Skip to main content

كلمة مساعد المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي ستيفن أومولو في جلسة مجلس الأمن بشأن السودان

نيويورك – شكرا سيدي الرئيس [صاحب السعادة السيد مايكل عمران كانو، الممثل الدائم لسيراليون]، على هذه الفرصة لإطلاع المجلس على الكارثة الإنسانية التي تتكشف الآن في السودان.

لقد حذر برنامج الغذاء العالمي ومنظمات إنسانية أخرى منذ أشهر من انهيار واسع النطاق في الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد.

لقد أكدنا بشكل واضح أن المجاعة تشكل احتمالاً حقيقياً وخطيراً؛ فهي ناجمة عن الصراع المحتدم، والنزوح واسع النطاق، وقبل كل شيء منع الأطراف المتحاربة للوصول الإنساني.

في مارس/آذار، أطلع برنامج الأغذية العالمي أعضاء المجلس على آخر المستجدات في أعقاب صدور مذكرة بيضاء بموجب القرار 2417، والتي أشارت إلى أن المجاعة وشيكة. حذرنا آنذاك من أن منظمات الإغاثة مُنعت من الوصول إلى أجزاء كبيرة من البلاد بالغذاء وغيره من الإمدادات الأساسية.

لكن تحذيراتنا لم تلق آذانا صاغية. فقد خلصت لجنة مراجعة المجاعة إلى وجود مجاعة في مخيم زمزم، بالقرب من الفاشر، في شمال دارفور. كما حذرت اللجنة من أن مناطق أخرى، في دارفور وأماكن أخرى، معرضة لخطر المجاعة إذا لم تُتَّخَذ إجراءات عاجلة لتوفير المساعدات المنقذة للحياة على النطاق المطلوب.

كما سمعتم من زميلي في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن أكثر من نصف سكان السودان يواجهون مستويات حرجة من الجوع، ولا تزال الأعداد في ارتفاع مستمر. ويصنف أكثر من 750 ألف شخص حاليًا على أنهم في المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي - وهم يعانون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي. ومن المتوقع أن يعاني ما يقرب من 730 ألف طفل سوء التغذية الحاد الشديد هذا العام، وهي حالة سوء التغذية الأكثر تهديدًا للحياة.

هذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها اللجنة المجاعة منذ أكثر من سبع سنوات، والمرة الثالثة فقط منذ إطلاق نظام الرصد العالمي قبل عشرين عاماً. والواقع أن الظروف في مختلف أنحاء السودان مروعة حقاً، وتزداد سوءاً يوماً بعد يوم. ولم تحظ هذه الأزمة المنسية بالاهتمام السياسي والدبلوماسي الذي تحتاج إليه بشدة. ومع ذلك فإن لها آثاراً أوسع نطاقاً، وتهدد بزعزعة استقرار المنطقة على نطاق أكبر.

إن تأكيد المجاعة في الأسبوع الماضي يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي ولأعضاء هذا المجلس.

يجب الآن أن يكون هناك جهد دبلوماسي منسق لمعالجة التحديات التشغيلية واسعة النطاق، والعقبات التي تواجهها منظمات الإغاثة كل يوم، بينما نحاول الوصول إلى ملايين السودانيين الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة.

إن كافة أطراف هذا الصراع تفشل في الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها بموجب القانون الإنساني الدولي. ونحن نعلم أن مساحة العمل الإنساني تتقلص باستمرار.

إن توسيع نطاق الوصول للأشخاص الذين بحاجة إلى المساعدة وفتح خطوط إمداد جديدة عبر الحدود وعبر خطوط الصراع أمر حيوي لتمكين منظمات الإغاثة من تلبية الاحتياجات غير العادية القائمة اليوم. ولكن العقبات التي تحول دون تأمين هذه الخدمات هائلة.

