برنامج الأغذية العالمي يتوسع في تطبيق نظام القسائم الغذائية الإلكترونية الخاص باللاجئين العراقيين في سوريا
دمشق – أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة عن توسيع نطاق تطبيق نظام القسائم الغذائية الإلكترونية ليشمل تقديم المساعدات الغذائية للاجئين العراقيين المقيمين خارج مدينة دمشق. وهذا النظام هو الأول من نوعه في العالم الذي يستخدم تكنولوجيا الهاتف المحمول.
وسيوفر التوسع الجديد في هذه العملية مساعدات غذائية لأكثر من 9,600 أسرة مؤلفة من 32,500 لاجئ عراقي يعيشون خارج العاصمة دمشق، حيث أثبت نظام القسائم الإلكترونية الذي طبق للمرة الأولى في أكتوبر/ تشرين الأول 2009، أنه وسيلة فعالة في توزيع المساعدات الإنسانية على اللاجئين الذين يعيشون في المناطق الحضرية، حيث يتوفر الغذاء في السوق ولكن لا يستطيع اللاجئون تحمل نفقاته.
وسيلة حديثة ومبتكرة
وقال مهند هادي، ممثل البرنامج والمدير القطري في سوريا: "إن نظام القسائم الإلكترونية هو الوسيلة الأحدث والأكثر ابتكارا في مجال توفير وتقديم المساعدات الغذائية للاجئين العراقيين في سوريا." وأضاف: "غطى البرنامج كل اللاجئين العراقيين المقيمين في محافظات حمص، واللاذقية، وطرطوس، ونحن الآن بصدد توسيع النظام الجديد ليشمل محافظات سورية أخري كدرعا، وحماة، وادلب بنهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر)، وذلك إثر النجاح الذي حققه النظام في مدينة دمشق."
ومن خلال هذه الآلية، يستلم اللاجئ العراقي رسالة قصيرة عبر هاتفه المحمول تحتوي على رمز سري، وتمكن القسيمة الافتراضية حاملها من صرف كل المستحقات الغذائية الخاصة به أو جزء منها في بعض المتاجر الحكومية المختارة مسبقاً. وتخول القسيمة حاملها الاختيار بين أكثر من 15 صنفاً غذائياً مثل الأرز، والعدس، والحمص، والبرغل، والسكر، والملح، وزيت الطهي، والسمن النباتي، والأسماك المعلبة، والمعكرونة، وصلصة الطماطم، والفاصوليا البيضاء، بالإضافة إلى الأجبان، والبيض...فهذه المنتجات الطازجة لا توفرها سلة المساعدات الغذائية التقليدية.
حرية االاختيار
وتستلم كل أسرة قسيمة إلكترونية واحدة، بقيمة شهرية تبلغ 30 دولارا أمريكيا للفرد الواحد عن كل دورة (مدة الدورة شهرين). وبعد كل عملية استعمال للقسيمة يستقبل اللاجئ على الهاتف المحمول رسالة قصيرة تحتوى على الرصيد المتبقي له في القسيمة.
وقال هادي: "يوفر هذا النظام حرية الاختيار بين المواد الغذائية، والمتجر الأقرب والوقت الأنسب للأسر المستفيدة منه للحصول على مخصصاتها الغذائية."
وينفذ برنامج الأغذية العالمي نظام القسائم الالكترونية بالتعاون مع المؤسسة العامة للخزن والتسويق الزراعي والمنتجات الحيوانية التابعة لوزارة الاقتصاد والتجارة السورية. وقام برنامج الأغذية العالمي بتنفيذ برنامج لتدريب موظفي المؤسسة العامة للخزن والتسويق الزراعي والمنتجات الحيوانية على استعمال هذا النظام، كما زود البرنامج المتاجر المشتركة في هذا النظام بأجهزة الكمبيوتر والبرمجيات اللازمة. كما عُقدت دورات توعية للاجئين في مركز التوزيع الرئيسي في منطقة دوما، بالإضافة إلى تخصيص خط هاتفي (خط ساخن) للرد على استفسارات اللاجئين. وقد تبرعت شركة إم. تي.أن سوريا لخطوط الهاتف المحمول بتقديم بطاقات الهاتف المحمول للاجئين مجاناً مع سنة خدمة مجانية للرسائل القصيرة.
عجز في التمويل
ووفقاً للإحصائيات الحكومية، يوجد أكثر من مليون لاجئ عراقي في سوريا. ويحصل حالياً نحو 130 ألف شخص منهم على مساعدات غذائية من برنامج الأغذية العالمي بصورة منتظمة، بالإضافة إلى مساعدات أخرى غير غذائية من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
وقد تلقى برنامج الأغذية العالمي إلى الآن 35 بالمائة فقط من المبلغ المرصود لعملية الطوارئ الخاصة بمساعدة اللاجئين العراقيين في سوريا والمقدر تكلفتها بـ 32 مليون دولار أمريكي. وإذا ما استمر الوضع هكذا، سيؤدي انخفاض التمويل إلى توقف في توزيع المواد الغذائية على اللاجئين العراقيين المستضعفين في سوريا.