Skip to main content

برنامج الأغذية العالمي يحذر من وقوع كارثة في القرن الأفريقي

حذر برنامج الأغذية العالمي من احتمال وقوع كارثة إنسانية تجتاح الدول المتأثرة بالجفاف في القرن الافريقي ما لم يحصل 5,4 مليون شخص على مساعدات غذائية عاجلة...

نيروبي- 13 يناير 2006- حذر برنامج الأغذية العالمي من احتمال وقوع كارثة إنسانية تجتاح الدول المتأثرة بالجفاف في القرن الافريقي ما لم يحصل 5,4 مليون شخص على مساعدات غذائية عاجلة. ويأتي هذا التحذير قبيل انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي بالخرطوم.

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للامم المتحدة والحكومات وهيئات اخرى قد حذرت كلها خلال الأشهر القليلة الماضية من التأثيرات السلبية للجفاف خاصة على مناطق الرعى في القرن الأفريقي.

وقدر البرنامج عدد المتأثرين بالجفاف بنحو 2,5 مليون شخص في كينيا، و 1,4 مليون في الصومال، ومليون ونصف المليون في إثيوبيا و ستين الف في جيبوتي وذلك قبل صدور نتائج التقارير الحالية.

ويخشى من استمرار تدهور حالة الأطفال الصحية والغذائية، حيث يتناول كثير منهم وجبة واحدة فقط يوميا بالإضافة إلى أن الماشية التي تعد مصدرا هاما للغذاء لدى العديد من الأسر تقضي نحبها بأعداد كبيرة بسبب الإنهاك ونقص المياه والغذاء.

وفي شمال شرقي كينيا وهى منطقة قاحلة لجأت نساء وأطفال إلى التسول على جانبي الطرق من أجل الحصول على الماء والغذاء من سائقي السيارات.

احتياجات متزايدة

وقال هولبروك آرثر، المدير الإقليمي للبرنامج في شرق ووسط أفريقيا: " يجب أن يزيد البرنامج من عملياته في الدول الأربع ( كينيا، الصومال، أثيوبيا، جيبوتي ) من أجل سد الاحتياجات المتزايدة لمن يعانون من ويلات الجفاف."

وأردف آرثر قائلا: "وعلى الرغم من عدم توافر الأعداد النهائية لمن هم في حاجة إلى مساعدة حتى الآن، إلا أنه يتعين على الدول المانحة أن تتحرك بسرعة إذا أردنا منع وقوع كارثة إنسانية".

خطة بعيدة المدى

وفي منتصف عام 2005، وبسبب المخاوف من تدهور وضع الأمن الغذائي في المنطقة، قام البرنامج بالتعاون مع منظمات أخرى بعمل مراجعة شاملة للوضع الغذائي في المناطق الرعوية والزراعية في القرن الأفريقي.

ونتيجة لتلك المراجعة، وضع البرنامج خطة متكاملة طويلة الأجل تتضمن نظام إنذار مبكر واستراتيجيات تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد الكلي على الزراعة او الرعي بالاضافة الى تدعيم المناطق الرعوية.

وقال آرثر خلال تواجده في العاصمة الأوغندية كمبالا: "إن الوضع الذي نواجهه اليوم في القرن الإفريقي نجم عن تأخر هطول الأمطار لعدة مواسم متتالية، لذا يحتاج الرعاة الذين يعيشون في هذه المناطق القاحلة والنائية إلى مساعدتنا كي يستمروا على قيد الحياة حتى موسم هطول الأمطار القادم".

انذار مشترك

ويحتاج أكثر من 2,5 مليون شخص في كينيا إلى المساعدة في عام 2006 ، طبقا لما جاء في التحذير الصادر في 19 ديسمبر 2005 من قبل الحكومة وبرنامج الأغذية العالمي وشبكة أنظمة الإنذار المبكر ضد المجاعات (FEWS).

ويمثل هذا العدد زيادة مفاجئة عما كان الوضع عليه في السابق، فقد كان البرنامج يقدم المساعدات لما يقرب من المليون شخص وكان وقتها في حاجة إلى 236 ألف طن من الغذاء فى مشروع تصل تكلفته الكلية الى نحو 140 مليون دولار أمريكي.

