Skip to main content

دارفور: النساء ضمان لتأمين غذاء الأسرة

في العام الماضي تمكنت نصرة سليمان من توفير الغذاء لطفلها لأنها كانت تساعد زوجها في زراعة قطعة صغيرة من الأرض كان يمتلكها في جنوب دارفور...

بقلم: محمد عماشة

مخيم عطاش، جنوب دارفور– في العام الماضي تمكنت نصرة سليمان من توفير الغذاء لطفلها لأنها كانت تساعد زوجها في زراعة قطعة صغيرة من الأرض كان يمتلكها في جنوب دارفور.

واليوم بدلا من زراعة هذه القطعة لتلبية احتياجات أسرتها الغذائية، تقف نصرة في صف طويل لتحصل على حصتها الشهرية من المعونات الغذائية التي يوفرها برنامج الأغذية العالمى للأمم المتحدة في مخيم عطاش الذي يأوي حوالي 46 ألف نازح.

وتبكى نصرة، البالغة من العمر 35 عاما، فى هدوء وهى تروى قصتها عندما فرت في شهر مايو الماضي من قريتها جويغين ، جنوب مدينة نيالا، عاصمة إقليم دارفور.

هجوم مسلح

وقالت نصرة "فوجئنا في أحد الأيام بأن بعض المسلحين يحاصروننا ثم أطلقوا الرصاص في الهواء لإرهابنا، وهاجمونا، وأطلقوا النار على الرجال، وأحرقوا المزارع، واختطفوا الفتيات. وقد سارعت أنا وأسرتى بالهرب حاملين معنا كل ما استطعنا جمعه. وسرنا مسافة 75 كيلومترا إلى الشمال نحو نيالا، ثم ركبنا حتى وصلنا إلى هذا المخيم حيث يفترض أن نشعر بالأمان."

أريد تأمين مستقبل أطفالى لكننى لا أعرف كيفنصرة سليمان، إحدى النازحات الجدد إلى مخيم عطاش بجنوب دارفور
وأضافت نصرة: "فقدت كل شىء..كنا أفضل حالا بكثير فى قريتنا قبل الهجوم. كان لدينا 50 رأسا من الأغنام، والماعز والجياد. أى نوع من الحياة هذا إذا كان علينا البقاء هنا؟" لكن نصرة تعلم أن العودة باتت شبه مستحيلة وقالت: "إننا لا نشعر بالأمان مطلقا في قريتنا. سوف نتعرض للقتل."

مساعدات شهرية

ويقوم برنامج الأغذية بتوفير مساعدات غذائية شهرية لحوالي 2.5 مليون شخص ممن تأثروا بالصراع فى دارفور – ومثل نصرة فإن معظم الأشخاص الذين يحملون بطاقات معونة هم من النساء. ويهدف البرنامج بإصداره بطاقات معونة للنساء إلى ضمان وصول المساعدات الغذائية مباشرة إليهن وإلى أسرهن.

وقال كنرو اوشيدارى، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في السودان: "النساء هن من يقمن بإعداد الوجبات وإطعام الأسرة. وبإشراكهن فى عملية التوزيع ووضع حصص المعونة فى أيديهن، فإن البرنامج يساعدهن على ضمان تلبية احتياجات الأسرة من الغذاء."

ومنذ أن وصلت نصرة إلى مخيم عطاش في مايو 2006، وهى تقوم بكل ما فى وسعها لمساعدة أسرتها وسط هذا الكم الهائل من الحرمان.

وأضافت نصرة: "في بعض الأحيان أمشى خمسة كيلومترات إلى نيالا للعمل فى تنظيف البيوت والمحال، ولمساعدة زوجى الذى يعمل حاليا نجارا بشكل مؤقت فى المدينة. إننا نريد مساعدة أطفالنا الصغار. وأنا على استعداد للالتحاق بأى تدريبات لزيادة دخلنا. أريد تأمين مستقبل أطفالى لكننى لا أعرف كيف."

تشجيع النساء على المشاركة

وأضاف أوشيدارى "ليس من السهل دائما بالنسبة للنساء القيام بأدوار قيادية. ومن ثم يقوم البرنامج بتشجيع النساء على المشاركة فى لجان الإغاثة الغذائية التى تساعد فى توزيع الغذاء فى كثير من المخيمات فى دارفور."

وفى عام 2006، كان ربع عدد أعضاء لجان الإغاثة الغذائية فى دارفور من النساء، وترمى المنظمة إلى زيادة المشاركة هذا العام.

يقوم البرنامج بتشجيع النساء على المشاركة فى لجان الإغاثة الغذائية التى تساعد فى توزيع الغذاء فى كثير من المخيمات فى دارفوركنرو اوشيدارى، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في السودان
إن الصراع الذى ضرب إقليم دارفور غربي السودان خلال السنوات الأربع الماضية، أجبر حوالي مليوني شخص على الفرار. ويتلقى حوالي مليون شخص آخرين بعض أشكال المعونة الغذائية فى الأماكن التي يقيمون فيها.

زيادة أعداد المستفيدين

يذكر أن برنامج الأغذية تمكن في عام 2006 من توزيع حوالى 390 ألف طن من المعونات الغذائية فى دارفور على قرابة 2.5 مليون شخص كل شهر. أما هذا العام، فإن البرنامج يهدف إلى تقديم المساعدات إلى حوالي 2.8 مليون شخص فى نفس المنطقة.

وتبلغ تكلفة عمليات البرنامج في كل أنحاء السودان العام الجاري 685 مليون دولار من أجل تقديم يد العون إلى 5.5 مليون شخص من خلال توفير حوالى 700 ألف طن من المعونات الغذائية.

ويمثل إقليم دارفور نحو 70 بالمائة من تلك الميزانية (تقريبا نحو 480 مليون دولار أمريكي)، وسوف يتم استخدام باقي التكلفة لتقديم المساعدات للعائدين، والمحاربين القدامى، والفقراء في المناطق الريفية، والأطفال الذين يتعلمون في الجنوب، والشرق، والمناطق الثلاث الانتقالية (أبياى، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق).

محمد عماشة