المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي تختتم زيارتها لأفريقيا وتدعو لتحسين الأوضاع الأمنية لدعم التقدم فى مواجهة سوء التغذية
القاهرة-29 أبريل 2007- أعلنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة جوزيت شيران اليوم أن البرنامج تمكن من إحراز تقدم ضخم في خفض معدلات سوء التغذية في أثيوبيا والسودان وتشاد، إلا أن هذه الإنجازات معرضة للخطر بسبب الأوضاع الأمنية المتغيرة باستمرار في أفريقيا.
وفى أعقاب انتهاء زيارتها لهذه البلدان الثلاثة، أعربت شيران عن سعادتها إزاء هذه الإنجازات، ولكنها شددت على أن التحسن المستمر يتطلب استثمارات طويلة الأجل من أجل أخراج اى بلد من أزمة طاحنة ووضعها على طريق التعافي التدريجي.
أول زيارة ميدانية
وتضمنت زيارة شيران لإفريقيا، التي تعتبر أول زيارة ميدانية لها بعد أن تبوأت هذا المنصب الرفيع فى البرنامج فى الخامس من أبريل الجاري، أثيوبيا والسودان واخيرا تشاد، حيث ألتقت مع مسئولي الحكومة وممثلي الجهات المانحة من أجل مناقشة المعونات لحوالى 365 ألف لاجئ ونازح.
وقالت شيران: "تواجه تشاد ثلاثة تحديات تتمثل فى جوع مزمن وزيادة أعداد النازحين وارتفاع عدد اللاجئين من إقليم دارفور. إننا بحاجة إلى الموارد الضرورية لتلبية كل هذه الاحتياجات."
الأطفال هم مستقبل المجتمع، والتغذية المدرسية هى أفضل طريقة لتجعلهم مستعدين لهذا المستقبلجوزيت شيران، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة
وعقدت شيران اجتماعات مع رئيس الوزراء نور الدين ديلوا قصير ونائب وزير الخارجية جيدا موسى عثمان ووزير الزراعة هارون كبادى. وتناولت المحادثات المساعدات التى يقدمها البرنامج وخاصة الى الأطفال فى تشاد .
إنجازات حقيقية
وأضافت شيران قائلة: "استعرضنا أملنا في الانتقال من مرحلة الطوارئ إلى تطوير مشاريع التغذية المدرسية لتمكين الأطفال من النمو والانتظام فى الدراسة والحصول على فرص افضل فى حياتهم."
وقالت أنها شاهدت مزيجا من "الأخبار السارة والسيئة" أثناء رحلتها. وأضافت " رأيت مدى الإنجازات الحقيقية فى مكافحة معدلات سوء التغذية الحادة فى المنطقة— والتى انخفضت في إقليم دارفور السوداني على سبيل المثال بواقع 50 فى المئة—إلا أن الهجمات وخطف السيارات بالقوة تعيق بشكل خطير هذه الجهود الشجاعة التى يبذلها العاملون فى البرنامج."
"ونجح البرنامج في إيجاد طرق مبتكرة لإيصال الغذاء إلى السكان فى دارفور وتشاد بالرغم من أعمال السطو والعنف. ويمكننا ان نحقق المزيد اذا تضافرت جميع الأطراف معنا من أجل ضمان وصول المساعدات بشكل آمن إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعداتنا."
"جسر إنساني"
وتعتبر مشاريع المساعدات الغذائية الممتدة منذ وقت طويل فى السودان أكبر عملية يقوم بها برنامج الاغذية العالمى حاليا فى انحاء العالم، ويليها فى الحجم أنشطة التنمية طويلة الآجل فى أثيوبيا. وشددت شيران خلال جولتها على أن أغذية البرنامج تلعب دورا مهما أثناء مرحلة الطوارئ وبعدها.
وأضافت قائلة: "إننا بحاجة إلى التخطيط جيدا لمرحلة الانتقال فى أى بلد عقب الانتهاء من المرحلة الحرجة فى أى أزمة. ففي جنوب السودان، وبعد مضى عامين على عقد اتفاقية السلام، فان شركائنا فى الحكومة يسعون حاليا لوضع استراتيجيات لمرحلة التعافي والعودة إلى الأوضاع السلمية."
إننا بحاجة إلى الموارد الضرورية لتلبية الاحتياجات المتنامية في تشادجوزيت شيران، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة
وأشارت شيران إلى مشروع البرنامج لتقديم وجبات غذائية فى المدارس للأطفال الذين يعانون من الأزمة بوصفه مثالا جيدا "لجسر إنساني" يتم من خلاله العبور من حالة الطوارئ إلى حياة مستقرة. وفى مدينة جوبا، قامت شيران بزيارة مدرسة كوكو الابتدائية حيث يوفر البرنامج وجبات غذائية لحوالى 900 طفل يوميا، وهى الوجبة الوحيدة التي يحصل عليها العديد منهم طوال اليوم.
وأضافت المديرة التنفيذية قائلة: "إن توفير الغذاء الصحي والتعليم الأساسي للأطفال تحت مظلة واحدة هو أحد افضل الاستثمارات لأى مجتمع مكبل بالكوارث التى تعرض لها. فالأطفال هم مستقبل المجتمع، والتغذية المدرسية هى أفضل طريقة لتجعلهم مستعدين لهذا المستقبل."
وحذرت شيران أنه بالرغم من هذه الجهود المبذولة فى جنوب السودان، فان نصف مناطق الجنوب ما زالت تعانى من معدلات سوء تغذية تصل الى معدل الطوارىء المتفق عليه دوليا .
حلقة الوصل
وفى أثناء جولتها، ألقت شيران أيضا الضوء على أهمية عمليات مشتريات الاغذية للبرنامج وإلى أنها تلعب دورا فى مساعدة المزارعين الفقراء. ويقوم البرنامج، والذي ارتفعت نسبة السلع الغذائية التى يشتريها نقدا من الاسواق بشكل كبير على مدار العقد الماضي، بدور حلقة الوصل بين "المزارعين والأسواق" من خلال مساعدتهم على الالتزام بمعايير البرنامج الصارمة لشراء الغذاء.
وفى زيارتها لأثيوبيا الأسبوع الماضي حيث أجرت مناقشات مع تجار الحبوب وخبراء فى السوق ومسئولين فى الحكومة، ناشدت شيران جميع الأطراف مساعدة البرنامج على إيجاد "انماط افضل لشراء المساعدات الغذائية" يمكن من خلالها مساعدة المزارعين الفقراء على الوصول إلى حلول لمشكلة انعدام الأمن الغذائي المزمن لديهم.
وأضافت قائلة: "يجب النظر إلى مشتريات البرنامج بطريقة أكثر استراتيجية لنرى بأنفسنا أننا نبذل ما بوسعنا لكى نحقق اكبر اثر ايجايبى للتنمية." ولاقى هذا الرأي ترحيبا كبيرا من مسئولي الحكومات فى البلدان الثلاثة التي قامت بزيارتها.