الملايين في غرب أفريقيا يواجهون صراعا للبقاء في عام 2006
القاهرة- 17 يناير 2006- ناشد برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم المجتمع الدولي من أجل تعزيز الجهود المبذولة لمكافحة الجوع والفقر في منطقة غرب أفريقيا التي تعد أفقر منطقة في العالم.
ويهدف برنامج الأغذية في عام 2006 إلي مساعدة عشرة ملايين شخص على الأقل في غرب أفريقيا من خلال توفير أكثر من 300 ألف طن من المواد الغذائية بتكلفة تصل إلي حوالي 237 مليون دولار. وحتى اليوم حصل البرنامج على ضمانات للحصول على نحو 4و18 مليون دولار من إجمالي هذا المبلغ (أو ما يمثل ثمانية في المئة من أجمالي المبلغ اللازم).
مهام كبيرة
شهدنا في العام الماضي ما حدث في النيجر عندما اقتلع الفقر جذور الحياة ولاسيما بين الأطفال الذين عانوا حتى الموتجان جاك جريس، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي
وقال جان جاك جريس، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي خلال زيارة الى داكار: "شهدنا في العام الماضي ما حدث في النيجر عندما اقتلع الفقر جذور الحياة ولاسيما بين الأطفال الذين عانوا حتى الموت."
وأضاف: "تسبب الصراع في تدمير حياة الكثيرين، ولايزال العديد منهم بحاجة للمساعدة لمواجهة تركة العنف أو العودة إلي ديارهم عندما يحل السلام. ونتوقع أن تكون مهامنا كبيرة في العام الجاري."
عام صعب
وبالرغم من المحصول الجيد في نهاية عام 2005، فان منطقة الساحل الافريقى ستواجه عاما أخر من المصاعب. وفي العام الماضي، عانت موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر من "موسم الجوع" وكانت النيجر اسوأها حالا. ومن المتوقع استمرار تدهور اوضاع الفقراء هذا العام حيث استنفدوا تقريبا كل السبل الممكنة للبقاء وبات معظمهم عاجزين عن تلبية احتياجاتهم الاساسية كلها.
ولا تزال النيجر على وجه الخصوص تعاني من فقر مدقع وديون مقيدة اعجزت العائلات الريفية . وينصب اهتمام عمليات البرنامج حاليا على تقديم المساعدات إلي الأطفال الذي يعانون من سوء التغذية. وتشمل مشاريع البرنامج أيضا أنشطة الغذاء مقابل العمل وتخزين الحبوب في القرى الفقيرة لتتمكن من مواجهة الفترة العصيبة المقبلة. ويحتاج البرنامج الى دعم عاجل عينى او نقدى بقيمة اجمالية 22 مليون دولار وإلا اضطر الى انقاص المساعدات الغذائية الشهر المقبل.
براثن الفقر
وأضاف جريس: "وقعت منطقة الساحل لفترة طويلة للغاية فى براثن الفقر بالرغم من استقرار الأوضاع السياسية بالبلاد. فالحصول على الغذاء يمثل جوهر بقاء الإنسان، إلا أن الفقر في غرب أفريقيا هو أن يستيقظ ملايين الأشخاص كل يوم غير متأكدين إذا ما سوف يتمكنون من تأمين ما يسد رمقهم."
وكانت الآمال قد انتعشت بعد نجاح الانتخابات البرلمانية فى ليبيريا العام الماضي لتضع نهاية لويلات حروب مزقت البلاد على مدار 14 عاما. بيد أن نسيج المجتمع وبنيته الأساسية ما زالا يعانيا من التفكك والتدهور. وفى اطار الجهود الدولية لمساعدة ليبيريا على التعافى يحصل نحو 700 ألف شخص على مساعدات البرنامج الغذائية، ويشمل ذلك أكثر من 50 ألف شخص فروا أبان الحرب إلي المخيمات ويجب إعادة توطينهم ، بالإضافة إلي نحو 75 ألف لاجئ في البلدان المجاورة سيعودون إلي ديارهم .
ساحل العاج
وبينما تتعافى ليبيريا من آثار الصراع، فان ساحل العاج تقف على مفترق طرق بين السلام وتفجر الصراع الذي يهدد الاستقرار الاقليمى مرة اخرى. وإذا ما تدهورت الأوضاع في البلاد فسوف يطبق برنامج الأغذية خطة طوارئ لتقديم يد العون إلي 350 ألف شخص آخرين من أجل تعزيز عمليته التي تنفذ حاليا وتشمل نحو مليون شخص يعانون من مشاكل غذائية.
شرق تشاد
وينتظر أن يلقي تدهور الأمن في شرق تشاد بظلال قاتمة على عمليات توزيع الغذاء في 12 مخيما تأوي أكثر من 200 ألف لاجئ من دارفور بالسودان. ومع تصاعد حدة العداء بشدة ستتأثر العمليات الإنسانية سلبا. وأدي الانفلات الأمني في شمال دولة أفريقيا الوسطي إلي نزوح أكثر من 40 ألف شخص إلي جنوب تشاد.
السنغال
الحاجة إلي المساعدات الإنسانية في هذه البلدان ضخمة، إلا أننا لسنا قادرين دائما على اتاحة هذه المساعدات حيث نحتاج إلي الموارد الكافية لتمويل عملياتنا الإنسانيةجان جاك جريس، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي
وحتى فى البلدان المستقرة التى حققت تقدما اقتصاديا مثل السنغال تزداد الاحتياجات الغذائية بين الفقراء. وعلي مدار الخمس سنوات المقبلة، يعتزم البرنامج مضاعفة أعداد طلاب المدارس الذين يحصلون على وجبات مجانية فى السنغال إلي ربع مليون طالب في إطار الجهود الرامية إلي تحسين مستويات التغذية وزيادة نسبة الالتحاق بالمدارس الابتدائية.
عمليات البرنامج في المنطقة
وفى منطقة غرب أفريقيا، ينفذ البرنامج (من خلال 18 مكتبا) عمليات في بنين وجزر الرأس الاخضر (كيب فردى) والكاميرون وغانا وغينيا بيساو وساوتومي وجامبيا. وكل البلدان هذه التي يعمل فيها البرنامج ذات دخل منخفض وتعاني من عجز في الغذاء وتندرج أربعة عشر منها ضمن ادنى المراتب فى قائمة مؤشر التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذى يضم مختلف دول العالم بل إن سبعة من هذه البلدان تاتى فى مؤخرة القائمة تماما. ويعاني نحو 2ر3 مليون طفل دون سن الخامسة في المنطقة من سوء تغذية حاد، فيما يعاني نحو تسعة ملايين أخريين من سوء تغذية مزمن.
وقال جريس: "الحاجة إلي المساعدات الإنسانية في هذه البلدان ضخمة، إلا أننا لسنا قادرين دائما على اتاحة هذه المساعدات حيث نحتاج إلي الموارد الكافية لتمويل عملياتنا الإنسانية. وتوضح لنا التجارب السابقة إننا نخسر الكثير من الأرواح عندما تصل التبرعات متأخرة."