برنامج الأغذية العالمي يناشد العالم الاهتمام بمواجهة الجوع والفقر في أفغانستان
لندن- 1 فبراير 2006 - ناشد برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة المجتمع الدولي بأن يوجه اهتماما أكبر لملايين الجوعى والفقراء في أفغانستان. جاء ذلك في المؤتمر الذي عقد في لندن مؤخرا بحضور عدد من زعماء العالم والجهات المانحة.
وقال شارل فانسان، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان: "حقق الأفغان الكثير من الإنجازات في إطار التنمية منذ توقيع اتفاقية بون في عام 2001 حيث تم صياغة دستور جديد للبلاد وأصبح هناك رئيس منتخب وبرلمان جديد، بالإضافة إلي انتظام الملايين من الأطفال بما فيهم الفتيات فى مدارسهم.
يعاني ما يزيد عن 50% من الأطفال من سوء التغذية بالإضافة إلى أن شخص من كل ثلاثة أشخاص لا يستطيع الوفاء باحتياجاته الأساسية اليومية من الغذاءشارل فانسان، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان
ومما يلفت النظر بالنسبة لبرنامج الأغذية العالمي هو انخفاض أعداد الجوعى من تسعة ملايين شخص في عام 2002 إلى 6,5 مليون هذا العام. ولكن يتعين على الجهات المانحة أن تتذكر أن الغذاء مازال يشكل قضية مهمة للفقراء في أفغانستان."
اطلاق مبادرة أفغانستان
وأضاف فانسان قائلا: "سوف يشهد مؤتمر لندن إطلاق مبادرة أفغانستان التي تتضمن خطوط عريضة لإعادة تعمير البلاد على مدار الأعوام الخمسة المقبلة في مجالات الأمن والإدارة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتشير بنود هذه المبادرة إلي أن أفغانستان تسير في الطريق الصحيح للخروج من محنتها."
وأردف قائلا: "إلا أننا لا نضمن تحقيق السلام، لذا يجب علينا أن نتذكر أنه مازال يوجد الكثير من الفقراء والجوعى بحاجة إلي مد يد العون لهم. ويعاني ما يزيد عن 50% من الأطفال من سوء التغذية بالإضافة إلى أن شخص من كل ثلاثة أشخاص لا يستطيع الوفاء باحتياجاته الأساسية اليومية من الغذاء."
وفي أوائل شهر يناير أطلق برنامج الأغذية العالمي عملية إغاثة جديدة في أفغانستان تستغرق ثلاثة اعوام من أجل مساعدة ما يقرب من 6,5 مليون شخص، من النساء على وجه الخصوص، بتكلفة تقدر بنحو 360,2 مليون دولار أمريكي.
عجز التمويل
يتعين على المجتمع الدولي أن يتذكر أن المساعدات الإنسانية للفقراء والجوعى الأفغان ما هى إلا جزء ضروري في عملية إحلال السلامشارل فانسان، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان
وحتي الآن، حصل البرنامج على 11 % فقط من التبرعات اللازمة حيث يحتاج بشكل عاجل إلي الحصول على حوالي 21 ألف طن من الأغذية (بتكلفة تقدر بنحو 13,7 مليون دولار أمريكي) من أجل سد العجز على مدار الستة أشهر القادمة.
وأشارت الدراسات التي أجريت عام 2003 إلي أن قرابة 3,5 مليون أفغاني يعانون من الفقر الشديد وغياب الغذاء بالإضافة إلى معاناة نحو ثلاثة ملايين آخرين من انعدام الأمن الغذائي في بعض المواسم، ومعظمهم ممن لا يمتلكون الأراضي أو يمتلكون أراض فقيرة وليس لديهم المستلزمات الزراعية.
التغيب عن الدراسة
ويتغلب هؤلاء على تلك المشاكل من خلال تقليل كميات الغذاء التي يتناولونها بالإضافة إلى اللجوء إلى الاستدانة. ويضطر السكان في أغلب الأحيان إلى منع أطفالهم من الانتظام بالمدارس وذلك للعمل في أراضيهم، وفي أحيان أخرى يلجئون إلى تزويج بناتهم في سن مبكرة.
ويتأثر نحو 400 ألف شخص سنويا بالكوارث الطبيعية مثل الفيضانات و سقوط الثلوج. وقد تم ترحيل حوالى 150 ألف شخص من المحتاجين في أثناء الحرب وكان معظمهم من الرعاة البدو الذين يعيشون في مخيمات جنوبي أفغانستان.
وقال فانسان: "وفى ظل الاهتمام الكبير بسبل وضع حلول لمشكلة الوضع الأمني في أفغانستان، فإنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتذكر أن المساعدات الإنسانية للفقراء والجوعى الأفغان-والذين يعيشون غالبا في المناطق غير الآمنة- ما هى إلا جزء ضروري في عملية إحلال السلام."