Skip to main content

آخر المستجدات بشأن عمليات تقديم المساعدات الغذائية للسكان المعرضين لخطر المجاعة في السودان

هذا ملخص لما قالته ساماثا شاتاراج، منسقة الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي للسودان (متحدثة من بورتسودان عبر زووم) - والتي يمكن نسب الاقتباسات إليها - خلال المؤتمر الصحفي اليوم في الأمم بجنيف.

جنيف - أود أن أحيطكم علماً بآخر مستجدات عمليات برنامج الأغذية العالمي في السودان، التي تُعد بلا شك واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً وتحدياً على مستوى العالم.

في الأسابيع الأخيرة، تمكّن البرنامج من تحقيق تقدم ملموس في الوصول إلى مناطق كانت معزولة عن المساعدات الإنسانية.

ففي مارس/آذار الماضي، وصلت مساعداتنا إلى 4 ملايين شخص عبر السودان - وهو أعلى رقم شهري منذ بداية النزاع في أبريل/نيسان 2023، حيث يمثل تقريباً أربعة أضعاف عدد المستفيدين خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. وهذا يشمل 1.6 مليون شخص في مناطق مصنفة إما في حالة مجاعة أو معرضة لخطر المجاعة، مما يعني أننا استطعنا الوصول إلى 4 من كل 5 أشخاص يعانون من مستويات جوع كارثية في جميع المناطق الـ27 المصنفة ضمن هذه الفئة.

ومع ذلك، ما زال هذا يمثل جزءاً بسيطاً من الاحتياجات الفعلية: حيث يعاني قرابة 25 مليون شخص - أي نصف عدد السكان - من الجوع الحاد ويعاني نحو 5 ملايين طفل وأم مرضع من سوء التغذية الحاد. ويُعد السودان البقعة الوحيدة في العالم التي تم تأكيد وجود مجاعة فيها حالياً.

ويهدف برنامج الأغذية العالمي إلى الوصول إلى 7 ملايين شخص بحلول منتصف العام، مع التركيز بشكل أساسي على المناطق الـ27 المصنفة كحالة مجاعة أو معرضة لخطر المجاعة، بالإضافة إلى المناطق المصنفة ضمن المستوى الرابع من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC 4) والبؤر الساخنة لسوء التغذية.

وكنت قد عدت أوائل هذا الأسبوع من مهمة في الخرطوم، حيث عقدنا اجتماعات مع السلطات المحلية لتعزيز المساعدات الغذائية والتغذوية الطارئة لمليون شخص في منطقة الخرطوم الكبرى خلال الشهر المقبل. وهذا الإجراء لا يحتمل التأجيل، إذ تشمل هذه المنطقة العديد من المناطق المعرضة لخطر المجاعة.

ما شهدته كان مفجعاً للغاية فهناك أجزاء شاسعة من المدينة قد دُمرت بالكامل ووصلت مستويات الجوع واليأس إلى معدلات قياسية، ومع ذلك، لا يزال الناس لديهم بعض الأمل. ونتوقع أن يحاول كثيرون العودة إلى منازلهم في الأشهر المقبلة، لكن احتياجاتهم الأساسية - بما في ذلك الغذاء - يجب أن تُلبى أولاً.

بدأنا مؤخراً توزيع المساعدات الغذائية لـ100,000 شخص في جبل أولياء، جنوب الخرطوم، وهي منطقة معرضة بشدة لخطر المجاعة. ووصلت شاحنات المساعدات الأسبوع الماضي، وتمثل أولى المساعدات التي تصل إلى المنطقة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي.

كما أن هناك شحنات إضافية في طريقها إلى الخرطوم الكبرى خلال الأسابيع المقبلة، بينما نعمل على تعزيز وجودنا لضمان تدفق منتظم للمساعدات إلى العاصمة.

وبالإضافة إلى ذلك، وزع البرنامج قرابة 800 طن متري من المساعدات الغذائية في مناطق تعاني من المجاعة بجبال النوبة الغربية، لدعم 64,000 شخص. وكانت هذه أولى المساعدات العينية التي تصل إلى المنطقة منذ بداية النزاع قبل عامين.

وفي الوقت ذاته، بدأت شاحنات تحمل 1,600 طن متري من المواد الغذائية والتغذوية تصل إلى مدينة طويلة بشمال دارفور، حيث وصل 180,000 شخص فارّين من الفاشر ومعسكر زمزم خلال الأسبوع الماضي فقط.

التقارير الواردة من الميدان صادمة فهناك450,000  شخص كانوا يواجهون المجاعة بالفعل ويتحملون مستويات مرعبة من العنف قد أجبروا على الفرار من الفاشر وزَمْزَم خلال أسابيع قليلة. ونحن نقوم بحشد المساعدات لنصل إلى الناس أينما كانوا – في مختلف مناطق دارفور والولاية الشمالية. 

وكان العديد من الذين نزحوا مؤخراً محاصرين جراء النزاع في الفاشر أو زمزم لشهور. ويواصل البرنامج تقديم المساعدات رغم تصاعد العنف، حيث حصل 270,000 شخص في الفاشر وزَمْزَم على المساعدات من البرنامج في شهر الماضي.

وهناك قافلة أخرى تابعة للبرنامج في طريقها الآن من بورتسودان إلى الفاشر، وتحمل 1,000 طن متري من المساعدات تكفي لـ100,000 شخص ما زالوا محاصرين في المدينة.

كما قمنا بنقل مستودعات متنقلة إلى مدينة طويلة ويتم تركيبها حالياً لزيادة سعة التخزين، تمهيداً لتخزين المواد الغذائية استعداداً لموسم الأمطار الذي يبدأ في يونيو/حزيران وسيجعل العديد من الطرق في دارفور غير ممهدة.

لا يمكنني التأكيد بما يكفي على أهمية التخزين المسبق للمساعدات قرب المجتمعات المحتاجة لها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، قبل أن تعيق الأمطار حركة الشاحنات الكبيرة.

لكن هذا التقدم الذي أشرنا إليه يظل هشاً. فبينما نعمل على تعزيز استجابتنا لأكبر أزمة إنسانية في العالم، نحتاج إلى أمرين حاسمين:

١) ضمان وصول إنساني مستدام لإيصال مساعدات منتظمة للمحتاجين
٢) زيادة التمويل لتلبية الاحتياجات المتفاقمة للشعب السوداني

فقط بتحقيق هذين الشرطين يمكننا كسر حلقة المجاعة وإنقاذ الأرواح.