Skip to main content

باكستان: بعد مرور شهر على الزلزال، آلاف الضحايا مازالوا منعزلين عن العالم

أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم أن الآلاف من ضحايا الزلزال لم يتلقوا مساعدات إنسانية بسبب عزلتهم في الجبال النائية اثر الانهيارات الأرضية التي أغلقت الطرق...

مانسيرا-باكستان- 6 نوفمبر 2005- أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم أن الآلاف من ضحايا الزلزال لم يتلقوا مساعدات إنسانية بسبب عزلتهم في الجبال النائية اثر الانهيارات الأرضية التي أغلقت الطرق وعجز المروحيات عن الوصول إليهم بعد مرور شهر على وقوع الزلزال المدمر الذي حصد أرواح نحو 70 ألف شخص وخلف دمارا وسعا في شمال باكستان والشطر الباكستاني من إقليم كشمير.

تحديات لوجسيتية

وبالرغم من الجهود الناجحة التي تبذلها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والجمعيات الأهلية والجيش الباكستاني لتنسيق عمليات الإغاثة من أجل توفير المأوي والرعاية الطبية والغذاء لمئات الآلاف من منكوبي الزلزال، إلا أن العقبات اللوجسيتية لا تزال تشكل تحديا كبيرا في عدة مناطق.

بذل الجيش الباكستاني جهودا كبيرا لإزالة الركام من الطرق ويعمل على تعبيدها مرة أخرىمايكل جونز، منسق عمليات الإغاثة لبرنامج الأغذية العالمي
وقال مايكل جونز، منسق عمليات الإغاثة لبرنامج الأغذية العالمي في باكستان: "بذل الجيش الباكستاني جهودا كبيرا لإزالة الركام من الطرق ويعمل على تعبيدها مرة أخرى، وفى الأيام القليلة الماضية تمكنا من نقل الإمدادات إلي بعض الأودية التي أمكن الوصول لها في وقت سابق بالمروحيات. بيد أن العديد من الطرق في بعض الأودية النائية مازلت مغلقة، ولا يوجد أي مكان لهبوط المروحيات فى هذه الاودية."

وشدد جونز على أهمية المضي قدما في إرسال الإمدادات إلي القرى النائية قبل حلول الشتاء في الشهر المقبل. واوضح ان البرنامج "ينوي تخزين الغذاء ثم نقله أو إسقاطه جوا لنحو 200 ألف شخص في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها لتلبية احتياجاتهم لمدة شهر واحد، ثم توفير الغذاء لهم كل شهر. ونتوقع أن يصعب الشتاء من عملية توفير الإمدادات ولكنه لن يجعلها مستحيلة تماما."

لقد دمر الزلزال كل شي. الناس يعيشون في الشوارع. بلال خان وهو احد عمال الاغاثة المتطوعين
وعلى بعد 25 كيلو مترا شمال مدينة بالاكوت شمال وادي كاغان حيث يستخدم الجيش الباكستاني طوال الوقت الجرافات الميكانيكية لإزالة الركام على مدار الأسابيع الأربعة الماضية، قال بلال خان وهو احد عمال الاغاثة المتطوعين أنه سار نحو 35 كيلو مترا على الأقدام من قريته إلي منطقة كمال باند للوصول إلي الطريق الرئيسي في محاولة للحصول على المساعدات لسكان قريته.

وأضاف خان "لقد دمر الزلزال كل شي. الناس يعيشون في الشوارع. لم نحصل على خيام أو أي مأوي أو أدوية أو غذاء. حملنا المصابين وهبطنا بهم من الجبال من اجل تلقى العلاج، ولكن الف مصاب اخر ما زالوا فى اعالى الجبال وسيلقون نحبهم إذا لم يحصلوا على العون."

وقال خان أن القرى المجاورة تعيش فى ظروف مماثلة ومنها قرى بهاجال وباجري وكانيان وجمال ماري. ويصل إجمالي المتضررين فى تلك المنطقة إلي 20 ألف شخص. وقال ان الناجين "يأكلون الذرة والبطاطس من أجل البقاء على قيد الحياة. إننا بحاجة كبيرة الآن إلي الخيام والأدوية والغذاء."

استمرار تدفق المساعدات

وقال الجيش الباكستاني انه يتوقع أن ينتهي في غضون الأسبوع المقبل من أعمال إزالة الركام عن الطرق في وادي كاغان. ويقوم حاليا بنقل الإمدادات (ومنها الدقيق والحبوب التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي) جوا بشكل يومي إلي مدينة كاغان حيث يوجد بها أقرب مهبط للمروحيات للوصول إلي القرى المنعزلة في الوادي.

وفى المناطق القريبة من مدينة بالاكوت، التي تضررت بشدة من الزلزال الذى لم يبق على مبنى واحد فيها، تبدو آثار عمليات الإغاثة واضحة حيث تنتشر الخيام بشتى اشكالها واختلاف انواعها من حيث قدرتها على تحمل الظروف الجوية وبعضها متناثر بشكل عشوائي بينما اخرى مرتبة فى صفوف ومربعات وبها صنابير مياه ومراحيض.

ويدير الجيش الباكستاني أكثر من 90 مخيما، ويقدم برنامج الأغذية مساعدات لنحو 48 منها بالتنسيق مع الجيش. ولتفادي تكرار تقديم المساعدات، تتجه مروحيات البرنامج طراز MI-8 مع مروحيات تابعة للجيش طراز MI-17 إلي المناطق المنكوبة حاملين مواد إغاثة مقدمة من الأمم المتحدة والجمعيات الأهلية والحكومة الباكستانية.

ويعمل حاليا لدي برنامج الأغذية 17 مروحية ومنهم المروحية الضخمة روسية الصنع (طراز MI-26) التي يمكنها حمل نحو 20 طنا من أجل نقل المساعدات إلي المناطق المنعزلة. وتلقي البرنامج نحو 14 مليون دولار من أجمالي 100 مليون دولار لازمة لتعزيز عمليات الإغاثة الجوية.

التبرعات الحالية

ويحتاج البرنامج الى 56 مليون دولار من أجل نقل وتوزيع أغذية كافية للسكان الاكثر احتياجا فى منطقة الزلزال. وحتى الان تشمل الجهات المانحة: المملكة العربية السعودية (3.3 مليون دولار) والولايات المتحدة الأمريكية (3.2 مليون دولار) واليابان (2.5 مليون دولار) والدنمرك (1.6 مليون دولار) واستراليا (1.5 مليون دولار) وتركيا (750 ألف دولار) وأيرلندا (421 ألف دولار) وأيسلندا (75 ألف دولار) وجزر الفارو (16 ألف دولار) بالإضافة إلي التبرعات الخاصة (126 ألف دولار).

وتلقي نداء البرنامج لتوفير 100 مليون دولار لتعزيز عمليات الدعم الجوية للإغاثة التبرعات التالية من كندا (4.7 مليون دولار) والمملكة المتحدة (3.7 مليون دولار) والولايات المتحدة الأمريكية (3.5 مليون دولار) والاتحاد الأوروبي (1.2 مليون دولار) وسويسرا ( 500 ألف دولار).