نداء عاجل لتمويل مروحيات الاغاثة فى باكستان
القاهرة - 17 فبراير 2006 - ناشد برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم الدول المانحة لتوفير 24 مليون دولار من أجل الابقاء على الشريان الحيوى لنقل المساعدات الانسانية في باكستان عن طريق المروحيات حتى نهاية شهر أغسطس لمساعدة الآلاف من ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب الشطر الباكستاني من اقليم كشمير وشمال غرب البلاد في شهر أكتوبر الأول الماضي.
ويساعد البرنامج حاليا حوالي أربعمائة الف متضرر فى المناطق الجبلية التى يمكن الوصول لها فقط عن طريق الطائرات حيث يقوم اسطول مؤلف من عشرين مروحية بنقل 300 طن من المساعدات الانسانية يوميا فيما يعد اكبر عملية مساعدات انسانية عن طريق المروحيات فى تاريخ الامم المتحدة.
تخفيض عدد المروحيات
سيواجه الناجون من الزلزال مزيدا من الخطر إذا عجزنا عن مواصلة نقل الأغذية والمساعدات الانسانية الضرورية الاخرى الى الوديان الجبليةمايكل جونز، مدير برنامج الاغذية العالمي فى باكستان
وقال أمير عبد الله، المدير الاقليمى للبرنامج فى منطقة الشرق الاوسط ووسط اسيا وشرق اوروبا: "منذ وقوع الزلزال فى شهر اكتوبر الماضي، لعبت الطائرات المروحية دورا محوريا فى نقل الاغذية والمساعدات الانسانية الاخرى مثل الادوية والملابس الشتوية وساعدت فى الحيلولة دون وقوع مزيد من الضحايا. بيد ان فصل الشتاء لم ينتهي بعد ومازلنا نعمل من اجل مساعدة مئات الالاف من المتضررين."
وقام البرنامج بعمل تحليل مفصل عن احتياجات العمليات الانسانية فى الشطر الباكستاني من اقليم كشمير واقليم الشمال الغربى الحدودى الباكستانى حيث يوجد معظم المتضررين من الزلزال وذلك لتحديد متطلباته فى الاشهر القليلة القادمة والتي تقدر بنحو 24 مليون دولار أمريكي.
ويقوم البرنامج حاليا بتشغيل عشرين مروحية ولكنه سيقوم بتخفيضها إلى 12 مروحية فقط اعتبارا من اول شهر مارس وحتى نهاية شهر مايو (بتكلفة تصل الى 10,9 مليون دولار أمريكى). واعتبارا من شهر يونيو وحتى نهاية شهر اغسطس، سيتم تخفيض الاسطول الى ثماني مروحيات فقط (بتكلفة تصل إلى 13 مليون دولار امريكى).
الانهيارات الجبلية
وما زالت عديد من الطرق البرية فى هذه المنطقة مغلقة بسبب الانهيارات الجبلية المستمرة. ووفقا لدراسة قام بها مركز الانهيارات الدولي (تقرير مفتوح لمرصد الانهيارات الارضية) - International Landslide Center/Landslide Observatory Open File Report - فإن ذوبان الثلوج يمكن أن يتسبب فى مزيد من الانهيارات التي يمكن أن تغلق الطرق فى شهري مارس وأبريل. وتوقع التقرير موجة انهيارات ثانية فى شهر يوليو مع سقوط الامطار الموسمية الشديدة. ومن المحتمل أن تستغرق عملية اصلاح وفتح الطرق الرئيسية والفرعية عدة أشهر.
عرضة إلى الخطر
وقال مايكل جونز، مدير برنامج الاغذية العالمي فى باكستان: "سيواجه الناجون من الزلزال مزيدا من الخطر إذا عجزنا عن مواصلة نقل الأغذية والمساعدات الانسانية الضرورية الاخرى الى الوديان الجبلية حيث إنهم يفتقرون الى أى سبل أخرى لتأمين احتياجاتهم الاساسية. وسيتضرر ايضا الناجون المقيمون فى مخيمات مزدحمة والمعتمدون على المساعدات الخارجية."
وأوضح جونز ان عودة هؤلاء المهجرين الى حياتهم الطبيعية مرتبطة بجهود الدولة من اجل اعادة الاعمار والبناء فى المناطق المتضررة والممتدة على مساحة 28 الف كيلومتر مربع. ومع نقص البذور والاسمدة فى المنطقة من المتوقع ان يكون محصول موسم الحصاد المقبل فى الفترة بين يونيو حتى يوليو محدودا. ويحل موسم الحصاد التالى فى شهر اكتوبر.
العمليات المروحية
وشدد جونز على الحاجة لتأمين عمل المروحيات لأنها "تنقل الاغذية والبذور والاسمدة ومعدات البناء والتشييد." واوضح ان "حيوانات النقل تقوم بعملها ولكن هناك نقصا عاما فى الدواب لنقل المساعدات اللازمة ولذا فان هناك احتياجا الى استمرار عمل المروحيات."
ومنذ بداية عمل المروحيات نقلت "الخدمات الجوية الانسانية التابعة للامم المتحدة" والتى يديرها برنامج الاغذية العالمى 14 الف طن من الاغذية واربعة الاف طن من المساعدات الانسانية الأخرى (خيام وادوات وغيرها لصالح منظمات انسانية اخرى) فى منطقة الزلزال اضافة الى نقل 28 الف راكب منهم آلاف من عمال الإغاثة الى المناطق المنكوبة وإجلاء ستة الاف مصاب ومريض من هذه المناطق الى اقرب المستشفيات.
فائدة المروحيات
فصل الشتاء لم ينتهي بعد ومازلنا نعمل من اجل مساعدة مئات الالاف من المتضررينأمير عبد الله، المدير الاقليمى للبرنامج فى منطقة الشرق الاوسط ووسط اسيا وشرق اوروبا
واثبتت المروحيات فائدتها - بعد ان تسبب زلزال الثامن من اكتوبر تشرين الاول الماضى فى قتل 73 الف شخص وتشريد 2.5 مليون آخرين - من اجل الوصول الى تلك المناطق النائية التى عزلتها الانهيارات الارضية ولم يكن هناك أى سبيل أخر للوصول لها.
ويتألف اسطول المروحيات من 16 طائرة من طراز إم آى 8 وطائرتين من طراز إم أى 26 وطائرتين من طراز كيه أيه 32. وتكلف عمل المروحيات حتى الان اكثر من 56 مليون دولار ولكن البرنامج يحتاج الى 24 مليون دولار اضافية من اجل مواصلة عمل عدد اقل من المروحيات اللازمة حتى منتصف فصل الصيف. وقال عبدالله: "أبدى المانحون كرما شديدا ولكننا ما زلنا نحتاج الى دعمهم حتى تنتهى مرحلة الازمة."
ويعتزم برنامج الاغذية مساعدة 600 الف ناج عن طريق مشاريع العمل مقابل الغذاء وتوزيع الوجبات المدرسية على مدار العامين المقبلين. وسيساعد البرنامج ايضا المشردين العائدين لتشييد منازلهم المدمرة والذين يفتقرون الى اى سبل دعم اخرى سواء عن طريق التحويلات المالية من خارج البلاد او العائلات الممتدة. وستدعم مساعدات البرنامج هؤلاء الاشخاص اضافة الى العاملين على اعادة تأهيل البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية. وخطط البرنامج مشاريع تغذية مدرسية قصيرة الامد تشمل حوالى 450 الف طفل فى مناطق الزلزال.