برنامج الأغذية العالمي على أهُبة الاستعداد للاستجابة للأزمة الغذائية في مالاوي
أكثر من 2.8 مليون إنسان سوف يواجهون الجوع في موسم الندرة الغذائية القادم (أكتوبر/ تشرين الأول-مارس/ آذار) عقب الفيضانات الشديدة والجفاف الذي دمر محصول هذا العام، وذلك وفقاً لأحدث أرقام 'لجنة تقييم مواطن الضعف في ملاوي'. كانت فيضانات مطلع هذا العام هي الأسوأ في ذاكرة مالاوي، بعد أن جُرفت المنازل ومخزونات الأغذية، وتدمير الأراضي الخصبة. تمكنت بعض المحاصيل من الصمود في وجه الفيضانات لتستسلم لنوبات الجفاف المكثفة في الأشهر التالية، مما يجعل البقاء على قيد الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للفئات الأكثر ضعفاً.
وقد أعطيت أولوية قصوى للأغذية المنقذة للحياة والتحويلات النقدية، في خطة الاستجابة التي تهدف إلى حماية الأرواح ومنع حدوث الجوع، كما أن تلك الخطة أساسية من أجل تأمين مكاسب التنمية الذاتية المتحققة بالفعل في مجالات مثل الصحة والتعليم. وقد بدأ الناس في بعض المناطق المتضررة في بيع مواشيهم لتغطية نفقاتهم. وتشترك النساء أيضا في أعمال مثل بيع الحطب والفحم، الذي يؤدي إلى الإضرار بالبيئة والمناخ.
يشعر برنامج الأغذية العالمي بالامتنان لحكومة مالاوي، التي تسهم في الاستجابة للأزمة بنحو 26600 طن متري من الذرة من 'احتياطيها الاستراتيجي من الحبوب'
قالت كوكو يوشي ياما ممثلة برنامج الأغذية العالمي في مالاوي: "إننا نشيد بالتزام الحكومة وشركاء التنمية، في أوقات تتزايد فيها الاحتياجات العالمية، ونقدر الدعم السريع من الدول التي كانت سباقة في تقديم الدعم، ولا سيما الولايات المتحدة وإيطاليا، والتي سعت لضمان أن تتلقى الفئات الأكثر ضعفاً في مالاوي الدعم المنقذ للحياة الذي يحتاجونه بشدة."
منذ نهاية العام الماضي، قدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات الإغاثة إلى الأسر التي عانت جراء ندرة الأمطار خلال موسم النمو 2013/2014 والفيضانات التي حدثت في وقت مبكر من عام 2015. وقد بلغت هذه العملية بالفعل أكثر من 1 مليون من الأشخاص الضعفاء.
ولكن برنامج الأغذية العالمي، الذي يمول بالكامل من التبرعات المقدمة من الحكومات والشركات والأفراد، قد تلقى حالياً أقل من 25% من تمويل عمليات الإغاثة التي تنتظره. ولا زالت هناك حاجة إلى 81 مليون دولار أمريكي لتلبية احتياجات الفئات الأشد ضعفاً بداية من الشهر القادم وحتى مارس/ آذار 2016.
'المساهمات الإضافية مطلوبة على وجه الاستعجال'، هكذا تقول السيدة يوشي ياما. وتضيف: 'لدينا أدوات مبتكرة للاستجابة – بما في ذلك المواد الغذائية والتحويلات النقدية".
ويظل توفير التمويل في الوقت المناسب ضرورياً من أجل تحقيق استجابة تتسم بالكفاءة والفعالية، وبخاصة من أجل تمكين التجهيز المسبق لمخزونات الأغذية قبل نوفمبر/ تشرين الثاني، وقبل موسم الأمطار، الذي قد يؤدي إلى عرقلة الوصول إلى الطرق في المناطق الريفية.
الفتيات والنساء والأطفال هم أول المتضررين
كذلك من الضروري الاستجابة السريعة ﻹنقاذ حياة الأطفال، ومنع تفاقم نقص التغذية، لا سيما التقزم لدى الأطفال. فالتقزم لا يحد فقط من نمو الانسان، بل أيضا من النمو الادراكي له، وله آثار بعيدة المدى على الصحة والإنتاجية على مدى عمر الشخص. ويقدر أحدث تقرير عن تكلفة الجوع في أفريقيا أن التقزم في مالاوي، الذي تبلغ نسبته 42 % ويعد من بين أعلى المعدلات في المنطقة، يكلف الدولة ما يقرب من 600 مليون دولار أمريكي سنوياً.
وثمة حاجة ماسة إلى تمويل إضافي قيمته 10 ملايين دولار أمريكي من أجل أن يحافظ برنامج الأغذية العالمي على مشروعات التغذية المدرسية، وعمليات دعم اللاجئين خلال مارس/ آذار 2016. وللتغذية المدرسية والدعم الغذائي أهمية كبرى في أوقات الأزمات الغذائية، خاصة بالنسبة للنساء والفتيات اللاتي هن أول من يجري سحبهن من المدرسة أو يجري تقديم كميات أصغر من الطعام لهن في وجبات الطعام.