قوافل مساعدات الأمم المتحدة تتوجه إلى جنوب الليطاني فور وقف الأعمال الحربية
بيروت، 14 أغسطس 2006 - إثر الإعلان عن وقف الأعمال الحربية في لبنان اليوم، ضاعفت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة جهودها لإغاثة مئات الآلاف من المدنيين الذين يعانون من النزاع وبصورة خاصة تسليم الإعانات إلى المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني والتي عانت من أسوأ آثار النزاع.
وقف الأعمال الحربية
وبعد دقائق من وقف الأعمال الحربية في الساعة الثامنة من هذا الصباح بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينيتش)، انطلقت من صيدا جنوبًا قافلتان من الشاحنات نظمها برنامج الأغذية العالمي المسؤول عن نقل مساعدات وكالات الأمم المتحدة كلها.
وتتجه الشاحنات الأربع والعشرون المحملة بالأغذية، والمواد الطبية، والمياه والإمدادات الصحية إلى مدينة صور.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان السيد دايفيد شيرر إنه "مع تطبيق وقف إطلاق النار في لبنان، لم تعد هناك مناطق محظورة في لبنان. وكخطوة وقائية تُتخذ في الفترة الانتقالية، سوف نستمر في إبلاغ الطرفين بتحركاتنا."
عملية معقدة
أهم ما يجب تحقيقه لانتعاش لبنان هو استئناف كامل للنشاط التجاري والاقتصاديمنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان السيد دايفيد شيرر
وقبل وقف إطلاق النار، كان على الأمم المتحدة أن تخوض عملية طويلة ومعقدة لتحصل على "ضمانة أمنية" من الجانبين قبل أن تتحرك أي قافلة إلى أي وجهة في لبنان. وسوف يتمّ التخلي الآن عن هذه العملية التي كان القيّمون على المساعدات الإنسانية يعتبرونها عائقًا أساسيًا في وجه جهود الإغاثة."
كما أن الأمم المتحدة في صدد استحداث مراكز ربط لعمليات المساعدات الإنسانية في مواقع أساسية داخل لبنان من أجل تسهيل توزيع المساعدات وتسريعها. وسوف تكون هذه المراكز في كلّ من صور، وصيدا وطرابلس حيث يمكن تزويدها بالمساعدات براً وبحراً، بالإضافة إلى مدينة زحلة شرقاً في سهل البقاع.
عمليات برنامج الأغذية العالمي
سفينة الأنامكارا التي يستأجرها برنامج الأغذية العالمي-صورة: WFP2006
وأعلن المسؤول عن العمليات اللوجستية لبرنامج الأغذية العالمي في لبنان السيد توماس كويسترس أن "جهودنا لبلوغ الأشخاص الأكثر حاجة إلى المساعدة قد تعرقلت حتى الآن بفعل الأضرار التي أحدثتها القنابل في الطرقات والجسور، ما يحملنا على سلوك طرقات طويلة ومتعرجة. وبفعل مراكز الربط ستصبح عملياتنا أكثر فعالية وسرعة."
ورست أمس في مرفأ بيروت سفينة "الأنامكارا" وهي محملة بالأغذية ومساعدات أخرى لوكالات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية كثيرة. ويتوقَّع استعمال هذا المركب للمجيء بالمزيد من المساعدات إلى جنوب لبنان مع توقع وصول الشحنة الأولى إلى صور هذا الأسبوع.
توخي الحذر
وقال شيرر "إن الحصول على مساعدات للناس الذين خسروا كل شيء هو أمر حيوي الآن. لكن هذا جزء صغير فقط مما يجب أن يتحقق. فأهم ما يجب تحقيقه لانتعاش لبنان هو استئناف كامل للنشاط التجاري والاقتصادي."
وإذ عبر شيرر عن تفاؤل حذر بثبات وقف إطلاق النار قال إن الجنوب سيبقى شديد الخطورة لأسابيع متعددة. وقد حثّ السكان على توخّي أقصى درجات الحيطة بسبب الكميات الكبيرة من القنابل والقذائف غير المتفجرة المنثورة في العراء.