برنامج الأغذية العالمي يدعو لانتظام تمويل جهود الإغاثة للحفاظ على الأرواح ودعم السلام في السودان
الخرطوم - 8 يونيو 2006 - حذر جيمس موريس، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي أمس الأربعاء من أن الاضطراب في التمويل الملائم لتقديم المساعدة الغذائية للسودان يهدد بتزايد سوء التغذية بين الملايين من أفراد الشعب السوداني ويهدد اتفاقيات إنهاء الصراع في الجنوب والمنطقة الغربية من دارفور.
من أجل المستقبل
وقال موريس، بعد جولة استغرقت خمسة أيام زار خلالها الخرطوم، والجنوب، والشرق ودارفور، أنه تأثر بالكيفية التي أسهمت بها الجهود الإنسانية في السودان في إنقاذ الأرواح، لكن الأمر يتطلب استمرار تدفق الموارد لتلافى انقطاع الإمدادات الغذائية وغيرها من المساعدات الإنسانية.
وذكر موريس أنه "التقى أشخاصا شردوا من ديارهم جراء العنف في ثلاثة في أكبر بلدان أفريقيا: عائلات في دارفور طردت من ديارها نتيجة العنف المستمر منذ فبراير 2003؛ والعائدين إلى ديارهم في الجنوب – وهو ما يدعو إلى التفاؤل بقوة –بعد 21 سنة من الحرب الأهلية".
وأضاف قائلا "لقد فروا من نزاعات مختلفة، وفى أوقات مختلفة، وفى مناطق مختلفة. إلا أنهم جميعا في أشد الحاجة إلى مساعداتنا، بحيث إنهم – مثلما هي الحال مع العائدين إلى الجنوب – سوف يعودون فى النهاية إلى ديارهم يوما ما ويبدءون في إعادة بناء حياتهم. إن مساعدتنا لهم، تمكنهم من دعم أنفسهم والبناء من أجل المستقبل".
نقص في الإمدادات
إننا نعرب عن امتناننا الشديد لأولئك المانحين الذين جاءوا للمساعدة في اللحظة المناسبة، إلا أن الأمر بالنسبة للسودان قد يستغرق فترة تصل إلى ستة أشهر لتحقيق التوزيع الفعلي للمساعدة الغذائيةجيمس موريس، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي
وأضاف أن البرنامج يرمى إلى مساعدة 6.1 مليون شخص في السودان خلال ما تبقى من العام الحالي، "لكننا نعانى من نقص في الإمدادات في بعض الأوقات وفى بعض الأماكن." وتعد جهوده في السودان أكبر عملية يقوم بها برنامج الأغذية العالمي في أنحاء العالم.
إلا أنه في شهر مايو، حدث نقص حاد في التمويل مما اضطر معه البرنامج إلى اتخاذ ما وصفه موريس بأنه "أحد أصعب القرارات في حياتي" وذلك بخفض الحصص التموينية إلى النصف من حيث محتوى الطاقة (السعرات الحرارية) لمليوني شخص في دارفور وشرق السودان.
زيادة الحصص التموينية
وأدت عدة منح جديدة، بما فيها 20 ألف طن مترى من السرغوم من حكومة السودان، إلى أن يعلن برنامج الأغذية العالمي أنه بنهاية مايو سوف تزيد الحصص التموينية لتصل إلى 85٪ من إجمالي الكمية المقررة ابتداء من يونيو وحتى سبتمبر في ولايات إقليم دارفور. ويمكن العودة إلى التوزيع الكامل للحصص في أكتوبر القادم.
وأعلن موريس "إننا نعرب عن امتناننا الشديد لأولئك المانحين الذين جاءوا للمساعدة في اللحظة المناسبة، إلا أن الأمر بالنسبة للسودان قد يستغرق فترة تصل إلى ستة أشهر لتحقيق التوزيع الفعلي للمساعدة الغذائية لسكان السودان. ونحن ندرك ذلك، وعلينا جميعا أن نخطط جيدا من اجل تلافى اضطراب عمليات التزويد بالإمدادات".
استمرار الامدادات
وحتى الخامس من يونيو، فإن عملية الإغاثة التي يقوم بها برنامج الأغذية العالمي فى السودان، بميزانية قدرها 746 مليون دولار أمريكي، لم يتوفر لها سوى 49.6٪ فقط من التمويل. ولضمان استمرار إمدادات الغذاء بمعدلات كاملة على مدار العام فإن الأمر يتطلب توفر ما يقرب من 600 مليون دولار أمريكي لتمويل العملية، أو 80 ٪ من إجمالي التمويل المطلوب اعتبارا من بداية أبريل.
