باكستان: عمليات تقديم المساعدات الغذائية تتواصل مع عجز التمويل
إسلام أباد -21 أكتوبر 2005- بالرغم من إرسال إمدادات الإغاثة إلي المناطق التي تضررت من الزلزال في باكستان، ناشد برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم الجهات المانحة اتخاذ إجراءات فورية للحيلولة دون زيادة معاناة مئات الآلاف من ضحايا أسوء كارثة طبيعية وقعت في تاريخ باكستان.
ودق برنامج الأغذية ناقوس الخطر لأنه تلقي نحو عشرة في المئة فقط من إجمالي 56 مليون دولار لتقديم الغذاء الذي يحتاجه نحو مليون شخص في الجانب الباكستاني من إقليم كشمير وشمال باكستان حيث خلف الزلزال أكثر من 50 ألف قتيل وتشريد مئات الآلاف الآخرين.
وبالإضافة إلي ذلك، لا يزال التمويل منخفضا للغاية طبقا لمناشدة برنامج الأغذية الأولية لتعزيز العمليات اللوجسيتية التي لا تأخذ في الاعتبار التحديات الكبيرة التي تعيق توصيل الغذاء للمحتاجين. ويستعد برنامج الأغذية حاليا لإجراء تعزيزات كبيرة في عمليات النقل حيث يعتزم إضافة مزيد من الطائرات والمروحيات وشاحنات (4x4) و جرافات الثلج.
قد يكون هذا اكبر تحدي لوجسيتي تواجه منظمات الإغاثة في تاريخهاأمير عبد الله، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي
وقال أمير عبد الله، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي للشرق الأوسط ووسط آسيا وشرق أوروبا "قد يكون هذا اكبر تحدي لوجسيتي يواجه منظمات الإغاثة في تاريخها. خبرائنا في العمليات اللوجسيتية مهتمون للغاية بالتحديات التي سوف تواجه عملياتهم، لذا فانهم يناشدون المجتمع الدولي للقيام باستجابة واسعة النطاق مثل تعزيز تقديم المساعدات العسكرية."
وطبقا لمناشدة برنامج الأغذية العالمي الأولية لتعزيز العمليات اللوجسيتية من خلال توفير 12 مروحية والطائرات لتوفير الإمدادات إلي المناطق المنكوبة، لم يتلق البرنامج سوي الثلث فقط من أصل 24 مليون دولار. إن الدعم اللوجسيتي مهم للغاية لتخزين مزيد من الإمدادات قبل أن يتسبب الجليد في الشتاء في إغلاق الطرق. وشدد برنامج الأغذية انه مازال يواجه العديد من التحديات في إيصال المساعدات لآلاف المحتاجين، فانه لدينا آمل في التعامل مع الموقف.
لدينا الخبرة والموظفين الذين يمكنهم القيام بهذه المهمة
وأضاف عبد الله "انه يمكننا تحسين أوضاع الأشخاص المشردين في الجبال. لدينا الخبرة والموظفين الذين يمكنهم القيام بهذه المهمة، ولكننا بحاجة كبيرة إلي مزيد من الاستجابة الفورية للمانحين لمساعدتنا في توفير الغذاء وإيصاله."
وبالإضافة إلي التبرعات التي تلقها البرنامج، قال عبد الله: "لدينا بعض المؤشرات التي توضح حصولنا على مزيد من المساعدات التي يجب أن تتحقق في اقرب وقت ممكنا ويفضل أن تكون على هيئة تبرعات نقدية."
تجديد الاحتياجات
وقال مايكل جونز، منسق عمليات الطوارئ لبرنامج الأغذية العالمي في باكستان: "كل يوم نحصل على مزيد من المعلومات عن الأماكن التي تحتاج المساعدات بشكل كبير. ويمكننا الاستجابة سريعا بشراء القمح محليا أو من المنطقة حيث تكون الأسعار مناسبة، بيد إننا بحاجة إلي التبرعات النقدية للجهات المانحة بشكل فوري."
ولا يزال آلاف الأشخاص يهجرون قراهم النائية التي يصعب وصول المساعدات لها الجانب الباكستاني من إقليم كشمير أجل الحصول على الرعاية الطبية والغذاء والمياه حيث تعيق الانهيارات الأرضية وسوء الأحوال الجوية تسليم إمدادات الإغاثة لهذه المناطق. وتقوم منظمات الإغاثة بالاستعداد لنقل الناجيين الذين يريدون البقاء في الوديان بدلا من الانتظار في القرى المنعزلة بعيدا عن إمدادات الإغاثة.
وقد وصل مؤخرا فريق برنامج الأغذية لتقديم الغذاء في وادي نيلام، وهو أحد المناطق الأكثر تضررا بالزلزال حيث أوضح الفريق أن مئات الرجال والنساء والأطفال قد يهبطون قريبا من الجبال متجهين إلي مظفر آباد بحثا عن الغذاء والمأوي. وفيما يرد بعض الناجين البقاء في المدن، يريد أشخاص آخرين الحصول على الإمدادات والعودة إلي قراهم. فقد تسبب الزلزال في تدمير الكثير من المنازل والتي يجب إعادة بنائها لحماية الناجين من برد الشتاء.
لا يزال هناك العديد من الأشخاص من بينهم عدد غير معروف من الجرحى في الجبالالناجون من الزلزال
ويقول الناجون من الزلزال أنه لا يزال هناك العديد من الأشخاص من بينهم عدد غير معروف من الجرحى في الجبال. ويقدر أن هناك 500 ألف شخص في حاجة للعون ولم يتلقوا أي مساعدات حتى الآن بسبب مواقعهم النائية وسوء الأحوال الجوية والانهيارات الأرضية.
وبالرغم من العقبات التي تواجه عمليات الإغاثة، تتمكن مساعدات البرنامج من الوصول إلي المزيد من الأشخاص في ظل زيادة أعداد الطائرات والمروحيات والشاحنات التي تساعد في نقل رقائق البسكويت عالي الطاقة والسلع الأخرى إلي الأماكن الأكثر تضررا بالزلزال. كما يساعد البرنامج في إنشاء مخيمات للناجين في المناطق المتضررة.
وفيما يجري تقديم المساعدات بشكل متسارع، يعكف برنامج الأغذية ومنظمات الإغاثة الأخرى على تقييم الاحتياجات الفعلية للسكان الذين حصلوا على مساعدات المنظمات. وقد تؤثر نتائج الدراسة في متطلبات المساعدات المستقبلية.
وتشمل قائمة الجهات المانحة الذين تبرعوا إلي عمليات برنامج الأغذية في باكستان كندا (4.8 مليون دولار) والولايات المتحدة الأمريكية (3.8 مليون دولار) والمملكة العربية السعودية (3.3 مليون دولار) واليابان (2.5 مليون دولار) وسويسرا ( 500 ألف دولار) وأيسلندا ( 75 ألف دولار) وجزر الفارو (16 ألف دولار).