Skip to main content

ضآلة التمويل قد تجبر برنامج الأغذية العالمي على إيقاف عمليات الإغاثة الجوية

بعد مرور أقل من أربعة أسابيع على وقوع أسوء زلزال شهدته باكستان، قد يضطر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة إلي إيقاف عمليات الإغاثة الجوية...

إسلام آباد-باكستان- 31 أكتوبر 2005- بعد مرور أقل من أربعة أسابيع على وقوع أسوء زلزال شهدته باكستان، قد يضطر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة إلي إيقاف عمليات الإغاثة الجوية التي تقوم بها المروحيات بسبب نقص التمويل. وتعتبر المروحيات هي الوسيلة الوحيدة التي يمكنها الوصول إلي مئات الآلاف من الناجين الذين عزلتهم الانهيارات الأرضية في الجبال الوعرة بشمال شرق باكستان والشطر الباكستاني من إقليم كشمير.

من المؤسف انه عندما تتوافر الخبرة والقدرة الفنية لضمان تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية لمعظم الناجين في فصل الشتاء، فإننا لا نستطيع الوصول لهم بسبب ضالة التمويلأمير عبد الله، المدير الإقليمي لبرنامج لأغذية العالمي

وتلقي برنامج الأغذية العالمي، الذي يعتبر وكالة الأمم المتحدة الرائدة في المساعدات الغذائية والعمليات اللوجسيتية، حتى الآن أقل من عشرة في المئة من إجمالي 100 مليون دولار اللازمة لتشغيل 30 مروحية من أجل نقل مساعدات غذائية وإمدادات إنسانية أخري إلي القرى المنتشرة في المنطقة المنكوبة التي دمرها الزلزال في الثامن من أكتوبر. ومع حلول فصل الشتاء، سوف يتسبب سقوط الجليد في عزل العديد من المناطق الأخرى.

وقال أمير عبد الله، المدير الإقليمي لبرنامج لأغذية العالمي في الشرق الأوسط ووسط آسيا وشرق أوروبا: "من المؤسف انه عندما تتوافر الخبرة والقدرة الفنية لضمان تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية لمعظم الناجين في فصل الشتاء، فإننا لا نستطيع الوصول لهم بسبب ضآلة التمويل. ومما يبعث على القلق الشديد هو أن المجتمع الدولي، الذي اظهر سخائه في كارثة تسونامي بالمحيط الهندي، قد فشل في تقديم المساعدات المطلوبة لمواجهة الكارثة."

ويحتاج برنامج الأغذية، الذي يتولى مسئولية تنظيم العمليات اللوجسيتية لمعظم المنظمات الإنسانية التي تعمل في منطقة الزلزال على مساحة 28 ألف كم مربع، إلي الحصول على حوالي 17 مليون دولار في الشهر الواحد لحشد هذه الطائرات وتشغيلها ، بيد انه تلقي حتى الآن نحو 9.8 مليون دولار فقط.

وتبلغ تكلفة المروحية (طراز MI-26)، التي تعتبر أكبر طائرة مروحية في العالم ذات القدرة على حمل 16 طنا من الإمدادات في الرحلة الواحدة، إلي 11 ألف دولار في الساعة باستثناء تكاليف الوقود والدعم. ويحتاج برنامج الأغذية إلي تشغيل خمس طائرات من هذه الطائرات روسية الصنع بالإضافة إلي 22 مروحية صغيرة (طراز MI-8) لحمل ثلاثة أطنان من الإمدادات. ولأسباب تعزي لقلة التمويل، شغل البرنامج فقط ثماني مروحيات (طراز MI-8) وواحدة (طراز MI-26)، بالإضافة إلي تأكيد انضمام أربعة مروحيات (طراز MI-8) وأخري (طراز MI-26) إلي الأسطول العامل حاليا.

وقال عامر داودي، رئيس العمليات اللوجسيتية ببرنامج الأغذية العالمي "في ظل هذه الأوضاع، قد تتوقف هذه العملية في أقل من أسبوعين."

فى ظل هذه الأوضاع، قد تتوقف هذه العملية في أقل من أسبوعين.عامر داودي، رئيس العمليات اللوجسيتية ببرنامج الأغذية العالمي

وناشد داودي الجهات المانحة توفير التبرعات النقدية، بيد انه وجه نداء إلي الدول المنتجة للبترول للتبرع عينيا بالوقود لهذه العملية المهمة. وأضاف "في ظل ارتفاع أسعار الوقود، فان تكلفة الوقود الجوي لعملية كاملة على مدار شهر واحد تبلغ نحو 2.5 مليون دولار. إن البلدان المنتجة للبترول وخاصة الدول بالقرب من باكستان يمكنهم أن يقدموا العون لضحايا الزلزال بإمدادنا بالوقود."

ويزداد دور المروحيات أهمية مع استمرار الانهيارات الأرضية التي تسد الطرق، بالإضافة إلي توقعات الأرصاد الجوية بسقوط الجليد حيث ينتظر أن يكون فصل الشتاء قارسا. وتتوقع هيئة الأرصاد الجوية بباكستان أن يسقط الجليد ليصل إلي أعماق عشرة أقدام في مناطق شمالي مظفر أباد، مركز الزلزال، مع انخفاض درجات الحرارة إلي 20 درجة مئوية تحت الصفر في بعض المناطق.

أربعة أسابيع لتخزين الغذاء

ولا يزال أمام برنامج الأغذية مهلة تمتد إلي أربعة أسابيع فقط ليتمكن من تخزين الغذاء الذي يلبي احتياجات ستة شهور مقبلة لمئات الآلاف من السكان في المناطق النائية التي قد تنعزل كليا عن العالم مع بداية موسم الشتاء. وأضاف عبد الله "إذا ما استمر تباطؤ وصول التبرعات على هذا المنوال، يكون قد فات الأوان لمئات الآلاف من الناجين الذين نريد الوصول لهم. لقد لقي 50 ألف شخص على الأقل حتفهم عندما وقع الزلزال. إذا لم نريد وقوع موجة ثانية من الضحايا بنفس المقياس، لقد حان الوقت للمجتمع الدولي أن يتحرك الآن على الفور."

وتمكن برنامج الأغذية حتى الآن من تقديم نحو 4500 طن من الغذاء باستخدام الطائرات والمروحيات والشاحنات والقوارب والبغال لنحو نصف مليون شخص تضرروا من الزلزال. وقد حملت المروحيات على متنها اكثر من ألفي راكب ونحو 110 طن(مواد غذائية وإمدادات أخرى).

وتضم قائمة الجهات المانحة التي تبرعت لتعزيز العمليات الجوية التي يقوم بها برنامج الأغذية العالمي: كندا (4.7 مليون دولار) والولايات المتحدة (3.5 مليون دولار) والمملكة المتحدة (1.1 مليون دولار) وسويسرا (500 ألف دولار).