Skip to main content

برنامج الأغذية العالمي يتعهد بمساعدة ضحايا زلزال باكستان طوال فصل الشتاء

أعلن جيمس موريس، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالميعن تعهد البرنامج بتوفير مساعدات غذائية لمئات الآلاف من ضحايا الزلزال الذين يقطنون القري الجبلية المرتفعة...

إسلام أباد-باكستان - 4 ديسمبر/كانون الأول 2005- أعلن جيمس موريس، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة عن تعهد البرنامج بتوفير مساعدات غذائية لمئات الآلاف من ضحايا الزلزال الذين يقطنون القري الجبلية المرتفعة فى الجانب الباكستاني من إقليم كشمير. وشدد البرنامج على أهمية استمرار دعم الجهات المانحة للبرنامج حيث أن العقبات اللوجستية التي يواجهها في تلك المنطقة تعد الأعقد من نوعها فى تاريخ البرنامج.

تقديم المساعدات جواً

ويأتي ذلك فى ظل اتفاق برنامج الأغذية العالمي والحكومة الباكستانية على قيام البرنامج بتحمل مسئولية توفير الغذاء لنحو 400 ألف شخص يمكن الوصول لهم فقط من خلال النقل الجوي (ويمثل ذلك ضعف العدد المستهدف فى السابق والمقدر بنحو 200 ألف شخص).

يجب أن ننقل حوالي ستة آلاف طن من الغذاء جوا شهرياجيمس موريس-المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي
وفي أعقاب تفقد موريس اليوم لمناطق الزلزال المتضررة، قال: "بعد أن أجرينا الدراسات وجمعنا المعلومات الكافية، هناك حاجة إلى مساعدة نحو 400 ألف شخص عن طريق الجو فقط إذ يقطن هؤلاء الأشخاص قري جبلية في مناطق وعرة أغلقت الإنهيارات الأرضية الطرق المؤدية إليها أو سوف يكسوها الجليد فى غضون الأسابيع المقبلة."

وأضاف موريس:"ولمساعدة هؤلاء الأشخاص الذين يمكن الوصول لهم من خلال الجو فقط، يجب ان ننقل حوالي ستة الاف طن من الغذاء جوا شهريا. وسوف تلعب مروحياتنا دورا أكثر اهمية عما قبل مما يجعل من الضرورى استمرار دعم الجهات المانحة لنا."

وبالإضافة إلي هؤلاء الاشخاص الذين يمكن الوصول لهم جوا فقط، وافق برنامج الاغذية على تحمل مسئولية مساعدة نحو 600 الف شخص برا (منهم نحو 250 الف شخص فى المخيمات)، بالاضافة إلي 150 الف طفل فى مدارس الخيام و150 ألف طفل دون سن الخامسة والأمهات الحوامل اللاتي سوف يحصلن على تغذية تكميلية. وسوف تقوم الحكومة الباكستانية بتقديم يد العون لثلاثة ملايين شخص، فضلا عن مساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لقرابة 150 ألف شخص آخرين.

ونجح برنامج الأغذية حتي الآن فى توزيع أكثر من 21 ألف طن من الغذاء على مليون شخص فى الشطر الذى تسيطر عليه باكستان من إقليم كشمير وإقليم الشمال الغربي الحدودى الباكستاني بعد ان تعرضت هذه المناطق إلي زلزال مدمر فى الثامن من أكتوبر المنقضي مخلفا ورائه أكثر من 80 الف قتيل.

متسلقو الجبال يقدمون العون

وقال موريس أن البرنامج تعاقد مؤخرا مع 15 من متسلقي الجبال ذوى الدراية الكبيرة بهذه المناطق الجبلية من أجل الحصول على تقديرات أكثر دقة عن أعداد السكان فى المناطق الوعرة التي يصعب الوصول لها. وقامت مروحيات البرنامج بنقل هذا الفريق إلي الوديان النائية حيث قاموا باحصاء عدد السكان الذين يريدون البقاء فى اماكنهم اضافة إلي الاشخاص الاخرين الذين تركوا قراهم فى فى طريقهم إلي الوديان المنخفضة.

واستنادا إلي هذه المعلومات، تم اعداد قائمة تفصيلية بالسكان المتضررين حتي يتسني لبرنامج الاغذية والحكومة الباكستانية واللجنة الدولية للصليب الاحمر وضع تقسيم جغرافي لتوزيع الغذاء على المتضررين.

تصاعد حالات الوفيات

وحذر موريس من التحديات اللوجسيتية الجسيمة التي توجد فى المناطق الجبلية المتضررة من الزلزال والتي تمتد على مساحة 28 ألف كيلو متر مربع. وقال "بدأ فصل الشتاء، وافادت تقارير بوجود حالات وفيات جراء الطقس البارد. وسوف تواجه عملياتنا الجوية، التي تعتمد عليها المنظمات الانسانية إلي حد كبير، العديد من العراقيل بسبب انخفاض معدل الرؤية. ولا يمكن استعمال الطرق بسبب الانهيارات الارضية أو الاحجار التي اغلقتها. وكلما ازدادت الاوضاع سوءا، ازداد اعتمادنا على استخدام الطائرات المروحية."

وقام برنامج الأغذية أيضا بتعزيز الحصص الغذائية التي يقدمها فى فصل الشتاء من أجل توفير مزيد من السعرات الحرارية المطلوبة ليتحمل السكان برودة هذا الفصل. ويعني ذلك ان طنا واحدا من الغذاء، الذي يكفي عادة 66 شخصا لشهر واحد، لن يكفى سوى 54 شخصا لنفس الفترة. وأردف موريس: "يجب علينا نقل مزيد من الغذاء فى الوقت الذي تواجه عملياتنا مخاطر فى فصل الشتاء."

ولايزال البرنامج بحاجة إلي الحصول على 115 مليون دولار أمريكي من إجمالي 182 مليون دولار لازمة لعمليات الطوارئ التي يقوم بها وتشمل النقل الجوي لمختلف انواع المساعدات الانسانية.

لايزال البرنامج بحاجة إلي الحصول على 115 مليون دولار أمريكي من إجمالي 182 مليون دولار لازمة لعمليات الطوارئ
وأضاف موريس: "لاتزال الجهات المانحة تقدم الدعم لنا، وأتوقع أن يتراجع هذا العجز فى التمويل قريبا ولاسيما بعد العرض السخي الذي تقدمت به الحكومة الباكستانية والحكومة المحلية فى مظفر أباد حيث تبرعا بنحو 56 ألف طن من الغذاء إلي برنامج الاغذية ليجري توزيعها على ضحايا الزلزال. وسوف يساعد هذا الضحايا على تحمل برودة فصل الشتاء القارسة، بالاضافة إلي توفير الغذاء الذي تحتاج إليه عملياتنا حتي حلول شهر ابريل المقبل."

تعاون الجيش الباكستاني

وأشاد المدير التنفيذي بالتعاون الوثيق مع الجيش الباكستاني فى تقديم المساعدات الغذائية قائلا: "كان من الممكن أن يكون عملنا ضربا من المستحيل دون المساعدات الكبيرة التي قدمها الجيش الباكستاني. ضحى الجنود والطيارون بالكثير من أجل ضمان حصول منكوبي الزلزال على المساعدات، فضلا عن قيامهم بازالة الركام عن الطرق واعادة فتحها مرة أخري ليقدموا المساعدات الانسانية ونقل الجرحي وتسهيل عمل المنظمات الدولية فى مساعدة السكان فى هذا الوقت الحرج."