Skip to main content

نقص المساعدات الدولية لوقف المعاناة في النيجر

حذر برنامج الأغذية العالمي اليوم أنه إذا لم يتعامل المجتمع الدولي مع نتائج أزمة النيجر الغذائية التي شملت ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، فان هذا البلد سوف يعاني للعام التالي على التوالي من صعوبات جمة...

نيامي-23 نوفمبر 2005-

حذر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم أنه إذا لم يتعامل المجتمع الدولي مع نتائج أزمة النيجر الغذائية التي شملت ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، فان هذا البلد سوف يعاني للعام التالي على التوالي من صعوبات جمة.

وقال جيان كارلو شيري، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في النيجر: "إن الصعوبات الكثيرة التي تواجه هذا البلد سوف تدفع العائلات للمعاناة مجددا. ونفد لدي الكثير من الأشخاص المخزون الغذائي هذا العام. ولن يمنح الحصاد إلا فترة قصيرة للتعافي من أثار هذه الأزمة. ويجب على المجتمع الدولي أن يبذل الجهد من أجل مساعدة هؤلاء السكان على تحمل الظروف العصيبة."

ونفد لدي الكثير من الأشخاص المخزون الغذائي هذا العام. ولن يمنح الحصاد إلا فترة قصيرة للتعافي من أثار هذه الأزمة.جيان كارلو شيري، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في النيجر

وترسم نتائج دراسة لتقييم الأوضاع الغذائية أجراها برنامج الأغذية العالمي في أكثر المناطق تضررا في النيجر صورة تبعث على القلق بسبب تفشي الفقر والديون وغياب الغذاء. وطبقا للدراسة يوجد نحو 1.2 مليون شخص يتوافر لديهم مخزون غذائي يلبي احتياجاتهم الغذائية لمدة ثلاثة شهور فقط، فيما يوجد نحو مليوني شخص آخرين يكفيهم الغذاء لمدة خمسة شهور على الأكثر. ويكافح حوالي مليوني شخص في عام عصيب للحصول على احتياجاتهم الأساسية.

عجز النيجر عن مواجهة كارثة أخري

وفى حالة هطول الأمطار بشكل كاف، وغياب أسراب الجراد، وتحقيق محصول جيد، إضافة إلي استقرار أسعار الغذاء في العام المقبل، فان السكان في النيجر سيظلون عاجزين عن مواجهة كارثة أخرى في عام 2006 لغياب الموارد التي تضمن بقائهم على قيد الحياة.

وفى الوقت نفسه، يجب الاهتمام بأزمة سوء التغذية التي ألقت بظلال قاتمة على حياة الكثير من الأطفال. ويقوم برنامج الأغذية العالمي بتقديم وجبات غذائية إلي مراكز التغذية التكميلية والعلاجية في إطار الجهود الرامية إلي تغذية مليون شخص. وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة ( اليونسيف) ومنظمة أطباء بلا حدود، تم معالجة نحو مائتي ألف طفل وتغذيتهم في نحو 700 مركز طبي بالمناطق المتضررة من أزمة الغذاء هذا العام في النيجر، فضلا عن حصول العائلات على حصص غذائية.

الحاجة للتبرعات

ولا يزال برنامج الأغذية بحاجة إلي 20.3 مليون دولار (منهم 8.3 مليون دولار بشكل عاجل) من أجل تمويل عمليات الطوارئ التي يقوم بها حاليا حتى شهر مارس المقبل. وإذا لم يحصل البرنامج على التمويل اللازم، سوف تلوح بوادر نقص الإمدادات الغذائية في أوائل ديسمبر المقبل.

وأوضحت الدراسة أيضا تدهور الإنتاج الزراعي بسبب اضطرار العديد من الرجال إلي هجر القرى هذا العام بحثا عن فرص عمل في أماكن أخرى. ولا يقوم المزارعون في النيجر في الغالب بتخزين غذاء يكفي العام بأكمله، لذا فقد اختفت كليا الوسائل التقليدية للزراعة، حيث باع العديد منهم معظم الماشية لديهم للحصول على راس المال أو انهم لم يتمكنوا من توفير الأعلاف لها. ويعتمد السكان بشكل كبير على العمالة اليومية أو التحويلات النقدية من الأقارب بالخارج، والكثير منهم مدينون بالمال الكثير.

وفى العديد من الأحوال، من المحتمل أن يؤدي ضعف مكونات الوجبات الغذائية (لتي تفتقر إلي العناصر الغذائية الأساسية) إلي ارتفاع معدلات سوء التغذية بين السكان ولاسيما الأطفال.

يمثل الفقر أكبر مشكلة للنيجركارلو شيري

ومنذ انتظام موسم الحصاد، استقرت أسعار الحبوب في أسواق النيجر إلي حد كبير مما ساعد الكثير من السكان على التعافي من أثار أزمة سوء الغذاء التي ضربت البلاد هذا العام. بيد أن أسعار الذرة مازالت إلي حد بسيط اعلي من الأعوام الخمسة الماضية، مما يبعث على القلق ازاء ارتفاع أسعار السلع الأساسية وعجز الفقراء عن الشراء عندما ينتهي المخزون لديهم.

وأضاف كارلو شيري: "إذا لم يستطع السكان شراء الغذاء اللازم لهم، فمن المحتمل أن يواجهوا كارثة التي وقعت هذا العام. ويمثل الفقر أكبر مشكلة للنيجر. وعندما لا تتوافر السبل التي تضمن البقاء على قيد الحياة، وتغيب القوة الشرائية، تلوح بوادر كارثة في الأفق."

وسوف يجري تحليل نتائج دراسة أخرى أجريت بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة وحكومة النيجر من أجل استخدامها في صياغة البرامج المناسبة لعام 2006.

توزيع مساعدات

وفى أعقاب الحصاد، تمكن برنامج الأغذية من الانتهاء من توزيع الغذاء في أوائل أكتوبر الماضي. وحصل نحو ثلاثة ملايين شخص على الحصص الغذائية إلا أن الاحتياجات مازالت قائمة بشكل كبير. وقام برنامج الأغذية بتمديد عملية الطوارئ التي ينفذها حاليا حتى نهاية مارس المقبل في محاولة تلبية الاحتياجات العاجلة.

وقال كارلو شيري" من المحزن أن النيجر غابت عن جدول أعمال المجتمع الدولي الذي قد يسفر عن نتائج خطيرة للذين يعانون من كارثة هذا العام. وتحتاج النيجر إلي أكثر من إصلاح، فهي تحتاج إلي دعم مستمر ومحدد لانتشال السكان من بؤرة الفقر الطاحنة."

برنامج الأغذية العالمي