نقص الوقود يقلص المساعدات الغذائية الجوية في جنوب السودان
الخرطوم - 13 سبتمبر/أيلول 2005 - أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم أن نقص وقود الطائرات في مركز نقله الجوى فى مدينة الأبيض يعرقل جهوده في نقل واسقاط الغذاء جوا في ذروة موسم الجوع السنوي مما ادى الى خفض المساعدات الغذائية في جنوب البلاد إلي النصف في أسوء وقت في العام.
وكان نقص وقود الطائرات (Jet A1) هو السبب الرئيسي في إرسال برنامج الأغذية نحو 1678 طن من الغذاء (من أجمالي 11692 طن كان من المقرر ارسالها جوا) من مدينة الأبيض إلي الجنوب في الشهر الماضى (أغسطس/آب).
وكان البرنامج يعتزم في ذلك الشهر إرسال اكثر من 20 ألف طن من الأغذية جوا وبرا ونهرا من أجل مساعدة 1.3 مليون شخص في جنوب السودان. وبنهاية الشهر، تلقى 128 مركزا للتوزيع 10600 طن فقط (ما يمثل 51 في المئة من المساعدات المخصصة لهذا الشهر) معظمها قدمت من مدينة لوكيشوكيو الواقعة في شمال غرب كينيا وبرا من مدينة كمبالا عاصمة اوغندا.
هذا اسوأ وقت لحدوث مثل هذه المشكلة بالنسبة للشعب السودانيراميرو لوبيز دي سيلفا
وقال راميرو لوبيز دي سيلفا، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في السودان "هذا اسوأ وقت لحدوث مثل هذه المشكلة بالنسبة للشعب السوداني". وحتى قبل ان تغلق مصفاة نفط الخرطوم المسؤولة عن انتاج هذا النوع من وقود الطائرات فى شهر يوليو/ تموز من اجل الصيانة كان هناك نقصا في وقود (Jet A1) بالفعل. وقد تسبب ذلك النقص بالإضافة إلي قلة عدد شاحنات الوقود وعدم توافر مساحة كافية للتخزين وارتفاع الطلب على الوقود إلي عجز برنامج الأغذية عن سد الفجوة.
وأضاف لوبيز دي سيلفا قائلا "مركزنا الجوي في مدينة الأبيض تضرر كثيرا. كنا نأمل أن ننقل 11692 طن من الغذاء إلي شمال وغرب بحر الغزال وجبال النوبة وبعض المناطق في أعالي النيل في أغسطس/آب، بيد إننا تمكنا من إرسال 1678 طن فقط."
وأردف قائلا "إنها مأساة لمئات الآلاف من السودانيين. فقد كان هناك نقصا في وقود الطائرات (Jet A1) قبل إغلاق مصفاة البترول، مما شكل ضغوطا كبيرة على مواردنا. وبذلنا اقصى جهودنا لتأمين مصادر أخرى من هذا الوقود ولكن معدلات الطلب فى السوق كانت مرتفعة للغاية."
واوضح "ان نقل الغذاء جوا مكلف للغاية. ولكن في ظل موسم الأمطار وعدم وجود طرق معبدة في الجنوب ومع تأخر وصول مساعدات المانحين لتخزين الغذاء، لم يكن أمامنا أي خيار آخر في هذا الوقت من العام سوي الاعتماد على عمليات نقل الغذاء وإسقاطه جوا."
إحدى عمليات إسقاط الغذاء جويا
وينتظر أن تستمر مشكلة نقص الوقود في شهر سبتمبر/أيلول الجاري. واضافة الى جنوب السودان تعانى عمليات البرنامج فى دارفور من مصاعب بسبب نقص الوقود.
وفى أغسطس الماضي، اعلنت الحركة العالمية لمكافحة الجوع (Action contre la Faim) عن زيادة حالات سوء التغذية في مراكز التغذية العلاجية في مدينة (واو) غرب بحر الغزال. ورغم ان معسكرات النازحين تحصل على حصص غذائية منتظمة منذ أبريل الماضي فان الاصابة بالملاريا والإسهال من العوامل التي تؤدي إلي تفشي سوء التغذية. ومع اقتراب الجنوب من نهاية موسم الجوع السنوي، تشير إحصاءات الجمعيات الأهلية في شمال بحر الغزال إلي معاناة أكثر من ثمانية آلاف طفل من سوء التغذية في مراكز التغذية التي تحصل على مزيج من الذرة والصويا.
وبالرغم من مناشدات البرنامج ، فان عملياته في جنوب وشرق السودان والمناطق الانتقالية لمساعدة 3.2 مليون شخص تواجه عجزا في التمويل يقدر بنحو 41 في المئة او حوالى 124 مليون دولار.
وعلى صعيد اخر، تواجه عمليات البرنامج في السودان موجة سلب ونهب تعرقل تقديم المساعدات الإنسانية لعديد من المحتاجين. ويعرب البرنامج عن قلقه إزاء حادثتين تعرضت لها المساعدات الغذائية في شمال بحر الغزال مؤخرا. وكانت جماعة مسلحة يقال إنها تتبع الجيش الشعبي لتحرير السودان قد قامت فى 11 اغسطس بنهب 11 طنا من الغذاء (من إجمالي 338 طن) من مخازن البرنامج في الكويم بمنطقة الاويل شرق البلاد قبل أن يجري توزيع الغذاء على أكثر من 18 ألف شخص. وقامت مفوضية الإغاثة وإعادة التعمير السودانية باستعادة بعض الغذاء المسروق. وفى 21 أغسطس، قامت مجموعة من الجيش الشعبى بنهب 66 طنا من المساعدات الغذائية في منطقة توك شمال بحر الغزال. وتجرى الأمم المتحدة تجقيقا فى هذه الحادثة.
برنامج الأغذية بحث هذه الأمور مع كبار المسئولين في الحركة الشعبية لتحرير السودان،ارنت بريفيك
وقال ارنت بريفيك، منسق برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان ان "برنامج الأغذية بحث هذه الأمور مع كبار المسئولين في الحركة الشعبية لتحرير السودان، وانه يثمن دعم السلطات فى وضع حد لهذه المشاكل." واضاف ان "الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبى كانا قد حذرا بالفعل المانحين وجهات أخرى من أن مثل هذه الحوادث قد تقع بسبب انهيار انظمة التموين التى كانت قائمة ابان الحرب ومحدودية مواردهم."
وناشد برنامج الأغذية العالمي المانحين تقديم المساعدات إلي حكومة جنوب السودان من اجل تعزيز قدراتها على بناء المؤسسات والادارات في الجنوب حيث يرى البرنامج انه بدون ارساء قواعد السلام لا يمكن لجنوب السودان التعافى من حرب دامت 21 عاما ويسير على طريق التنمية حتى تزول ندرة الغذاء ومعها الحاجة للمساعدات.