عمليات قطع الطرق والاختطاف قد تؤدي إلي تخفيض الإمدادات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي للنازحين بدارفور
الخرطوم – 23 يناير/كانون الثاني 2008- قال برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم أن سلسلة متلاحقة من عمليات قطع الطرق تهدد الإمدادات الغذائية لأكثر من مليوني شخص بدارفور، مما يزيد من احتمال تخفيض الحصص الغذائية.
وحتى الآن خلال هذا العام، سرق قطاع الطرق 23 شاحنة متعاقدة مع البرنامج واختطفوا سائقيها، وهناك 19 سائقا لا يزالون في عداد المفقودين. وقال كينرو أوشيداري، ممثل برنامج الأغذية العالمي بالسودان: "نحن قلقون جداً من تأثير ذلك على المستضعفين بدارفور"، مضيفا أن البرنامج قلق أيضا إزاء مصير السائقين المفقودين.
تخفيض الحصص الغذائية
وقال أوشيداري: "ترفض الآن شركات النقل الرئيسية التي تعمل معنا إرسال المزيد من الشاحنات بسبب ارتفاع معدل عمليات قطع الطرق، وبالتالي ليس لدينا من يقوم بتوصيل حوالي نصف احتياجاتنا من الإغاثة الغذائية الشهرية. وإذا استمر الوضع هكذا، فإننا سنضطر إلى تخفيض الحصص الغذائية في بعض أنحاء دارفور بحلول منتصف فبراير".
إذا استمر الوضع هكذا، فإننا سنضطر إلى تخفيض الحصص الغذائية في بعض أنحاء دارفور بحلول منتصف فبرايركينرو أوشيداري، ممثل برنامج الأغذية العالمي بالسودان
وقد ازدادت في الأشهر الأخيرة الهجمات على الشاحنات التي تحمل إمدادات برنامج الأغذية العالمي، وعمليات اختطاف السائقين والشاحنات، ونهب إمدادات البرنامج والأغراض الشخصية للسائقين وضرب السائقين المتعاقدين مع البرنامج لتخويفهم. ويطالب برنامج الأغذية العالمي السلطات السودانية بالعمل على ضمان سلامة الطرق الرئيسية بدارفور.
انعدام الأمن
وخلال الفترة من سبتمبر/أيلول إلى ديسمبر/كانون الأول 2007، فإن إجمالي 13 شاحنة متعاقدة مع البرنامج قد سرقت أو تعرضت لهجوم. وفي تلك الأحداث قتل ثلاثة سائقين وهرب ثلاثة وأطلق سراح سبعة سائقين آخرين. وقد تم استرجاع جميع الشاحنات ما عدا ثلاثاً منها.
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول، قدم البرنامج مساعدات غذائية لنحو 2.1 مليون شخص من المتأثرين بالنزاع في دارفور، معظمهم من النازحين الذين يعيشون بالمخيمات. وقد تعذر في شهر ديسمبر/كانون الأول توصيل المعونة الغذائية إلى إجمالي نحو 106 آلاف شخص من المحتاجين للمساعدة بسبب انعدام الأمن.
ويحتاج سكان دارفور الأشد احتياجاً إلى حوالي 40,000 طن من الغذاء شهرياً. وتقوم عادة الشركات التي ترفض حاليا إرسال الشاحنات إلى دارفور بنقل ما بين 15,000 و20,000 طن في الشهر.
وأضاف أوشيداري: "بدون القيام بعمليات النقل هذه، ستنفد مخزونات البرنامج سريعاً ولن يتمكن من نقل وتخزين الغذاء مبكرا قبيل حلول موسم الأمطار المتوقع بدايته في شهر مايو". ويبحث برنامج الأغذية حاليا كيفية تخفيض الحصص الغذائية والأماكن التي سيتم فيها ذلك وعدد الأشخاص الذين سيتأثرون، إذا استمرت عمليات قطع الطرق.
إيقاف عمليات الإسقاط الجوي
ويعتزم البرنامج في عام 2008 تقديم الغذاء لإجمالي 5.6 مليون شخص بالسودان بميزانية تبلغ 697 مليون دولار. وقد تم إيقاف عمليات الإسقاط الجوي التي تكلف أربعة أضعاف ما يكلفه التوصيل البري في دارفور في عام 2005 واستبدالها بعمليات نقل بري كثيفة لتوصيل الغذاء بكفاءة إلى كافة أنحاء المنطقة.
وتشتمل الحصة الغذائية الشهرية بدارفور على الحبوب وخلطة الذرة والصويا ذات القيمة الغذائية العالية، والبقوليات والزيت النباتي، والسكر والملح، وتوفر إجمالي 2,100 كيلو من السعرات للفرد في اليوم الواحد.