المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي يزور الجزائر ويتفقد مخيماً للاجئين من الصحراء الغربية
ومن أبرز ما تم خلال زيارته إلى مخيم سمارة هو تفقده لمشروع للزراعات المائية يدعمه البرنامج بهدف زيادة إنتاج لحوم وألبان الماعز لصالح اللاجئين. والزراعات المائية هي تقنية زراعية تتم بدون تربة لزراعة النباتات في مناطق قاحلة. وهذا النوع من الزراعة يؤتي ثماره بسرعة ويستهلك مياه أقل بنسبة 80 بالمائة من استهلاك المياه في الزراعة بالطرق التقليدية.
وقد طور برنامج الأغذية العالمي، بالتعاون مع أحد المهندسين وبعض المختصين في هذا المجال من اللاجئين، وحدات للزراعة المائية يمكن إقامتها باستخدام خامات محلية، كما أنها تتسم بسهولة صيانتها، مما يتيح للأسر أن تزرع علفاً طازجاً للمواشي في سبعة أيام فقط. وتُشير النتائج الأولية إلى زيادة إنتاجية لحوم وألبان الماعز، مع الحد من معدلات الوفيات بين صغار الماشية.
وقال بيزلي:"يمثل هذا المشروع نموذجاً ممتازاً للإبداع في سياق العمل الإنساني." وأضاف:"إن هذه الطريقة تتميز بأنها بسيطة، ومجدية، وتلبي الاحتياجات الفعلية، وترتبط بتقاليد اللاجئين بوصفهم من البدو الذين يقدرون قيمة مواشيهم. ولدي اعتقاد جازم بفاعلية الزراعات المائية، ليس فقط في مخيمات اللاجئين، ولكن أيضًا لتوفير الدعم للأسر التي تعاني من قلة الغذاء والتي تعيش في ظل ظروف معيشية قاسية في أي مكان."
وحالياً، هناك 50 وحدة للزراعة المائية في مخيمات اللاجئين في الجزائر والتي تنتج كمية تصل إلى 2000 كجم من العلف الطازج يومياً. ويستفيد حوالي 500 لاجئ، غالبيتهم من النساء، بصورة مباشرة من هذا المشروع. ويخطط برنامج الأغذية العالمي لزيادة عدد الوحدات في المخيمات بمعدل أربعة أضعاف خلال الأشهر القادمة.
وتدعم حاضنة المشروعات المبتكرة التابعة لبرنامج الأغذية العالمي والتي تقع في ميونخ مشروع الزراعات المائية. وتقدم حاضنة المشروعات التمويل للأفكار الإبداعية والمشروعات الجديدة، وتربط أصحاب هذه الأفكار بخبراء من القطاع الخاص والمنظمات غير الربحية بالإضافة إلى عدد من المختصين بهدف وضع حلول مؤثرة من أجل الوصول إلى عالم خال من الجوع.
وأثناء زيارته إلى الجزائر، التقى بيزلي برئيس الوزراء ووزير الزراعة الجزائري لمناقشة أولويات التعاون، كما شكر بيزلي الحكومة والشعب الجزائري على دعمهم المستمر للاجئين المستضعفين.
وعلى مدار أكثر من أربعين عاماً، يعيش اللاجئون من الصحراء الغربية تحت ظروف قاسية في خمسة مخيمات في الصحراء الواقعة جنوب غربي الجزائر. وأثناء هذه الفترة، اعتمد اللاجئون على المساعدات الخارجية، وكان برنامج الأغذية العالمي هو المصدر الرئيسي للغذاء منذ عام 1986.