Skip to main content

منحة مالية من المملكة العربية السعودية تجلب الأمل للجوعى في غرب أفريقيا

تقفز بعض حالات الطوارئ الإنسانية إلى شاشات التليفزيون فتقبض على أوتار القلوب بقوة واستمرار وتفرض استجابة دولية سخية. ويكون البعض الآخر أقل جاذبية للمشاهد وأقل شحناً بالعواطف، وأقل حظا من فهم الناس له. إنها بإيجاز كثيراً ما تجابه بالإهمال...

داكار- تقفز بعض حالات الطوارئ الإنسانية إلى شاشات التليفزيون فتقبض على أوتار القلوب بقوة واستمرار وتفرض استجابة دولية سخية. ويكون البعض الآخر أقل جاذبية للمشاهد وأقل شحناً بالعواطف، وأقل حظا من فهم الناس له. إنها بإيجاز كثيراً ما تجابه بالإهمال.

قد يبدو أحياناً جمع الموارد من أجل دعم عمليات برنامج الأغذية العالمي في غرب أفريقيا مثل المرور بإناء لجمع التبرعات في غرفة تكاد تكون خالية. لقد تم احتواء الصراع في هذه المنطقة إلى حد بعيد، ولكن مازالت هناك معركة حيوية تدور ضد الفقر وسوء التغذية والكوارث الطبيعية المتكررة.

دفعة كبرى

لقد تلقت هذه المعركة دفعة كبرى بفضل منحة مالية قيمتها 10 ملايين دولار أمريكي مقدمة من المملكة العربية السعودية، والتى وإن كانت من الجهات المانحة الجديدة نسبيا لعمليات برنامج الأغذية العالمي إلا أنها نقلت مساهماتها للمجهود الإنساني الدولي إلى مستويات جديدة فى الحقبة الأخيرة.

ويتم تقسيم هذه المنحة، التى تأتى قبيل حلول شهر رمضان المعظم، بين عمليات برنامج الأغذية العالمي في ثمان دول إفريقية. وبما أن التبرع جاء نقداً، فإن ذلك سيمكن المكاتب القطرية في تلك الدول من البدء في شراء المواد الغذائية على الفور.

فقر مزمن

إن منطقة غرب أفريقيا مبتلاه بفقر مزمن، غير أنه ليس بالضرورة هو ذلك الفقر الواضح فى الأحياء الفقيرة البائسة، بل هو فقر سكان الريف والمجتمعات الزراعية الذين تركهم العالم الغنى خلفه وهو ماض فى مسيرة ازدهاره الجامحةمصطفى داربو، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة غرب إفريقيا

ومن المقرر أن يتم توجيه قسم كبير من المنحة إلى بلدان منطقة الساحل شبه الصحراوية، حيث لا تزال المعركة السنوية ضد حالات نقص الأغذية فى "موسم ندرة الأمطار" أثناء انتظار الحصاد التالي متواصلة. وقد أدت السنوات المتعاقبة من غياب التنمية إلى دخول بلدان مثل النيجر وموريتانيا ومالي في صراع من أجل التصدي لمشاكل سوء التغذية المزمنة لدى الأطفال الصغار، والتي تعد أزمة كبرى شكلت العناوين الرئيسية للأخبار خلال العام الماضي في النيجر، إلا أن علاجها لن يحدث بين عشية وضحاها.

ولكن المساهمات السعودية لهذه البلدان (2 مليون دولار لكل من النيجر وموريتانيا و 1.5 مليون دولار لمالي) من شأنها تعزيز جهود برنامج الأغذية العالمي لتوفير مواد الإغاثة على المدى القصير والتشجيع على إيجاد حل أشمل طويل المدى.

وقال مصطفى داربو، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة غرب إفريقيا: "تأتي هذه المنحة السخية في وقت هام وسيتم توجيهها إلى عدة بلدان تعد الأفقر في العالم.

وأضاف داربو: "إن منطقة غرب أفريقيا مبتلاه بفقر مزمن، غير أنه ليس بالضرورة هو ذلك الفقر الواضح فى الأحياء الفقيرة البائسة، بل هو فقر سكان الريف والمجتمعات الزراعية الذين تركهم العالم الغنى خلفه وهو ماض فى مسيرة ازدهاره الجامحة".

حصص غذائية للعائدين

وفى ليبيريا، البلد الذى يستعيد عافيته من حرب دامت أكثر من عقد، سيتم استخدام المنحة السعودية البالغة مليون دولار أمريكي لتوفير حصة غذائية تكفى أربعة أشهر لنحو 20 ألف شخص من اللاجئين الليبيريين العائدين إلى وطنهم من بلدان مختلفة فى المنطقة بعد إحلال السلام.

وسوف يتيح مبلغ المليون دولار المخصص للسنغال شراء 1500 طن من الأرز والبقوليات والزيوت النباتية التي سيتم توزيعها على الأسر الأشد افتقارا إلى الأمن الغذائي فى منطقة كاسامنس بجنوبى السنغال. وتشمل هذه الكمية مواد غذائية عاجلة لنحو ألفى شخص اضطروا إلى مغادرة قراهم الأصلية جراء الاضطرابات الأخيرة.

فترة قاسية

لم تكن الحقبة الأخيرة رحيمة بغينيا بيساو، فقد أدت الاضطرابات المدنية وضعف محصول الأرز فى جنوب البلاد في العام الماضي إلى الإضرار بعملية الاكتفاء الذاتي. وسيساعد نصيبها من المنحة السعودية البالغ 500 ألف دولار أمريكي برنامج الأغذية العالمي على تقديم يد العون لأكثر من 25 ألفاً من الأشخاص الأكثر تضرراً في اثنين من الأقاليم المتأثرة بشدة.

وقد تم توجيه مساهمات أخرى من المنحة إلى عمليات برنامج الأغذية العالمي في سيراليون وغانا.

ومن المقرر أن يقوم وفد سعودي رفيع المستوى بزيارة تستمر أربعة أيام لتفقد عمليات برنامج الأغذية العالمي في السنغال وموريتانيا والنيجر في الفترة من 19-22 سبتمبر. ويرأس الوفد عبد العزيز الركبان، السفير الخاص لبرنامج الأغذية العالمي على الصعيد الدولي كما يضم مسئولين كبارا من وزارة المالية السعودية.