جوع الأطفال يهدد موريتانيا بسبب اقتراب انتهاء الإمدادات الغذائية لدى البرنامج
نواكشوط- 16 يونيو 2006 - ناشد برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم المجتمع الدولي من أجل تمويل عمليات المعونات الغذائية في موريتانيا حتى يتمكن هذا البلد الصحراوي من اجتياز أكثر شهور السنة صعوبة.
وتواجه جهود البرنامج للإغاثة في موريتانيا خطر نفاد كل المساعدات الغذائية مع نهاية شهر يوليو القادم – وهو الوقت الذي تصل فيه الاحتياجات الغذائية إلى ذروتها كل عام مع حلول موسم "الندرة الغذائية". ويحتاج البرنامج إلى تبرعات عاجلة تقدر بحوالي أربعة ملايين دولار أمريكي لسد تلك الفجوة حتى نهاية العام.
كوارث طبيعية
وقد عانت موريتانيا طوال العقد الماضي من سلسلة من الكوارث الطبيعية بما فيها الفيضانات والجفاف وغزو أسراب الجراد، مما أثر بشدة على معيشة الفئات الأشد فقراً وزاد من ضعفها حيال الأزمات.
وقال سوري أوان، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في موريتانيا: "لن يختلف موسم الندرة القادم في قسوته عن السنوات الأخيرة، وقد تضافرت جهود برنامج الأغذية العالمي مع الحكومة وكذا منظمات أخرى من أجل مساعدة الفقراء في التعامل مع تلك الظروف العصيبة، غير أننا في موقف لا نحسد عليه هذا العام نظراً لأنه لا توجد لدينا الأموال اللازمة لمواصلة جهودنا بعد شهر يوليو."
وأضاف أوان: " أن ما نحتاجه من تبرعات من أجل تغطية احتياجات الأشهر القليلة القادمة ليس كبيرا."
أزمة غذائية
إننا في موقف لا نحسد عليه هذا العام نظراً لأنه لا توجد لدينا الأموال اللازمة لمواصلة جهودنا بعد شهر يوليو.سوري أوان، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في موريتانيا
إن أزمة نقص الإمدادات الغذائية والتي تلوح بوادرها في الأفق تتركز في احتياطي البرنامج من الإمدادات الغذائية من الحبوب، والذي يلجأ إليه سكان القرى عندما ترتفع أسعار الحبوب في الأسواق المحلية بحيث يصعب على الكثيرين تحمل نفقاتها. وإذا تقلصت الإمدادات، فسوف تنخفض الحصص الغذائية من الحبوب بمقدار النصف لنحو 350 ألف شخص.
ومع ارتفاع أسعار الغذاء في موريتانيا، انخفضت أسعار الماشية بنحو أكثر من 22 بالمائة في بعض المناطق. وحذرت تقارير أصدرتها شبكة الإنذار المبكر للمجاعة (FEWS NET)مؤخراً من أن أسعار السوق المرتفعة تحد من القوة الشرائية إلى حد مقلق وتؤثر سلباً على الأمن الغذائي للأسر.
الديون
ويهدف احتياطي الحبوب إلى التغلب على مشكلة الكثيرين في المجتمعات الريفية الغارقة في الديون حيث سيترك أغلب الشباب العمل في الحقول خلال موسم الأمطار القادم للبحث عن عمل آخر في المناطق الحضرية الرئيسية في موريتانيا.
وينتظر برنامج الأغذية التبرعات النقدية حتى يتسنى له شراء الأغذية وتوزيعها بشكل عاجل.
سوء التغذية
ويعد الحفاظ على تغذية صحية وملائمة للأطفال الصغار أمر مهم. ويوجد حالياً 260 مركزاً للتغذية في أرجاء البلاد ومن المنتظر أن يتضاعف هذا العدد على مدار الأسابيع القليلة المقبلة من خلال مشروع بدأه البرنامج مع الحكومة الموريتانية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
واقتربت معدلات سوء التغذية في بعض المناطق بموريتانيا بالفعل من المعدلات العالمية المتفق عليها كدلائل على بداية حالة الطوارئ، ولن يؤدي موسم الندرة العصيب إلا إلى تدهور الوضع.
وتعد مراكز التغذية بمثابة عامل حماية هام من تحول معدلات سوء التغذية المتوسطة إلى مراحل سوء التغذية الحاد حيث تصبح حياة الأطفال الصغار عندها عرضة للخطر. وينبغي ترتيب أولويات توزيع الأغذية على تلك المراكز حيث يمكن أن تؤدي الفجوات في الإمدادات الغذائية إلى عواقب وخيمة تؤثر على حياة الأطفال الصغار.
سكان الريف الفقراء
وقال أوان: "والحقيقة ببساطة هي أن الكثير من سكان الريف الفقراء في موريتانيا – وهم ضمن أفقر السكان في العالم- يعتمدون على برنامج الأغذية العالمي والحكومة والجمعيات الأهلية حتى يمكنهم البقاء على قيد الحياة خلال موسم الندرة. ويعد نقص الدعم في هذا الوقت الحرج فشلاً ذريعاً من جانب من يمكنهم المساعدة بكل سهولة ويسر."
وتهدف عملية برنامج الأغذية العالمي للإغاثة في موريتانيا إلى تقديم الغذاء لأكثر من 382 ألف شخص في عام 2006 من خلال دعم احتياطي الغذاء في القرى، ومشاريع الغذاء مقابل العمل، وتغذية الأطفال دون الخامسة والسيدات الحوامل والمرضعات.