عمليات الاختطاف تتسبب في قطع إمدادات برنامج الأغذية العالمي الغذائية لدارفور بينما يهدد نقص التمويل الخدمات الجوية الانسانية
الخرطوم-10 مارس/آذار 2008
– حذر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم من أن أعمال قطع الطرق تؤدي الى تأخير عمليات توصيل الغذاء الهامة إلي دارفور بينما قد يؤدي عدم الحصول على مساهمات إلى توقف الخدمات الجوية الانسانية في نهاية الشهر.
وقال كينرو أوشيداري، ممثل برنامج الأغذية العالمي بالسودان: "في ظل هذا الوضع غير المسبوق، قد نضطر إلى وقف عملياتنا الجوية الانسانية التي يقوم بها موظفو الإغاثة لأننا ليس لدينا أموال، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى طائراتنا أكثر من أي وقت مضى بسبب تصاعد انعدام الأمن على الطرق".
تخفيض الحصص الغذائية
ويقوم البرنامج حاليا بنقل حوالي نصف كمية الغذاء التي كان ينقلها عادة في مثل هذا الوقت من العام كما أصبحت عمليات توصيل الأغذية تستغرق وقتاً طويلاً بسبب عدم رغبة السائقين في المجازفة بالقيادة على الطرق المحفوفة بالمخاطر. وخلال العام الحالي تم اختطاف خمس سيارات ركاب تابعة للبرنامج و45 شاحنة متعاقدة معه. ولا يزال حوالي 37 شاحنة مفقودة و23 سائقا في عداد المفقودين.
ويوجد لدى البرنامج حاليا حوالي 60,000 طن من الأغذية بدارفور، وهو ما يكفي لتوزيع حصص غذائية لمدة شهرين على المليوني شخص الذين يعتمدون حاليا على مساعدات البرنامج الغذائية. ومع اقتراب موسم الأمطار الذي يمتد من شهر مايو الى اكتوبر، سيزداد عدد الأشخاص الذين يحتاجون الى المساعدات الإنسانية وسترتفع احتياجاتهم الغذائية بنحو 50 بالمائة. وإذا لم يستطع البرنامج مواصلة عمليات نقل المساعدات، فإنه سيضطر إلى تخفيض الحصص الغذائية في بعض المناطق.
وأضاف أوشيداري: "من المهم تأمين طرق النقل الرئيسية، حيث يقوم أصحاب الشاحنات المتعاقدين معنا بتوصيل الغذاء في ظل مخاطرهائلة ولا يمكن استمرار هذا الوضع."وقد سرقت في آخر حادثة سبع شاحنات واختطف السائقين في الرابع من مارس بينما كانوا في طريقهم الى الفاشر بشمال دارفور، حيث قام قطاع الطرق بتفريغ الغذاء وتركه وراءهم عندما هربوا بالشاحنات.
الخدمات الجوية الانسانية تعاني عجز التمويل
تعتمد كافة منظمات الإغاثة على الخدمات الجوية الإنسانية التابعة للبرنامج,وإذا توقفت ولو لفترة وجيزة، فان ذلك سيؤدي الى منع الاغاثة الحيوية عن المدنيين المستضعفين بدارفور. كينرو أوشيداري، ممثل برنامج الأغذية العالمي بالسودان.
وفي غضون ذلك لم تتلق الخدمات الجوية الإنسانية التابعة لبرنامج الأغذية العالمي تبرعات مؤكدة خلال هذا العام لموازنتها السنوية البالغة 77 مليون دولار. وبدون تقديم تبرعات نقدية عاجلة، لن يتمكن البرنامج من الوفاء باحتياجات العمليات الجوية التي تتكلف 6.2 مليون دولار أمريكي شهرياً، وسيضطر إلى إيقاف الرحلات الجوية بنهاية هذا الشهر حتى يحصل على تمويل جديد.
