برنامج الأغذية العالمي يطلق مشروعاً مبتكراً لتقديم مساعدات نقدية في دارفور بدعم من المعونة البريطانية
المسئولون من المملكة المتحدة شاهدوا بأنفسهم كيف يستلم الأشخاص المستضعفون في مخيم عطاش المساعدة النقدية من تجار تجزئة مختارين باستخدام كروت مدفوعة مسبقاً يتم تمريرها على الجهاز المخصص لذلك.
وقد أطلق المشروع اليوم رسمياً كل من سيمون ماكدونالد، رئيس السلك الدبلوماسي البريطاني ومارك لوكوك، السكرتير الدائم لإدارة التنمية الدولية البريطانية (ديفيد). هذه الزيارة هي جزء من محادثات مع مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة عن كيف يمكن للمملكة المتحدة دعم التنمية في السودان لتحقيق أهداف مشتركة.
وقال ماكدونالد: " تدعم المملكة المتحدة الأشخاص الأشد احتياجاً والمهمشين في السودان لمساعدتهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية، وبناء قدرتهم على الصمود أمام الكوارث ووضع الأسس لمستقبل أكثر ديمقراطية وشمولاً وسلماً."
تبلغ مساهمة إدارة التنمية الدولية 3.1 مليون جنيه استرليني (أي حوالي 4.5 مليون دولار أمريكي) لدعم مشروع المساعدة النقدية في مخيم عطاش الذي يعد جزءاً من جهود برنامج الأغذية العالمي المتواصلة لتقديم حلول جديدة لإنهاء الفقر وتعزيز الاعتماد على الذات وسط المجتمعات الضعيفة في السودان.
وقال لوكوك: "إن إدارة التنمية الدولية (ديفيد) فخورة بإطلاق هذا المشروع المبتكر الذي سيقدم مساعدة نقدية إلى 75,000 شخص في مخيم عطاش مما يتيح لهم خياراً أوسع فيما يشترونه ويحفز الاقتصاد المحلي."
يبلغ الاستحقاق النقدي الشهري الحالي 55 جنيهاً سودانياً (8.53 دولار أمريكي) ويتم تعديله وفقاً للتغييرات في أسعار السوق الحقيقية للحبوب والبقول، وهي المواد الغذائية التي تشكل المخصصات الغذائية التي يوفرها برنامج الأغذية العالمي للنازحين في دارفور.
وقالت أم سنين عبد العزيز عبد الله، وهي نازحة وأم لسبعة أطفال وتعيش في مخيم عطاش: " لقد مكنتني المساعدة النقدية من شراء الغذاء الذي تحتاجه أسرتي من أي سوق وبأسعار معقولة."
ظلت المملكة المتحدة مانحاً أساسياً لبرنامج الأغذية العالمي في السودان لعدة أعوام. ومنذ 2013، ساهمت إدارة التنمية الدولية بأكثر من 52 مليون جنيه استرليني لبرنامج القسائم والنقد الذي يدعم حالياً أكثر من نصف مليون شخص من المستضعفين والنازحين غير الآمنين غذائياً ويضخ حوالي 31.5 مليون جنيه استرليني في الاقتصاد المحلي. تدعم إدارة التنمية الدولية أيضاً دراسة ستحدد فعالية وكفاءة مشروع المساعدة النقدية في تحسين الأمن الغذائي والتغذية للأشخاص الذين صمم المشروع من أجل مساعدتهم.
وقال ماثيو هولينغورث، الممثل والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان: "نحن ممتنون للشعب البريطاني، من خلال إدارة التنمية الدولية، لدعمهم عملنا الرائد في تعزيز الاعتماد على الذات وسط المجتمعات التي نساعدها" "يساعدنا مشروع تقديم القسائم والنقد في الاستجابة ليس فقط للاحتياجات الغذائية للاشخاص المستضعفين، بل هو يدعم أيضاً التجار والمزارعين المحليين، وبذلك يكون أمر مربح للجميع."
يمثل السودان أحد أكثر عمليات الطوارئ تعقيداً لدى برنامج الأغذية العالمي مع النزاع المتكرر، وعمليات النزوح الجديدة والممتدة، وانعدام الأمن، وسوء تغذية وانعدام أمن غذائي يصلان إلى مستويات الأزمة.
وفي 2017، يخطط برنامج الاغذية العالمي لمساعدة 4.2 مليون شخص من المستضعفين في السودان من خلال مجموعة من الأنشطة بما فيها توفير الغذاء في حالات الطوارئ والتحويلات النقدية والدعم التغذوي وأنشطة بناء القدرة على الصمود لدعم المجتمعات لتصبح معتمدة على نفسها. ومن خلال إدارة التنمية الدولية، تلتزم المملكة المتحدة بالدعم المستمر للاحتياجات الانسانية والانعاش المبكر والتنمية في دارفور وفي كافة أنحاء السودان.