من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة للنازحين في لبنان.
وسوف يقوم البرنامج بتوزيع المواد الغذائية للنازحين كالتالي: 95 ألف نازح في المدارس والمؤسسات العامة في بيروت، و165 ألف شخص في أكثر المناطق تضررا بجنوب لبنان و50 ألف شخص من بين نحو 140 ألف شخص فروا إلي سوريا جراء هذا الصراع.