Skip to main content

استمرار المشكلات المتأصلة في جنوبي أفريقيا

حذر جيمس موريس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل المساعدات الانسانية في جنوبي أفريقيا بأن تلك المنطقة التى يحتمل أن تتمتع بحصاد أفضل هذا الموسم ستستمر فى الاغلب فى المعاناة من انتشار الجوع...

جوهانسبيرج-9 فبراير 2006- حذر جيمس موريس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل المساعدات الانسانية في جنوبي أفريقيا بأن تلك المنطقة التى يحتمل أن تتمتع بحصاد أفضل من ذي قبل في هذا الموسم ستستمر فى الاغلب فى المعاناة من انتشار الجوع حيث ان أسبابه التي عانت منها البلاد طيلة أربعة أعوام ستظل قائمة ما لم يتم التعامل معها.

وقال موريس في أثناء زيارة استمرت خمسة أيام للمنطقة أنه بينما يبشر هطول الأمطار مؤخرا باحتمال تحسن الانتاج الزراعي في بعض الدول إلا ان هذا الأمر سيعتمد كثيرا على كمية البذور والأسمدة التي تم توزيعها خلال موسم الزراعة وكذلك الظروف الجوية على مدار الأشهر القادمة.

وقال موريس: "أتمنى لو أن هناك حلا سهلا لمشاكل هذه المنطقة إلا أن الحقيقة هي أن الملايين سوف يواجهون صعوبات جمة حتى مع تحسن موسم الحصاد هذا العام."

مشاكل متأصلة

الحقيقة هي أن الملايين سوف يواجهون صعوبات جمة حتى مع تحسن موسم الحصاد هذا العامجيمس موريس، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل المساعدات الانسانية في جنوبي أفريقيا
وأردف موريس قائلاً: "لن يقلل الحصاد الجيد من معدلات المصابين بمرض الأيدز أو الحاملين للفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة، ولن يشجع الحصاد الجيد على دعم عملية التعليم ولن يوفر المياه النظيفة لطفل يتيم ولن يضمن حصول الاطفال على التطعيمات اللازمة ضد الأمراض التى يمكن الوقاية منها."

وأضاف موريس: "يتعين على الجهات المانحة وقطاع المساعدات الانسانية التركيز على القضايا المتأصلة التي تواجهها المنطقة، بغض النظر عن أي تحسن يطرأ على موسم الحصاد."

وفي دولة سوازيلاند يصل عدد الحوامل اللاتي تحملن فيروس الايدز (HIV)وتتراوح أعمارهن ما بين 25-29 عاما إلى حوالي 56 بالمائة.

من سيء إلى أسوأ

ويسوء الحال فى موزمبيق حيث ارتفع معدل انتشار فيروس الأيدز (HIV) من 14 بالمائة في عام 2002 إلى 16 بالمائة في عام 2004. أما زيمبابوي فقد شهدت انخفاضا ملحوظا في معدل الاصابة بمرض الايدز من 26 بالمائة في عام 2002 إلى 21 بالمائة في 2004. الأمر الذي يعد مشجعاً ولكنه يمثل تحديا كبيراً في الوقت نفسه.

ومما يدعو إلى الأسف أن معدلات سوء التغذية الحادة قد ارتفعت بين الأطفال في معظم البلدان مما يتطلب تحسين التغذية والتركيز على اساليب دعم الأمن الغذائي.

جزء لا يتجزأ

لن يقلل الحصاد الجيد من معدلات المصابين بمرض الأيدز أو الحاملين للفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبةجيمس موريس، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل المساعدات الانسانية في جنوبي أفريقيا
ومن ناحية أخرى، فإن كل من ملاوي وموزمبيق وزامبيا وزيمبابوي تعاني من تفشي مرض الكوليرا وذلك لأن جميعها في حاجة ماسة إلى المياه النظيفة والاهتمام بالصحة والتطعيمات خاصة للأطفال.

ويحصل قرابة 300 ألف شخص على أدوية الايدز فى منطقة جنوبي أفريقيا كلها، غير أن نحو مليوني شخص آخرين مازالوا بحاجة إلى هذه الأدوية مرتفعة الثمن وغير المتوفرة.

وقال موريس: "إن اهتمام العالم بوقاية وعلاج المصابين بمرض الايدز والعناية بهم يعد أمرا في غاية الأهمية، تماما مثل تأمين حصول الجوعى على احتياجاتهم الغذائية وكذلك تلقي الأطفال التعليم."

وأضاف موريس قائلا: "لدينا عجز أيضا في الكوادر المهنية المدربة على الاشراف على كل هذه الخدمات الهامة، فعندما ننظر الى الاستجابات الانسانية يجب الا نعتبر كل واحدة منفصلة عن الأخرى بل يتعين علينا أن نراها كحزمة متكاملة إذا كنا نسعى إلى الوصول الى حل حقيقى ومستدام."

دعم مكافحة الايدز

وقد توجه المبعوث الخاص للامم المتحدة في نهاية رحلته إلى موزمبيق للاجتماع مع المسئولين في الحكومة، ومنظمات الأمم المتحدة والشركاء من المنظمات غير الحكومية.

وخلال زيارته تفقد العديد من المشروعات حيث شاهد بنفسه كيف يمكن للمساعدات الانسانية أن تحدث فارقا كبيرا.

يتعين على الجهات المانحة وقطاع المساعدات الانسانية التركيز على القضايا المتأصلة التي تواجهها المنطقة، بغض النظر عن أي تحسن يطرأ على موسم الحصادجيمس موريس، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل المساعدات الانسانية في جنوبي أفريقيا
وفي إحدى مستشفيات الأطفال في مابوتو بموزمبيق - والتي تدعمها الامم المتحدة - يتلقى الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ومن يحملون فيروس الايدز التغذية العلاجية بالاضافة إلى الأدوية المضادة للايدز إلى جانب النصح والمشورة.

كما التقى موريس ببعض الفتية في أحد المراكز الصحية حيث يتم تقديم الاختبارات والمشورة المجانية فضلا عن التوعية بكيفية الوقاية من مرض الايدز بالاضافة إلى تقديم المساعدة لهم.

حماس وقلق

وصرح موريس قائلا: "في كل مرة ازور جنوبي أفريقيا أشعر بالسعادة والحماس ازاء ما حققته الحكومة والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إلى جانب الشركاء الآخرين من أجل تحسين سبل العيش لأكثر الأفراد فقراً في المنطقة."

وأضاف: "وفي الوقت نفسه شعرت بالانزعاج من الطريق الطويل الذي يتعين علينا أن نسلكه حتى نضمن أن كل رجل وامرأة وطفل يحصل على الاحتياجات والخدمات الأساسية."

وتعد هذه هي الرحلة السادسة لجيمس موريس إلى جنوبي أفريقيا منذ أن أصبح المبعوث الخاص للأمم المتحدة للمنطقة في عام 2002 وذلك بعد عدة أشهر من توليه منصب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة.