ألمانيا تساعد برنامج الأغذية العالمي لتفادي إيقاف المساعدات الغذائية المقدمة للأسر الفلسطينية

ومن خلال هذه المساهمة، سيتمكن برنامج الأغذية العالمي من توفير تحويلات نقدية شهرية في صورة قسائم غذائية إلكترونية إلى 350 ألف شخص من الفلسطينيين الأشد معاناة من انعدام الأمن الغذائي. وستتمكن الأسر من شراء مواد غذائية مغذية تلبي احتياجاتها، من بينها المنتجات الطازجة من الألبان، والبيض، والخضروات، واللحوم من 308 بائع تجزئة محلي.

وقال رئيس المكتب التمثيلي الألماني في رام الله، أوليفر أوكزا: "يشرفني أن أعلن أن ألمانيا قادرة على زيادة دعمها طويل الأجل لبرنامج الأغذية العالمي الذي يلعب دورًا محوريًا في تقديم المساعدات الغذائية الحيوية للفئات المحتاجة التي تواجه العديد من التحديات، وذلك على مستوى العالم وفي الأراضي الفلسطينية أيضًا." وأضاف: "ستظل ألمانيا داعمًا قويًا يمكن الاعتماد عليه للمحتاجين الفلسطينيين."

ويساهم الارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية وارتفاع معدلات البطالة التي تزداد سوءًا في تدهور الأمن الغذائي للفلسطينيين الذين لا يزالون يواجهون صعوبة وعدم استقرار طويل الأجل. وبالنسبة للعديد من الأسر التي تكافح بالفعل للتعافي من التداعيات الوخيمة لجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، كان للأزمة الأوكرانية الحالية تأثيرًا مدمرًا لسبل كسب عيشهم وتمكنهم من توفير احتياجاتهم الأساسية، التي من بينها الأغذية. وفي الوقت الحالي، يعاني 36 في المائة من السكان الفلسطينيين من انعدام الأمن الغذائي - وترتفع النسبة في قطاع غزة لتشمل ثلثي السكان.

وقال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في فلسطين، سامر عبد الجابر: "تأتي المساهمة الألمانية في وقت صعب بصورة استثنائية حيث تتزايد الاحتياجات مع محدودية موارد التمويل. فالتأثير الثلاثي للأزمة الأوكرانية، وبطء التعافي الاقتصادي جراء جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، والارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية تُحد معًا من القوة الشرائية للفلسطينيين. ويعتمد العديد من الأسر الفلسطينية، لا سيما في قطاع غزة، على أشكال مختلفة من المساعدات التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي." وأضاف: "في الوقت الذي تواجه فيه برامج المساعدة الوطنية تحديات متزايدة، فإن المساعدات الغذائية والنقدية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي تمثل شريان الحياة الحيوي للأسر الضعيفة والمحتاجة وتحول دون انغماسها في المزيد من الفقر وانعدام الأمن الغذائي."

وتمثل التحويلات النقدية شبكة أمان اجتماعي أساسية، وتتيح للناس قدرًا أكبر من حرية الاختيار، كما تعطيهم الإحساس بالسيطرة على شئون حياتهم، وتحفظ كرامتهم. وفي فلسطين، تم تصميم التحويلات النقدية لتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال إتاحة حصول السيدات اللاتي تعولن أسرهن على تلك المخصصات المالية ودعمهن كصانعات قرار في أسرهن. وفي نهاية المطاف، تساعد هذه المساعدات النقدية المستفيدين من الجنسين على التعامل بشكل أفضل مع الصدمات، وبناء قدرتهم المالية على الصمود والاستثمار في مستقبلهم. وبالإضافة إلى تمكين الأفراد، فإن التحويلات النقدية لها أيضًا تأثيرات إيجابية غير مباشرة على الاقتصاد المحلي؛ حيث تضخ السيولة وتساهم في توسيع نطاق الأعمال التجارية المحلية.

ومن الجدير بالذكر أن ألمانيا هي ثان أكبر الجهات المانحة لبرنامج الأغذية العالمي على مستوى العالم، وهي أكبر جهة مانحة لبرنامج الأغذية العالمي في فلسطين بمساهمات تزيد على 56.5 مليون يورو  (60 مليون دولار أمريكي) منذ عام 2018، من خلال وزارة الخارجية الاتحادية الألمانية (GFFO) والوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ). 

وبفضل ألمانيا والجهات المانحة الأخرى، تمكن البرنامج من المحافظة على تقديم مساعداته الغذائية والنقدية على الرغم من تزايد الاحتياجات الإنسانية واستنفاد الموارد العالمية، لتصل إلى أكثر من 375 ألف شخص من غير اللاجئين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة والذين يعتمدون اعتمادًا كاملًا على المساعدات لتوفير احتياجاتهم الغذائية والتغذوية الأساسية.