Skip to main content

عجز شديد في التمويل يهدد المحتاجين في العراق

حذر برنامج الأغذية العالمي من أن هناك عجزا في التمويل يعرض عملية الطوارئ التي يقوم بها البرنامج في العراق للخطر، وهى العملية التي تهدف إلى دعم ما يربو على ثلاثة ملايين شخص...

عمان – 21 سبتمبر/أيلول 2005 - حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم من أن هناك عجزا في التمويل يبلغ 65% يعرض عملية الطوارئ التي يقوم بها البرنامج في العراق للخطر، وهى العملية التي تهدف إلى دعم ما يربو على ثلاثة ملايين شخص – أكثر من نصفهم من الأطفال.

فعلى الرغم من وصول المساهمات السخية الأخيرة من دقيق القمح من الحكومة الهندية (قيمته 2.5 مليون دولار أمريكي)، فإن عملية برنامج الأغذية العالمي التي تتكلف 66 مليون دولار أمريكي والتي تستمر حتى نهاية هذا العام، قد تلقت فقط 29 مليون دولار، أو 44% من الموارد المالية المطلوبة.

إن أكثر من 27% من كل الأطفال تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المزمنةمسح حول الأمن الغذائي قام به برنامج الأغذية العالمي

وتهدف العملية، والتي تم إطلاقها منذ عام في أيلول/سبتمبر 2004 إلى توفير 67 ألف طن من الغذاء لمساعدة ما يزيد عن 1.7 مليون طفل في المرحلة الابتدائية يعانون من الفقر المدقع، و220 ألف طفل يعانون من سوء التغذية وأفراد عائلاتهم ( بإجمالي يزيد عن 1.1 مليون شخص) و350 ألفاً من النساء الحوامل والمرضعات، وما يربو على ستة آلاف مريض بالسل.

وحذر كالوم جاردنر، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في العراق، قائلا: "إننا نقوم بتوفير الغذاء إلى هؤلاء الذين لا يستطيعون إعالة أنفسهم – الأطفال، النساء، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة. وإذا لم نتلق المزيد من الموارد المالية في القريب العاجل فلن يكون في وسعنا بعد ذلك مساعدتهم. فحتى الآن أمكننا مساعدة ما يناهز 1.5 مليون شخصاً، وهو عدد ضخم، إلا أننا نرغب بشدة وبكل تأكيد في الوصول إلى المزيد ممن نعرف أنهم من المستضعفين ".

وقال جاردنر:" في تموز/ يوليو من هذا العام، ناشدنا المانحين مرة ثانية تقديم الملايين من الدولارات من أجل إعادة إعمار العراق، وبالرغم من ذلك نجد أنفسنا نعانى من نقص شديد في الأموال. وينبغى أن يكون الأشخاص الجائعين في العراق على رأس قوائم أولويات المانحين، إلا أنه يبدو أنهم يتذيلون القوائم. وهو أمر يصعب فهمه".

وتشير الإحصاءات الصحية والغذائية الصادرة حديثا في العراق إلى التأثير السلبي المتزايد على الفئات الأكثر ضعفا، نتيجة عقود من الصراع والعقوبات الاقتصادية، والبطالة، والأمية، وعدم انعدام الأمن. وطبقا لمسح حول الأمن الغذائي قام به برنامج الأغذية العالمي ونشر العام الماضي، فإن أكثر من 27% من كل الأطفال تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المزمنة – بالرغم من تلقيهم لحصص من الغذاء من "نظام الحصة التموينية" التابع للحكومة. وقد أوضح المسح أنه بدون هذه الحصة لارتفعت هذه النسبة بصورة حادة.

وقال جاردنر "إن تعمير البنية الأساسية للعراق هو جزء هام من إعادة الأعمار، إلا أنه من المهم أيضاً أن نعيد الفتيات والأولاد إلى فصول الدراسة، وهذا هو بالضبط ما يقوم به برنامجنا "الغذاء مقابل التعليم "

ويقدم برنامج الأغذية العالمي تدريبا مهما في مجال التغذية وإدارة الأمن الغذائي في العديد من المؤسسات العراقية الوطنية. إننا نقوم بتوفير الغذاء إلى هؤلاء الذين لا يستطيعون إعالة أنفسهم...وإذا لم نتلق المزيد من الموارد المالية في القريب العاجل فلن يكون في وسعنا بعد ذلك مساعدتهم."كالوم جاردنر، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في العراق

وأوضح جاردنر "إن هدفنا النهائي هو أن يدير العراقيون هذه العملية بأنفسهم– وقد أكدنا بقوة على أهمية الاستثمار في رأس المال البشرى في العراق. ونأمل أن يستطيع هذا البلد على المدى الطويل الوفاء باحتياجاته، باستخدام ثرواته من الموارد الطبيعية . وإلى أن يحدث ذلك ، فسيظل هناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الفقر المدقع وهم في حاجة شديدة إلى المساعدة الغذائية ، ونحن ننوى مساعدتهم طالما أنه تتوفر لدينا السبل للقيام بذلك".