باكستان: حجم الدمار أكبر مما كان متوقعا
مظفر أباد- باكستان - 28 أكتوبر 2005- أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم أن حجم الخسائر والدمار الذي خلفه الزلزال الذي ضرب شمال باكستان والشطر الباكستاني من إقليم كشمير أكبر مما كان متوقعا، وان حوالي 2.3 مليون شخص سيحتاجون الى مساعدات غذائية أثناء فصل الشتاء.
جاء ذلك في النتائج الأولية التي خلص لها التقييم الذي أجراه برنامج الأغذية العالمي فى المنطقة التى ضربها الزلزال بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة اوكسفام البريطانية غير الحكومية. وأوضحت الدراسة أن نحو 2.5 مليون شخص فقدوا منازلهم، معظمهم في الريف، ويقيمون الان في خيام أو مأوي مؤقتة.
أن الفقر يعتصر هؤلاء الأشخاص والان يعانون من اثار الزلزال الذى استمر ثوان معدودة اختفي خلالها كل شي يمتلكونه بما فيه منازلهم ومصادر دخلهم.انيت هالر، المستشارة فى برنامج الأغذية العالمي
وقالت انيت هالر، المستشارة فى برنامج الأغذية العالمي، التي رأست فريق التقييم: "أن الفقر يعتصر هؤلاء الأشخاص والان يعانون من اثار الزلزال الذى استمر ثوان معدودة اختفي خلالها كل شي يمتلكونه بما فيه منازلهم ومصادر دخلهم. لقد تحطمت حياتهم ويجب علينا الوصول اليهم قبل حلول موسم الشتاء، أي في خلال الأسابيع الثلاثة القادمة."
وفى أعقاب الزلزال، وجه برنامج الأغذية نداء لتوفير 56 مليون دولار لتقديم مساعدات عاجلة لنحو مليون شخص من متضررى الزلزال لتلبية احتياجاتهم في الستة اشهر المقبلة. بيد أن البرنامج حذر فى مطلع الأسبوع من أن هذا المبلغ قد يكون غير كافيا استنادا إلي نتائج التقييم. ويسعى البرنامج ايضا للحصول على نحو 100 مليون دولار أمريكي لتعزيز العمليات الجوية التى تخدم كافة منظمات الإغاثة لنقل المساعدات الانسانية الى المناطق الجبلية فى كشمير وشمال باكستان.
وتأتي نتائج التقييم في ظل ازدياد القلق بشأن ضآلة التبرعات التي قدمتها الجهات المانحة لعمليات الإغاثة التي تقوم بها الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى في باكستان، والتركيز بدلا من ذلك على تعزيز مشاريع إعادة التعمير طويلة الأجل. وحذر البرنامج يوم الثلاثاء انه مع اقتراب فصل الشتاء، تتلاشي أمال حصول الناجين على المساعدات.
وتعاني ستة أقاليم من أجمالي تسعة أقاليم ضربها الزلزال في باكستان من مشاكل غذائية مزمنة ويمتهن سكانها الزراعة وتربية الماشية ولا يمتلك عديد منهم اى اراضى ويعملون كاجراء.
يجب ايلاء مزيد من الأهمية إلي نحو 200 ألف شخص يعيشون في مناطق يصعب الوصول لها
واستنادا إلي نتائج التقييم، فان أكثر من نصف سكان القرى المدرجين في الدراسة فقدوا كل أو بعض من مخزونهم الغذائي، بالإضافة إلي نفوق ربع قطعان ماشيتهم. ويعاني عدد كبير من الأطفال من الإسهال أو الإمراض التنفسية مما يشير إلي احتمال ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد. كما توقفت نحو 20 في المئة من الأمهات عن إرضاع أطفالهن الذين تقل اعمارهم عن العامين إما بسبب مرضهن او عدم ملائمة لبن الام.
ويشير التقييم إلي أنه يجب ايلاء مزيد من الأهمية إلي نحو 200 ألف شخص يعيشون في مناطق يصعب الوصول لها في اودية نيلام وجهيلوم وكاغان وناران بالإضافة إلي وادى آلاى وكلها مناطق قد تنعزل عدة اشهر بسبب تساقط الثلوج.
وأشار التقييم أيضا إلي أن اقل من 10 في المئة من السكان المتضررين هجروا قراهم متوجهين إلي أماكن أكثر أمنا فيما يفضل الأغلبية البقاء بالقرب من أراضيهم ومصادر رزقهم. ويتوقع أن يتوجه كثير من السكان إلي المخيمات مع بداية موسم الشتاء ناظرين الى هذه الخطوة على انها اخر اجراء يمكن اتخاذه.
لقد انهار الاقتصاد المحلي. وحتى لو توفر المال لدي الناجين لشراء الغذاء، فان الإمدادات محدودة للغاية.
وأضافت هالر: ""سكان هذه القرى اناس اعتادوا على الارتباط الوثيق بأراضيهم وماشيتهم التي تعتبر حتى هذه اللحظة هي المصدر الوحيد لهم لكسب قوتهم. إنهم غير مستعدين لترك ذلك للعيش في المخيمات."
ولم تتعاف الأسواق أيضا في ثلاث من أكثر المناطق تضررا بالزلزال بينما توقفت أعمال التجارة الى حد بعيد فى مناطق عديدة. وارتفعت الأسعار في الأسواق العاملة بشدة وما زالت المصارف مغلقة مما يحد من تدفق النقد والائتمانات.
واكدت هالر: "لقد انهار الاقتصاد المحلي. وحتى لو توفر المال لدي الناجين لشراء الغذاء، فان الإمدادات محدودة للغاية. ويهبط الكثير من السكان من الجبال ليعودا إدراجهم بخفى حنين."
وأوصت بعثة التقييم بتقديم المساعدات للمناطق الحضرية على مدار الشهرين المقبلين وللمناطق الريفية حتى نهاية شهر فبراير/شباط المقبل.
وتشمل قائمة الجهات المانحة التي تبرعت لعمليات برنامج الأغذية من أجل تقديم المساعدات لنحو مليون شخص على مدار الست شهور المقبلة في باكستان: المملكة العربية السعودية (3.3 مليون دولار) والولايات المتحدة الأمريكية (3.2 مليون دولار) واليابان (2.5 مليون دولار) والدنمرك (1.6 مليون دولار) واستراليا (1.5 مليون دولار) وتركيا (750 ألف دولار) وأيسلندا (75 ألف دولار) وجزر الفارو (16 ألف دولار). وتلقي نداء البرنامج لتوفير 100 مليون دولار لتعزيز عمليات الدعم الجوية للإغاثة التبرعات التالية من كندا (4.7 مليون دولار) والولايات المتحدة الأمريكية (3.5 مليون دولار) والمملكة المتحدة (1.1 مليون دولار) وسويسرا ( 500 ألف دولار).