Skip to main content

ملايين الأفغان سيعانون من فصل شتاء عصيب دون غذاء كاف

في ظل عجز التمويل ونقص الموارد، أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم أنه سيضطر قريبا إلي التخلي عن معظم خططه لتلبية الاحتياجات الغذائية لحوالي 2.7 مليون من الفقراء الأفغان أثناء موسم الشتاء...

كابول - 25 مايو 2006- في ظل عجز التمويل ونقص الموارد، أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم أنه سيضطر قريبا إلي التخلي عن معظم خططه لتلبية الاحتياجات الغذائية لحوالي 2.7 مليون من الفقراء الأفغان أثناء موسم الشتاء وان نقص الدعم المادي للبرنامج قد يؤدي أيضا لإيقاف عدد من مشاريعه العادية الأخرى.

ويسعى البرنامج هذا العام إلي تخزين نحو 25 ألف طن من المساعدات في المناطق النائية في الفترة من شهر أغسطس وحتى شهر أكتوبر المقبل قبل أن يتسبب الجليد في عزل آلاف القرى الأفغانية التي تعجز عن الوفاء باحتياجاتها الغذائية.

احتمال ضئيل

ويواجه البرنامج عجزا في الموارد التي تساعده على مواصلة جهوده، وإذا لم يحصل على تبرعات عاجلة في غضون الأسابيع المقبلة، فإن هناك احتمالا ضئيلا أن يتمكن من توزيع ما يكفي من الأغذية وخاصة القمح، في الوقت المناسب.

وفى زيارة له إلي أفغانستان، قال انتوني بانبري، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في آسيا: "إن أخر إجراء سنلجأ إليه هو إلغاء برنامج المساعدات في موسم الشتاء لأنه يعني ترك ملايين الأفغان دون أمل في الحصول على الغذاء لمدة شهور منذ بدء موسم الشتاء وحتى ذوبان الجليد في الربيع. وإذا لم تتحرك الجهات المانحة بسرعة، سوف نضطر إلي اتخاذ هذا القرار الصعب لأننا نواجه عجزا شديدا في القمح."

وإذا ما خفضنا مساعدتنا هذا العام، سوف تتضور آلاف العائلات جوعا.انتوني بانبري، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في آسيا

وبسبب التحديات اللوجستية التي يواجهها البرنامج في أفغانستان من أجل نقل الأغذية على طرق غير معبدة في مناطق جبلية وعرة ليصل إلي القرى النائية، يجب أن يقوم بتخزين كل مساعدات الشتاء للمناطق البعيدة قبل شهر سبتمبر مما يعني أن أي مساعدات ستخصص لهذا الغرض يجب أن تصل للبرنامج خلال الأسابيع القليلة القادمة.

وأضاف بانبري قائلا: "تمكن البرنامج بنجاح من تخزين الغذاء في العام الماضي ليلبي احتياجات ملايين الأفغان أثناء موسم الشتاء. وإذا ما خفضنا مساعدتنا هذا العام، سوف تتضور آلاف العائلات جوعا. وستعيق هذه الخطوة السلبية تحقيق أهداف الاستقرار التي تسعي إلي إحلالها الحكومة الأفغانية والمانحين."

عجز فى المواد الغذائية

ويواجه البرنامج عجزا في المواد الغذائية يقدر بقرابة 49 ألف طن من أجمالي 106 ألف طن حتى نهاية العام الجاري، إضافة إلي حاجة البرنامج إلي الحصول على 31 مليون دولار لتمويل عملياته حتى نهاية العام.

وقد يضطر البرنامج أيضا إلي وقف المزيد من -وربما كافة- أنشطة "الغذاء من أجل العمل" التي تساعد القرى على بناء أو إصلاح الطرق والجسور والمدارس والقنوات فيما تحصل العائلات المقيمة في تلك القرى على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية مقابل عملهم في هذه المشاريع.

وفى عام 2005، تمكن المستفيدون من مساعدات البرنامج من إنشاء أو ترميم حوالي أربعة آلاف كيلو متر من الطرق وخمسة آلاف كيلو متر من القنوات، وهو إنجاز لن يتحقق هذا العام.

تصاعد وتيرة الهجمات

وأضاف بانبري: "إن إيقاف أو تخفيض نطاق عملياتنا لن يؤثر فقط على ملايين الأفغان بل أيضا ستتأثر به برامج التعافي في البلاد والكثير من الإنجازات الأخرى التي أحرزت على مدار الأعوام الماضية. إن خفض هذه المساعدات سيؤدي إلي انتشار حالة من الانفلات الأمني وهو ما تسعي الجهات المانحة بكافة الطرق إلي الحيلولة دون حدوثه."

هذا وتواجه مشاريع التغذية المدرسية التي ينفذها البرنامج -وجهود الحكومة الأفغانية لتطوير قطاع التعليم في البلاد-مشاكل في بعض المناطق اثر تصاعد وتيرة الهجمات التي تتعرض لها المدارس والتهديدات الموجهة للمدرسين، إضافة إلي إحراق بعض المدارس أو إغلاقها لتتوقف بذلك الحياة الدراسية لآلاف الطلاب.