إصدار أول نظام للتأمين من الكوارث الطبيعية في العالم
أديس أبابا- 6 مارس 2006 - أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم أن شركة أكسا آر إي (AXA RE) للتأمين حصلت على العقد الاول من نوعه فى العالم بعد ان ابرمت وثيقة للتأمين ضد الطوارئ الإنسانية.
وتقدم الشركة بموجب هذه الوثيقة سبعة ملايين دولار أمريكي للتمويل العاجل بهدف توفير غطاء تأمينى فى حالات الجفاف الشديد أثناء الموسم الزراعي في عام 2006 بأثيوبيا.
وتأتى هذه الوثيقة فى اطار مشاريع تجريبية من اجل تحرى امكانية عمل القطاع الخاص التأميني فى مساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية فى البلدان الاقل نموا.
التأمين ضد الفقر
وقال جيمس موريس، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: "يتضمن جزء كبير من عملنا تخصيص وتصنيف المساعدات حسب الأولوية والاحتياجات ونحن نبذل قصارى جهدنا لانقاذ حياة الأفراد بعد أن يكون الجفاف أو أي كارثة أخرى قد أسفرت عن خسائر فادحة بالفعل.
إننا اليوم بحاجة إلى توفير الغذاء لنحو ستة ملايين شخص عبر منطقة القرن الافريقي حيث يفقد سكانها حاليا مصادر الغذاء الأساسية لديهم بسبب الجفاف الذي يحصد أرواح حيواناتهم ومحاصيلهم الزراعية.
وأضاف موريس " من المحتمل أن تقدم وثيقة التأمين ضد الطوارئ الانسانية في المستقبل وسيلة للتأمين ضد الخسائر الكبيرة قبل أن تُدخل ملايين العائلات في دائرة الفقر المدقع."
وقال هانس- بيتر جيرهاردت، المدير التنفيذي لشركة أكسا آر إي AXA RE: "بما أن أكسا AXA تعد المجموعة الرائدة على مستوى العالم في أعمال الحماية المالية وأحد اللاعبين الأساسيين في مجال التأمين ضد الكوارث المناخية وذلك من خلال شركة أكسا آر إي AXA RE التابعة لها- فإنها تعبر عن سعادتها لأنها تسهم بخبرتها المالية في تنفيذ هذه التغطية التأمينية المبتكرة.
يمثل هذا العقد بداية ما يمكن أن يكون طريقة جديدة تماما لتمويل عمليات الإغاثة للمتضريين من الكوارث الطبيعيةريتشارد ويلكوكس، مدير تخطيط الأعمال في برنامج الأغذية العالمي
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الغطاء التأميني- الذي ينقل المخاطر إلى شركات مالية -في حماية البشر من عواقب الجفاف الشديد. وإننا لنفخر بأن مجموعتنا يمكنها أن تشارك في الكفاح ضد الدمار الذي تسببه الكوارث الطبيعية في البلدان النامية."
طريقة جديدة للتمويل
وقال ريتشارد ويلكوكس، مدير تخطيط الأعمال في برنامج الأغذية العالمي: "يمثل هذا العقد بداية ما يمكن أن يكون طريقة جديدة تماما لتمويل عمليات الإغاثة للمتضررين من الكوارث الطبيعية." وأضاف أنه من خلال هذا "المشروع التجريبي والذي تم تطويره بالتعاون مع مجموعة إدارة المخاطر على السلع بالبنك الدولي- Commodity Risk Management Group، فسنحاول معرفة ما إذا كان التأمين ضد الدمار الذي يخلفه الجفاف الشديد ممكنا أم لا."
وتعتمد الوثيقة على مؤشر معيارى معدل مستقى من بيانات معدلات سقوط الأمطار والتي تم تجميعها من 26 محطة للأرصاد الجوية عبر أثيوبيا.
موسم الحصاد
ويتم تفعيل المطالبات التأمينية عندما تشير البيانات التي سيتم جمعها من مارس حتى أكتوبر 2006 إلى أن نسبة سقوط الأمطار وصلت إلى معدلات أقل من المتوسط التاريخي مما ينذر باحتمال فشل موسم الحصاد.
وبينما توفر هذه الوثيقة التجريبية نسبة بسيطة من التمويل اللازم للمساعدات الطارئة، فقد صمم هذا النموذج على أساس الخسائر المحتملة لما يصل الى 17 مليون مزارع أثيوبي للخطر إذا ما اجتاحت البلاد موجة من الجفاف الشديد.
وتكمل هذه السياسة الخطوات التي قامت بها الأمم المتحدة نحو فعالية أكبر من خلال خلق صندوق للمساعدات الطارئة وذلك لتوفير الأموال السائلة لدعم المساعدة الفورية في الأيام الأولى بعد وقوع الكارثة.
وأضاف ويلكوكس: "يصعب التنبوء بعواقب بعض الكوارث -خاصة تلك التي تنشأ من النزاع ونزوح الأفراد- والتي تظهر آثارها سريعا ولذا سوف تستمر حاجتنا إلى صناديق الطوارئ غير المقيدة. أما بالنسبة إلى المخاطر مثل الجفاف فيمكن أيضا إدارتها بفاعلية بموجب بنود الوثيقة التي وقعنا عليها مع شركة أكسا آر إي AXA RE."
لقد أظهرنا الدور الهام الذي يمكن أن يقوم به قطاع إعادة التأمين بشأن التمويل الفعال لعمليات الاستجابة للكوارث الطبيعية في البلدان الناميةريتشارد ويلكوكس، مدير تخطيط الأعمال في برنامج الأغذية العالمي
إن عملية تحويل عواقب الازمات المناخية من البلدان الفقيرة مثل أثيوبيا إلى سوق المخاطر والتأمين الدولي على نطاق أوسع سوف تسمح لشركات التأمين بتنويع محافظ أوراقها المالية. ومن الممكن أن يساعد هذا التنوع على كبح جماح التكلفة المتزايدة للتأمين المتعلق بالكوارث الطبيعية في البلدان المتقدمة في الوقت الذي يتم فيه تقديم حماية مالية فعالة للبلدان النامية.
خطوة جريئة
ومن ناحية أخرى قال روبيرت شيلر، أستاذ اقتصاديات المالية بجامعة ييل ومؤلف كتاب (النظام المالي الجديد: المخاطرة في القرن الحادي والعشرين): "إن التأثير الحميد على محافظ الأوراق المالية بسبب دخول المساعدات الطارئة إلى أسواق التامين الدولية يعد بمثابة مكسب لكل الاطراف بما فيها الدول النامية والمتقدمة على حد سواء. ومع هذه الصفقة يخطو برنامج الأغذية العالمي خطوة جريئة نحو إدارة منصفة وفعالة للمخاطر الدولية."
وقامت حكومتا الولايات المتحدة وأثيوبيا بدعم هذا المشروع كما قدم بعض الاستشاريين من القطاع الخاص من شركتى Weil, Gotshal, Manges LLP و Federal MDA (EarthSat).
مستقبل أفضل
وأضاف ويلكوكس: "لقد أظهرنا الدور الهام الذي يمكن أن يقوم به قطاع إعادة التأمين بشأن التمويل الفعال لعمليات الاستجابة للكوارث الطبيعية في البلدان النامية. ولذا يجب الآن على هذه الصناعة أن تقبل التحدي من أجل توفير الدعم الفعال للدول النامية ومجتمعات الاغاثة. ونستطيع معا من خلال هذا المشروع بناء مستقبل أفضل لنحو 220 مليون من المزارعين الفقراء المعرضين لخطر الجفاف في أفريقيا جنوب الصحراء على وجه الخصوص."