جسر جوي لنقل مساعدات الأمم المتحدة الإنسانية إلى شمال شرق سورية حيث تستعد الأسر النازحة لاستقبال شتاء قارس
وهبطت اليوم أول رحلة قامت بها طائرة استأجرها برنامج الأغذية العالمي، في مطار القامشلي قادمة من إربيل، حيث تحمل 40 طنا من المواد الغذائية. تشمل الشحنة دقيق القمح، والمكرونة، والزيت، والسكر، والملح، والأرز، والفاصوليا المعلبة والبرغل. ويخطط برنامج الأغذية العالمي لنقل المزيد من المواد الغذائية في 11 شحنة جوية أخرى خلال الأيام القليلة القادمة، لنقل ما يكفي من الغذاء لإطعام ما يزيد عن 30 ألف شخص لمدة شهر كامل.
ويواجه سكان منطقة الشرق الأوسط قسوة الشتاء القارس هذا العام مبكراً عن المتوقع حيث أدت العاصفة التي أطلق عليها خبراء الأرصاد اسم "أليكسا" إلى تعطيل قوافل الاغاثة وغلق مطار القامشلي لعدة أيام مما أدى إلى تأجيل رحلات الاغاثة الجوية التابعة للأمم المتحدة.
لا تزال الطرق البرية المؤدية إلى محافظة الحسكة بشمال شرقي سورية محفوفة بالمخاطر بالنسبة لمنظمات الاغاثة ولم يتم توصيل أي مواد إغاثة تذكر إلى المنطقة عن طريق البر منذ شهر مايو/أيار الماضي مما جعل إيجاد طرق بديلة إلى داخل المنطقة أمر ضروري.
وتم التعاقد مع طائرتين للقيام بـ 23 رحلة على مدار العشرة أيام المقبلة بين البلدين. وهذا يعد أول جسر جوي لنقل الامدادات من العراق إلى سورية منذ اندلاع الأزمة السورية في مارس/آذار 2011.
بينما تخطط المفوضية السامية لشئون اللاجئين لإرسال 300 طن من مواد الإغاثة العاجلة من مخزنها الاقليمي في إربيل إلى القامشلي بسورية من خلال 12 شحنة جوية على متن الطائرة المستأجرة Iluyshin IL-76 . وتسعى المفوضية إلى مساعدة نحو 60 ألف شخص نازح. وتشمل هذه الشحنات 50 ألف بطانية، و10 آلاف من معدات الطهى، و10 آلاف غطاء بلاستيكي، و 10 آلاف جركن للمياه، و30 ألف حصيرة للنوم، و10 آلاف مجموعة من مستلزمات النظافة الشخصية، بالإضافة إلى غيرها من المستلزمات الضرورية.
كما ترسل منظمة اليونيسف طائرة محملة بمجموعات من المستلزمات الصحية، وإمدادات المياه والصرف الصحي إلى النازحين بشمال شرق سورية.
وتعتبر هذه الإمدادات ضرورية للغاية بالنسبة لنحو 188 ألف شخص من النازحين الذين يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها وفي ظل ظروف صعبة للغاية في واحدة من أشد المناطق برودة بسورية.
وقال السيد ماثيو هولينجورث، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في سورية: "نقوم بتوصيل المساعدات الغذائية للأسر النازحة في 13 محافظة بسورية، فيما عدا محافظة الحسكة التي بقينا غير قادرين على الوصول إليها طوال ما يزيد عن خمسة أشهر وحتى الآن بسبب انعدام الأمن على الطرق المؤدية إليها."
ثم أضاف قائلا: "إننا لا نستطيع ترك هؤلاء الضحايا الذين أضرت بهم الحرب جوعى في مواجهة واحدا من أقسى شهور الشتاء برودة خلال العام فى سورية."
ومن المقرر أن تقوم الفرق التابعة للمفوضية السامية التي تعمل في الحسكة والقامشلي بتوزيع مواد الاغاثة الخاصة بالمفوضية.
وقال أمين عواد، المدير الاقليمي للمفوضية السامية لشئون اللاجئين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "عدد المستضعفين في محافظة الحسكة يقدر بحوالي 50 ألفاً إلى 60 ألفاً ولكننا لازلنا نقوم بإجراء تقييمات." وأضاف: "ظلت الحسكة منطقة يتعذر الوصول إليها لفترة طويلة ولكن هذا الجسر الجوي سيضمن حصول الآلاف من السوريين المحتاجين على المعونة التي يحتاجونها خلال فصل الشتاء."
وسمحت كل من الحكومتين السورية والعراقية بنقل الإمدادات الإنسانية بين البلدين.
وقالت السيدة ماريا كاليفيس، المدير الإقليمي لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "لقد انتابنا القلق خاصة بشأن وضع الأطفال والأسر في الأجزاء الشمالية من سورية بسبب انعدام الأمن وعدم التمكن من الوصول إليهم بالمساعدات. وسيضمن هذا الجسر الجوي حصولهم على المياه الصالحة للشرب، وتلقى الرعاية الصحية المناسبة خلال أشد شهور الشتاء المقبلة برودة."
# # #
عن البرنامج:
برنامج الأغذية العالمي هو أكبر منظمة إنسانية تكافح الجوع في العالم. في العام الماضي، قدم البرنامج مساعدات غذائية إلى أكثر من 97 مليون شخص في 80 بلداً.
عن اليونيسف
تشجع اليونيسف حقوق ورفاه كل طفل، في كل ما نقوم به. بالتعاون مع شركائنا، نحن نعمل في 190 بلدا وإقليما من أجل ترجمة هذا الالتزام إلى إجراءات عملية، مع التركيز بشكل خاص على الوصول إلى الأطفال الأكثر ضعفا واستبعادا، لصالح جميع الأطفال، في كل مكان.
عن المفوضية
كلفت المفوضية لقيادة وتنسيق العمل الدولي لحماية اللاجئين وحل مشاكل اللاجئين في جميع أنحاء العالم. في أكثر من ستة عقود، ساعدت المفوضية عشرات الملايين من الناس في بدء حياتهم من جديد. اليوم، يواصل موظفو المفوضية الذين يبلغ عددهم نحو 7685 شخصاً في أكثر من 125 بلداً حماية ومساعدة حوالي 43 مليون شخص.