السعودية تقدم معونات غذائية لنحو 50 ألف عائلة فلسطينية
الرياض - 14 يونيو 2006 - تبرعت المملكة العربية السعودية بمبلغ 2.6 مليون دولار أمريكي من أجل شراء معونات غذائية لنحو 50 ألف عائلة فلسطينية تعد الأشد تضرراً من الأوضاع الراهنة. وجاء هذا التبرع استجابة للتحذير الذي أطلقه برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة قبل أيام بشأن تزايد الفقر المدقع بين مئات الآلاف من الفلسطينيين.
السلة الغذائية
وقدمت اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني تبرعها النقدي لبرنامج الأغذية العالمي من أجل شراء حوالي 5000 طن من الأغذية يتوقع أن تكفي احتياجات نحو 300 ألف فلسطيني من غير اللاجئين في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمدة شهر.
وتشمل السلة الغذائية السعودية، التي تزن مائة كيلوجرام، خمس سلع هي: دقيق القمح المدعم، وبقوليات، وزيت نباتي مدعم، وسكر، وملح مدعم باليود.
سخاء شديد
وقال جيمس موريس، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: "أظهر الشعب السعودي وحكومته سخاءً شديداً تجاه برنامجنا هذا العام حيث دعمت المملكة عمليات البرنامج في دول القرن الأفريقي وباكستان والآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ونأمل أن يشجع هذا التبرع الأطراف الأخرى داخل المنطقة وخارجها على المضي قدما من أجل دعم مشاريع البرنامج في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي تعاني من نقص شديد في التمويل في هذا الوقت الحرج. ونود أن نعرب عن عميق امتناننا للمملكة العربية السعودية لاهتمامها المتزايد بالنواحي الإنسانية."
نود أن نعرب عن عميق امتناننا للمملكة العربية السعودية لاهتمامها المتزايد بالنواحي الإنسانيةجيمس موريس، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي
وقال عبد العزيز الركبان، السفير الخاص لبرنامج الأغذية العالمي وأول مواطن سعودي يتولى هذا المنصب على الصعيد الدولي مع البرنامج، بعد حضوره مراسم تلقي التبرعات من اللجنة السعودية يوم الثلاثاء في الرياض:
"ليست هذه هي المرة الأولى التي تدعم فيها اللجنة السعودية جهود برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي هذا الصدد نقدم جزيل الشكر للجنة ولرئيسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز لمساندتهما المستمرة واهتمامهما بالنواحي الإنسانية."
انعدام الأمن الغذائي
ووفقا لدراسة أجراها البرنامج ومنظمة الأغذية والزراعة مؤخرا، فقد زاد معدل انعدام الأمن الغذائي - والخاص بقياس القدرة الفعلية والاقتصادية للأفراد للحصول على ما يكفيهم من الغذاء – في الأراضي الفلسطينية المحتلة بنسبة 14٪ من السكان منذ العام الماضي. وهذا يعنى أن ما يقرب من مليوني فلسطيني يمثلون 51٪ من مجموع السكان يمكنهم تلبية احتياجاتهم اليومية من الغذاء دون مساعدة خارجية.
واستجابة لهذا الوضع المتدهور، قام برنامج الأغذية العالمي بزيادة أعداد المستفيدين من المساعدات من الفقراء الفلسطينيين بنسبة 25 بالمائة (أي من 480 ألف إلى 600 ألف شخص).
تصاعد الأزمة
وقد حذر أرنولد فيركين، المدير القطري للبرنامج في الأراضي الفلسطينية المحتلة من تدهور الأوضاع قائلا: "إننا نشهد أعدادا متزايدة من الفقراء الفلسطينيين الذين يجرى دفعهم إلى الحافة. وهناك عائلات عديدة اضطرت إلى تقليص عدد وجباتها إلى وجبة واحدة في اليوم. والأطفال هم الشريحة الأكثر تضرراً من أي خلل يحدث في نظامهم الغذائي ولذلك فإنه من الضروري التأكد من حصولهم على طعام متوازن لتجنب أي تدهور في صحتهم."
ليست هذه هي المرة الأولى التي تدعم فيها اللجنة السعودية جهود برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية المحتلةعبد العزيز الركبان، السفير الخاص لبرنامج الأغذية العالمي
ويرى برنامج الأغذية العالمي أن هناك أزمة خطيرة تتصاعد في الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة لعدم صرف رواتب 165 ألف موظف حكومي يعيلون مليون شخص بصورة مباشرة، ونتيجة لما تفرضه إسرائيل من إغلاقات تتزايد وتيرتها متعللة في ذلك بتزايد التهديدات الأمنية.
وفى غزة بات الموقف حرجاً بسبب العزلة الاقتصادية الذي زاد من أثاره السلبية انتشار أنفلونزا الطيور واستبعاد الدواجن (وهى أرخص مصدر للبروتين الحيواني) من طعام سكان غزة.
هوة أعمق من الفقر
وأضاف فيركين: "إن هذا الموقف يجر السكان المرهقين إلى هوة أعمق من الفقر والديون. كما أن فقدان الدخل وتزايد البطالة وارتفاع الأسعار يؤدى إلى شل القطاع الأشد فقرا من المجتمع، الأمر الذي يفضى إلى تصاعد اليأس. كثير من الأسر الفقيرة لم يعد في وسعها أن تتناول اللحوم أو الأسماك أو منتجات الألبان أو زيت الزيتون، وفى غزة نرى مزيدا من الناس، خاصة من الأطفال، يتسولون في الشوارع أو يفتشون في صناديق القمامة عن طعام أو أي شيء يمكن بيعه."
وقد تلقى البرنامج وعودا وتبرعات من جميع أنحاء العالم، ولكنها لازالت غير كافية لتغطية التكاليف اللازمة للمساعدات في الاراضى الفلسطينية المحتلة لمدة عامين وقدرها 110 ملايين دولار. ولم يحصل البرنامج حتى الآن سوى على 32٪ من هذه المبالغ منذ بداية عملياته هناك في سبتمبر الماضي.