وقال موريس "من المهم أن نخطط للمستقبل وأن يتم تلقى الإسهامات، التي يفضل أن تكون نقدا، الآن لضمان استمرار التزويد بالغذاء لحوالي 6.1 مليون من أشد الناس استضعافا في السودان حتى نهاية 2006. والأمر الأكثر أهمية، هو تلافى حدوث مشكلة مماثلة فى الأشهر الأولى من 2007".
التخطيط المسبق
ويحتاج برنامج الأغذية العالمي فى الربع الأول من 2007 توفير إمدادات تكفى ستة أشهر من الغذاء للسودان لتوفير الحصص للثلاثة أشهر الأولى من العام وأيضا للتوفير المسبق لإمدادات ثلاثة أشهر أخرى قبل بدء موسم الأمطار فى شهر يونيو، حيث يتعذر وقتها المرور عبر الكثير من الطرق.
وقال موريس "بالتخطيط المسبق يمكن لنا تغطية تلك الفجوات المتوقعة قبل أن تحدث تأثيرا سلبيا على التقدم الذى أحرزناه فى الحد من سوء التغذية العام الماضي وأن تهدد بتفويض أمل السلام بسب الصراع على الموارد الأساسية".
تفقد بعض المشروعات
بالتخطيط المسبق يمكن لنا تغطية تلك الفجوات المتوقعة قبل أن تحدث تأثيرا سلبيا على التقدم الذى أحرزناه فى الحد من سوء التغذية العام الماضيجيمس موريس، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي
وفى دارفور، قام موريس، بزيارة مدينة هابيلة حيث يقوم برنامج الأغذية العالمي بتوفير الغذاء لعدد 500 11 شخص من النازحين وعدد 500 5 من السكان الأصليين الذين تأثروا بالنزاع. ويقوم البرنامج بتوفير الغذاء لعدد 000 145 شخص فى منطقة هابيلة بالقرب من الحدود تشاد. وقد أدى القتال بين الحكومة والمتمردين فى تشاد إلى تدفق لاجئين جدد إلى المنطقة في شهر مارس – 5000 منهم من اللاجئين التشاديين و 5000 منهم من السودانيين العائدين.
وكان موريس قد افتتح، فى وقت مبكر من يوم الثلاثاء، مؤتمرا في الخرطوم لوضع خريطة لاستراتيجية شاملة للمساعدة الغذائية للسودان حتى 2011. وفى يوم الأربعاء أجرى المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي محادثات مع الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة في السودان يان برونك.
وفى ولاية كسلا الشرقية قام موريس بزيارة مركز لتعليم النساء. كما زار أيضا معسكرا للنازحين حيث يقوم البرنامج بتوزيع حصص شهرية من الغذاء منذ مارس بعد ان تمكنت وكالات الأمم المتحدة الأخيرة من دخول المنطقة. وقد أعرب سكان المعسكر عن مدى ترحيبهم باستئناف البرنامج إمدادات الغذاء التي يعتمدون عليها كثيرا في معيشتهم.
طفل اسمه "الساعة الواحدة"
وقد طار موريس يوم الأحد الماضي إلى جوبا عاصمة الجنوب بعد زيارة إحدى قرى العائدين بالقرب من مدينة رومبك. وهناك التقى مع طفل اسمه "الساعة الواحدة" وعمره ثلاث سنوات وتمت تسميته حسب التوقيت الذي تم العثور عليه فيه منذ عامين عندما وجدته إحدى السيدات، بينما كان مختبئا وسط أعشاب السافانا في أعقاب هجوم من قبل مسلحين على اللاجئين العائدين الى ديارهم.ولم يظهر والداه مطلقا مرة أخرى وهكذا قامت نورا ساوا أبّو بإنقاذه وتربيته كأحد أبنائها.
كذلك قام موريس بجولة فى أربع مدارس يجرى بناؤها فى رومبك ضمن مشروع يشرف عليه البرنامج، بتمويل بلغ 331 ألف دولار أمريكي مقدمة من حكومة هولندا وتم تنفيذه بمساعدة وكالات الأمم المتحدة المشاركة في البرنامج ومنظمات أهلية. ومن المقرر أن ينتهى العمل فى المدرسة التي ستلتحق بها 435 فتاة في سبتمبر. وأعرب موريس عن تأثره الشديد بالشراكة الفريدة بين أطراف عدة من أجل بناء تلك المدرسة.