ويستخدم الخدمات الجوية الانسانية بدارفور نحو 8,000 موظف في مجال الإغاثة الإنسانية في المتوسط شهرياً، حيث يذهب 3,000 منهم على طائرات الهيلوكوبتر للمناطق النائية التي يتعذر الوصول اليها برا. وغالبية ركاب الطائرات التابعة للخدمات الجوية الإنسانية هم من موظفي المنظمات غير الحكومية الذين يقومون بأعمال ضرورية في مجالات الرعاية الصحية، أوالمياه والصرف الصحي أو الإغاثة الغذائية.
وقال أوشيداري: "تعتمد كافة منظمات الإغاثة على الخدمات الجوية الإنسانية التابعة للبرنامج. ومع تزايد انعدام الأمن بغرب دارفور وازدياد أعمال قطع الطرق في مختلف أنحاء المنطقة، تكتسب العمليات الجوية أهمية قصوى. وإذا توقفت ولو لفترة وجيزة، فان ذلك سيؤدي الى منع الاغاثة الحيوية عن المدنيين المستضعفين بدارفور."
دور الخدمات الجوية الانسانية
و في عام 2007، نقلت الخدمات الجوية التي يديرها برنامج الأغذية العالمي حوالي 160,000 راكب تقريبا ينتمون الى 170 منظمة وجمعية أهلية بالسودان. كما قامت الخدمات الجوية الانسانية أيضا بتنفيذ 267 عملية طارئة للاخلاء والاجلاء الطبي والأمني. ويتكون أسطولها الحالي من 24 طائرة، من بينها ستة طائرات هليكوبتر بدارفور.
وعلى الرغم من نقص التبرعات في عام 2008، إلا أن الخدمات الجوية الانسانية تمكنت من البقاء محلقة في الجو حتى الآن مستخدمة مبلغ 11 مليون دولار تم ترحيله من عام 2007. ويتم جمع الأموال الخاصة بالعمليات الجوية بشكل منفصل عن ميزانية برنامج الأغذية العالمي للاغاثة الغذائية بالسودان، التي تبلغ 697 مليون دولار أمريكي لهذا العام وتهدف الى تقديم الغذاء لما يصل الى 5.6 مليون شخص في كافة أنحاء السودان.
خلفية
في 23 يناير/كانون الثاني أعلن برنامج الأغذية العالمي عن سرقة 22 شاحنة متعاقدة معه وفقدان 18 سائقا في الثلاثة أسابيع الأولى من العام. وقد حذر البرنامج من احتمال تخفيض الحصص الغذائية في شهر فبراير بسبب امتناع أكبر مقاولي النقل المتعاقدين معه عن مواصلة العمل.
ومنذ ذلك الحين وافقت شركات النقل على الاستمرار في نقل الغذاء وتم الابقاء على الحصص الغذائية. غير أن ازدياد أعمال قطع الطرق المستمر – بلغت الحوادث الآن أكثر من الضعف منذ آخر اعلان – يعني انه من غير المرجح أن يكون البرنامج قادرا على الاحتفاظ بمخزونات السلع مع اقتراب موسم الأمطار. 14. تعمل كل طائرة من طائرات الهليكوبتر الست بدارفور لمدة 80 ساعة كمتوسط في الشهر.
يكلف تشغيل طائرة الهليكوبتر الواحدة بدارفور نحو 4,000 دولار في الساعة.
بدأت الخدمات الجوية الانسانية التابعة لبرنامج لأغذية العالمي بالسودان في عام 2004 لخدمة المجتمع الانساني. وعلاوة على دارفور وأجزاء أخرى من شمال السودان، تخدم الخدمات الجوية الانسانية جنوب السودان الذي يتعافي من حرب دامت 21 عاما انتهت في عام 2005 بتوقيع اتفاقية السلام الشامل.
يدفع الركاب في خدمات شمال السودان 100 دولار عن الرحلة (40 دولار عن رحلة الهليكوبتر)، بينما ظلت تعمل خدمات جنوب السودان على أساس استرجاع التكلفة الكاملة، مما يعني اختلاف الأسعار حسب المسار. غير أن البرنامج يعتزم دمج الخدمات الشمالية والجنوبية هذا العام لتوحيد التكلفة وزيادة فعالية الاستخدام للموظفين والموارد.