Skip to main content

العنف في تشاد ما زال يهدد عمليات الإغاثة الإنسانية

حذر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة من أن أي استمرار أو تصاعد لأعمال العنف الجارية في تشاد من شأنه أن يؤثر بشدة على جهود الإغاثة الإنسانية...

نجامينا – 26 أبريل 2006 - حذر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة من أن أي استمرار أو تصاعد لأعمال العنف الجارية في تشاد من شأنه أن يؤثر بشدة على جهود الإغاثة الإنسانية تاركا الآلاف من الأهالي عاجزين عن الحصول على الغذاء في كل من شرقي البلاد وعبر الحدود التشادية في إقليم دارفور غربي السودان.

استكمال توزيع الغذاء

وعلى الرغم من الاشتباكات الأخيرة في البلاد بين القوات الحكومية وقوات المتمردين وما تلى ذلك من ترحيل للموظفين غير الأساسيين التابعين للأمم المتحدة والجمعيات الأهلية، إلا أن جهود برنامج الأغذية العالمي في تشاد مازالت جارية لاستكمال توزيع حصص الغذاء لشهر أبريل في المخيمات الكائنة شرق البلاد والتي يقطنها نحو 210,000 من اللاجئين النازحين من دارفور.

بيد أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة من شأنها أن تجعل العمليات اللوجستية المعقدة أكثر صعوبة.

فترة حرجة

ويعد أبريل ومايو فترة حرجة للغاية بالنسبة لنجاح جهود البرنامج حيث يسعى من أجل تأمين الغذاء على مدار الستة أشهر القادمة لاثني عشر مخيما من مخيمات اللاجئين شرقي البلاد وذلك قبل أن يستحيل النقل البري للمساعدات مع قدوم موسم الأمطار.

وإذا ما توفرت حرية الحركة لقوافل الشاحنات عبر ليبيا والكاميرون فسيحقق البرنامج هدفه ويتم توصيل الغذاء إلى المكان المستهدف. ولكن إذا ما تسبب الوضع الأمني غير المستقر في تأخير القوافل، فسيؤثر ذلك بشدة على جهود نقل الغذاء.

عواقب وخيمة

ويمكن تعويض نقص المساعدات أثناء موسم الأمطار من خلال عمليات إسقاط الغذاء جوياً والتي يسعى البرنامج دوما إلى تجنبها نظرا لارتفاع تكلفتها.

إننا نعمل جميعا في مناخ غير مستقر. وكلما طالت فترات عدم الاستقرار، كلما زادت الأعداد التي تحتاج إلى المساعدة الأمر الذي سيزيد من صعوبة توفير هذه المساعدةستيفانو بوريتي، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في تشاد

وقد يكون لإغلاق الحدود بين تشاد والسودان بعد الهجوم الأخير الذي قام به المتمردون على العاصمة نجامينا أثرا بالغاً على عمليات البرنامج في اقليم غرب دارفور حيث يقوم البرنامج حاليا بتوفير الغذاء لإجمالي 500 ألف شخص فى هذا الاقليم وهو واحد من ثلاثة اقاليم فى منطقة دارفور.

وتصل الكثير من المساعدات الغذائية حاليا إلى المحتاجين في غرب دارفور من ليبيا عبر تشاد، غير أن إغلاق الحدود سوف يوقف تدفق المساعدات على هذا الطريق.

ويخشى برنامج الأغذية العالمي من أن يؤدي تصاعد العنف في شرقي البلاد إلى نزوح الكثير من التشاديين داخل البلاد، ومنذ الهجمات الأولى في ديسمبر من العام الماضي اضطر 50 ألف شخص إلى ترك منازلهم.

موسم الجوع

ومع بداية "موسم الجوع" السنوي في الأسابيع والأشهر القادمة والتى تسبق الحصاد فإنه من المؤكد أن المخزون الغذائي لدى العديد من النازحين بالإضافة إلى المجتمعات التي تستضيفهم سوف ينتهي سريعا مما سيجعلهم في حاجة إلى مساعدات طارئة.

ويحاول برنامج الأغذية العالمي تخزين أغذية للطوارئ من أجل هؤلاء الأشخاص، ولكن إذا ما تدهورت الأوضاع الأمنية وتزايدت أعداد النازحين من التشاديين، فسوف تزيد الضغوط -الموجودة بالفعل- على كل من مصادر التمويل المتاحة من أجل الوفاء باحتياجاتهم وأيضا على قدرة البرنامج لإرسال المساعدات لهم.

معاناة الأكثر احتياجاً

وقال ستيفانو بوريتي، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في تشاد: "إننا نعمل جميعا في مناخ غير مستقر. وكلما طالت فترات عدم الاستقرار، كلما زادت الأعداد التي تحتاج إلى المساعدة الأمر الذي سيزيد من صعوبة توفير هذه المساعدة، وأول من سيعاني هم الأشخاص الاكثر احتياجاً للمساعدة الآن."

ونظرا للوضع الجغرافي لتشاد – حيث أنها محاطة باليابسة من جميع الاتجاهات - فإن الإمدادات الغذائية تصل إلى داخل البلاد بعد أكثر من أربعة أشهر من التبرع بها من قبل الجهات المانحة. وتحتاج جهود البرنامج فى شرق تشاد الى 87 مليون دولار ولكنها لم تحصل سوى على 59 فى المئة من هذه الاحتياجات لضمان استمرار عملها حتى نهاية العام.