وسوف يتناول التقرير الذي يقوم بوضعه برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه حاليا سبع وعشرين منطقة في شمال وشرق كينيا تعد من أكثر المناطق تضررا وعليه سيتم تحديد عدد ومكان من يحتاجون بالفعل إلى مساعدات غذائية.

وقال آرثر: " تشير الدلائل إلى أن أعداد المعوزين قد ترتفع العام الحالى بسبب الجفاف." واوضح أن هذه المؤشرات تسلط الضوء على الخطر الذي يواجه المنطقة خاصة وأن عملية الإغاثة العاجلة التي يقوم بها البرنامج لا تحصل على القدر الكافي من التمويل، وإذا لم تقدم الدول المانحة تبرعاتها فسيضطر البرنامج إلى وقف أكبر عملياته في شهر فبراير.

جنوب الصومال

يحتاج نحو 1,5 مليون شخص إلى المساعدة العاجلة نظراً لعدم هطول الأمطار في أكتوبر ونوفمبر، وتواجه الصومال حاليا واحداً من أسوأ مواسم الحصاد على مدار الأعوام العشرة الماضية ولذا اضطر الرعاة في الجنوب إلى التجمع حول الأنهار وفيما تبقى من مراع خضراء.

ويقوم برنامج الأغذية العالمي بوضع خطة لتقديم المساعدات الغذائية إلى مليون شخص في الصومال خلال عام 2006، بينما ستقوم المنظمة غير الحكومية "كير" (CARE) بمساعدة 400 ألف شخص.

مخزون غذائي ضئيل

ومن ناحية أخري، انخفض المخزون الغذائي لبرنامج الأغذية العالمي ويحتاج البرنامج إلى 59 ألف طن من الاغذية قيمتها نحو 46 مليون دولار أمريكي ليضمن حصول المحتاجين على المساعدات الغذائية اللازمة.

ومما زاد الأمر تعقيدا في جنوب الصومال أن الشحنات الغذائية الخاصة بالبرنامج تتعرض لأعمال القرصنة، ففي عام 2005 تم السطو على سفينتين محملتين بالمساعدات الغذائية الأمر الذي أجبر البرنامج على البحث عن طرق بديلة لنقل الاغذية. ويستخدم البرنامج الان طرقا ً برية عبر شمال كينيا أو جيبوتي، بيد أن هذا البديل يستغرق وقتا ً أطول بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة استخدامه.

وفي عام 2005 قدم البرنامج المساعدات الغذائية إلى أكثر من مليون شخص في المنطقة التي اجتاحها الجفاف بالصومال.

الجفاف في جيبوتي

يساعد البرنامج حاليا أكثر من 47 ألف شخص في جيبوتي ، ونظرا لأسوأ حالة جفاف تجتاح أصغر دول القرن الأفريقي، فإنه توجد مخاوف من إمكانية زيادة هذه الأعداد في الأشهر القادمة إلى أكثر من 60 ألف شخص.

أثيوبيا

تشير التقارير المبدئية بشأن موسم هطول الأمطار الرئيسي في المناطق الرعوية بأثيوبيا إلى أن قرابة المليون ونصف المليون من الرعاة بجنوب الصومال وربما 250 ألف آخرين في قطاع بورينا بمنطقة أوروميا سيكونون في حاجة إلى مساعدات غذائية بدءا ً من يناير وحتى يونيو 2006.

وإضافة الى المتضررين من انخفاض معدلات الامطار يساعد البرنامج حاليا في مختلف عملياته بأثيوبيا حوالى خمسة ملايين ونصف المليون شخص.

ومن المقرر أن يتم استخدام المساعدات الغذائية التي يخصصها البرنامج لكل دولة إضافة إلى المخزون الغذائي الذي يقدر بنحو 165 ألف طن في أثيوبيا وأيضا تبرعات الدول المانحة لعام 2006 والتي سيتم استخدامها لتغطية احتياجات هؤلاء الأشخاص.