Skip to main content

برنامج الأغذية العالمي يبدأ أنشطة جديدة في كوريا الشمالية

عقب قرار حكومة بيونج يانج رفض عمليات الإغاثة العاجلة بعد نهاية عام 2005 أجرى برنامج الأغذية العالمي بعض المناقشات المبدئية مع كوريا الشمالية والجهات المانحة...

أسفرت المناقشات المبدئية التي أجراها برنامج الأغذية العالمي مع كوريا الشمالية والجهات المانحة عقب قرار حكومة بيونج يانج رفض عمليات الإغاثة العاجلة بعد نهاية عام 2005 عن الاتفاق على قيام البرنامج بأنشطة جديدة فى اطار تنموى وذلك لخلق دور أكثر فعالية للبرنامج في المستقبل.

ورحب جيمس موريس، المدير التنفيذي للبرنامج في زيارة له إلى كوريا الشمالية مؤخرا، برغبة بيونج يانج في مواصلة البرنامج لمهامه فى كوريا.

عمليات تنموية

ويخطط البرنامج الآن لعمليات تنموية صغيرة ومحددة سيتم عرضها على المجلس التنفيذي للبرنامج والجهات المانحة في أواخر شهر فبراير القادم لتحديد ما إذا كانت أنشطة البرنامج في كوريا ستلقى الدعم المطلوب.

وبطلب من الحكومة الكورية فى اواخر العام الماضى انتهى البرنامج من عمليات توزيع المساعدات الانسانية وتم إغلاق المكاتب الخمسة التابعة له والموجودة خارج العاصمة وتم ارسال بعض الموظفين الاجانب للعمل في دول أخرى.

وقد أثمرت أنشطة البرنامج في عام 2005 عن خلق العديد من فرص العمل وساعدت أيضا في بناء وإعادة تأهيل البنية التحتية (مثل بناء وتحسين الطرق في الريف) عن طريق مشاريع الغذاء مقابل العمل التى يحصل المشاركون فيها على اغذية عوضا عن النقد مقابل عملهم فى المشروع.

الصناعة المحلية

صورة أرشيفية-UN Photo/James Bu
ودعم البرنامج ايضا 19 مصنعا لانتاج الأغذية الغنية بالعناصر المفيدة للنساء والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الأمر الذي ساعد على توسيع قاعدة الصناعة المحلية، ذلك بالإضافة إلى برامج تغذية الأمهات والأطفال التي كانت استثمارا جيدا من أجل مستقبل البلاد.

وقد واجهت عمليات البرنامج في كوريا الشمالية عجزا في التمويل خلال الأعوام الأربعة الماضية. وفى عام 2005 اعتزم البرنامج مساعدة نحو 6,5 مليون شخص بيد انه لم يحصل سوى على 314 ألف طن من الأغذية من إجمالي احتياجاته التى بلغت 500 ألف طن.

وفي يناير 2005، أعلنت الحكومة أن تحسين انتاج الأغذية المحلي يعد أول اهتماماتها غير أن نقص الأراضي الصالحة للزراعة والمستلزمات الزراعية جعل من تحقيق هذا الهدف أمرا شاقا.

خلفية تاريخية

تعرضت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إلى سلسلة من الكوارث الطبيعية في بداية التسعينيات بالاضافة إلى أزمتها الاقتصادية التي حالت دون تمكنها من الاكتفاء الذاتي من الغذاء. وفي السنوات الأخيرة، لم تتمكن الأسر المعدمة من الوفاء باحتياجاتها الغذائية الأساسية حيث ارتفعت أسعار السلع الرئيسة كالأرز والذرة. وبلغ متوسط دخل العامل ما يعادل دولار أمريكي واحد شهريا.

طفل كوري يعاني من سوء التغذية - صورة: NKfreedom.org
وقد وجدت الحكومة في مسح عشوائي قامت به في أكتوبر 2004 بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسف أن معدل سوء التغذية المزمن بين الأطفال انخفض إلى 37 % بعد أن كان 42% في عام 2002، أما نسبة المصابين بالهزال (سوء التغذية الحاد) فقد انخفضت أيضا من 9 % إلى 7 %. ومما يدعو إلى الأسف أنه لم يحدث أي تقدم بشأن سوء تغذية الأمهات، ففي الفترة بين عامي 2002/2004 وجد أن ثلث الأمهات يعانين من سوء التغذية ومرض الأنيميا مما يؤدي إلى اصابة الاطفال الرضع بالهزال.

وأكدت تقارير الأمن الغذائي التي وضعها خبراء برنامج الأغذية العالمي أنه في الوقت الذي يوجد فيه تباين واضح بشأن توفر الغذاء بين المناطق الغربية والجنوبية فى البلاد حيث ينعم السكان بوفرة غذائية وبين شمال وشمال شرقي البلاد حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء. ويتفاوت الامن الغذائي بشكل كبير بين الحضر والريف.