Skip to main content

المساعدات الإنسانية تساعد على استقرار الأمن الغذائي في جنوب السودان، ولكن برنامج الأغذية العالمي يحذر من أنه لا يزال هناك قلق بخصوص العام المقبل

المساعدات الإنسانية تساعد على استقرار الأمن الغذائي في جنوب السودان، ولكن برنامج الأغذية العالمي يحذر من أنه لا يزال هناك قلق بخصوص العام المقبل
جوبا-24 سبتمبر/أيلول 2014-في أعقاب تحليل الأمن الغذائي الجديد والإعلان عن وجود بعض التحسن في الوضع في جنوب السودان، يحذر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، الذي قدم المساعدات الغذائية لأكثر من 2.5 مليون شخص في البلاد منذ بداية العام، من أن التوقعات لا تزال قاتمة في أوائل عام 2015، وخاصةً في الولايات التي تعاني من النزاعات.

 كشفت النتائج الأولية لأحدث تحليل لتصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل (IPC) الذي صدر يوم الثلاثاء أن وضع الأمن الغذائي قد استقر بسبب الاستجابة الإنسانية الكبيرة إلى جانب هطول الأمطار العادية وتوافر الظروف الجيدة لزراعة المحاصيل.  ومن المتوقع أن تستمر التحسينات الموسمية حتى نهاية السنة، وخاصةً في المناطق غير المتأثرة بالنزاع.  لكن التقرير يحذر من أن الأمن الغذائي قد يتدهور بشكل حاد في مطلع العام المقبل مع نفاد المخزون الغذائي. 


وقال جويس لوما، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان: "الأمن الغذائي يتحسن، وهي أخبار جيدة، لكننا لم ننتهِ بعد من المشكلة" وأضاف: "لا يزال الوضع هشاً، وسوف تظل كارثة الجوع تمثل تهديداً في العام المقبل، خاصةً اذا استمر القتال.  ومن المهم جدا استمرار الجهود الإنسانية". 


 تم إجراء التحليل المتكامل بواسطة خبراء في الأمن الغذائي وتقييم الوضع الإنساني من عدة وكالات للمعونة والتنمية، جنباً إلى جنب مع الخبراء الفنيين من حكومة جنوب السودان. 
وفقاً للتحليل، انخفض عدد الذين يعانون من الأزمات والطوارئ – المراحل الثالثة والرابعة على مقياس من خمس مراحل -إلى 1.5 مليون من 3.9 مليون نسمة، وليس من المتوقع حدوث مجاعة في أي مكان في جنوب السودان في الأشهر الثلاثة المقبلة.  لا يزال وضع التغذية سيء، مع تجاوز معدل سوء التغذية الحاد العالمي حاجز الطوارئ البالغ 15 في المائة في معظم أنحاء البلاد. 


تدهور الأمن الغذائي في 2015
يشير التحليل إلى أن الأمن الغذائي سوف يتدهور بشكل حاد مرةً أخرى في أوائل عام 2015 بدون الإغاثة الإنسانية، لأن الناس سوف يستهلكون آخر ما تبقى من المحاصيل والماشية لتلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية.  تشكل التوقعات من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار مصدر قلق كبير، حيث من المتوقع دخول 2.5 مليون شخص مرحلة الأزمة أو الطوارئ، بما في ذلك ما يقرب من نصف السكان في الولايات المتأثرة بالصراعات في جونقلي وأعالي النيل والوحدة. 


بذلت الوكالات الإنسانية جهوداً إغاثية كبيرة في الاستجابة للأزمة في جنوب السودان. وقد استخدم البرنامج النقل الجوي، والإسقاط الجوي، والشاحنات، والمراكب لتقديم الإمدادات الغذائية والتغذية على نطاق واسع. 
في المناطق النائية، تقدم فرق الاستجابة المشتركة للطوارئ -وتشمل فريق من برنامج الأغذية العالمي، واليونيسف، ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات غير الحكومية الشريكة -مجموعة كاملة من مساعدات الغذاء والتغذية وتوفير سبل العيش جنباً إلى جنب مع الخدمات الصحية الطارئة وخدمات الحماية. وتعمل الوكالات أيضاً معاً لدعم المدنيين الذين يلجئون إلى المخيمات التي تحميها الأمم المتحدة بسبب صعوبة الظروف المعيشية هناك. 


استمرار الإغاثة الانسانية
سوف تستمر الحاجة إلى الإغاثة الإنسانية حتى نهاية العام، ويجب زيادة الجهود مطلع العام المقبل لمساعدة الناس على إعادة توفير سبل العيش، ومنع التدهور الحاد في الأمن الغذائي وسوء التغذية في 2015. ويشمل ذلك البدء في تخزين الغذاء عندما وأينما أمكن خلال موسم الجفاف. 


وأضاف لوما: "لقد سمح لنا دعم المانحين بتوفير المساعدات المنقذة للحياة حتى الآن، ولكن يجب علينا ألا نتوانى في جهودنا، ونحن بحاجة إلى المزيد من الموارد للقيام بذلك." 
يعاني البرنامج من نقص في التمويل يبلغ 345 مليون دولار أمريكي لمواصلة عمله الأساسي في جنوب السودان خلال الأشهر الستة المقبلة.