إن كلا الطرفين المتنازعين يعرقلان بشكل روتيني طلبات الحصول على تصاريح عبور خطوط القتال، وهذا يحد بشدة من كمية المساعدات التي تصل إلى خطوط القتال، ويمنعنا من العمل على نطاق واسع.

تشكل القيود المفروضة على الطرق عبر الحدود عقبة رئيسية أخرى، مما يمنع المنظمات من الوصول إلى المجتمعات المحلية في دارفور وكردفان.

إن معبر الطينة من تشاد مفتوح، لكن موسم الأمطار أدى إلى تقليص كبير في القدرة على إيصال المساعدات عبره، ومن غير المرجح أن يظل صالحًا للاستخدام لفترة أطول بكثير.

من ثم، فمن الضروري أن يصبح معبر أدري متاحا رسميا لمنظمات الإغاثة دون مزيد من التأخير، فالتدفقات المستمرة والمتوقعة للإمدادات الإنسانية تشكل أهمية بالغة لوقف ارتفاع أعداد الوفيات.

أصحاب السعادة، على الرغم من التحديات الهائلة التي تواجهها فرقنا على الأرض، فإن برنامج الأغذية العالمي يعمل ليل نهار لتوفير الغذاء المنقذ للحياة حيث تشتد الحاجة إليه.

نحن نعمل على توسيع نطاق عملياتنا في جميع أنحاء البلاد للحد من انتشار المجاعة، من خلال تعزيز قدراتنا ووجودنا ومواردنا.

نحن نهدف إلى زيادة عدد الأشخاص الذين ندعمهم وسوف يعطي برنامج الأغذية العالمي الأولوية للوصول إلى الأشخاص الذين يواجهون مستويات طارئة وكارثية من الجوع - المستوى الرابع والخامس من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي - إلى جانب النازحين داخلياً.

سيواصل برنامج الأغذية العالمي أيضًا دعم اللاجئين الذين فروا من سفك الدماء إلى البلدان المجاورة، مثل تشاد وجنوب السودان وليبيا.

نعتزم تقديم مزيج من المساعدات الغذائية العينية، مع توزيع المساعدات النقدية حيثما كانت الأسواق لا تزال تعمل. سنقوم أيضًا بشراء المواد الغذائية من الأسواق المحلية، عندما يكون ذلك ممكنًا، في محاولة لدعم الأسواق والاقتصادات المحلية.

أصحاب السعادة، ستبذل المنظمات الإنسانية كل ما في وسعها لمنع المجاعة من الانتشار في السودان، لكننا لا نستطيع أن نعمل إلا حيث تسمح الظروف، وحيث يُمنح لنا حق الوصول.

الآن أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى أن يركز مجلس الأمن على هذه الأزمة، وأن يستخدم نفوذه على الأطراف المتحاربة لوقف الصراع الذي يمزق السودان.

يظل وقف إطلاق النار هو الحل المستدام الوحيد الذي من شأنه منع انتشار المجاعة. وحتى ذلك اليوم، نحتاج بشكل عاجل إلى مساعدة المجلس لضمان قدرتنا على القيام بعملنا بفعالية، ومن دون تدخل.

أولاً، نحن بحاجة إلى زيادة التمويل المرن لدعم التوسع السريع في عمليات الإغاثة. فالسودان يعاني نقص حاد في التمويل، ولا بد أن يتغير هذا إذا كنا راغبين في إنقاذ الأرواح. ثانياً، نحن بحاجة إلى دبلوماسية فعّالة لتأمين طرق الإمداد عبر الحدود عبر أدري، ونقاط الدخول الحدودية الأخرى من تشاد وجنوب السودان وليبيا ومصر.

ثالثا، نحن بحاجة إلى مساعدتكم لوقف التدخل الروتيني في عمليات إيصال المساعدات الإنسانية ونقلها، بما في ذلك القيود البيروقراطية المختلفة.

أخيرا، يجب على جميع الأطراف الوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، وبموجب القرار رقم 2417.

إن وقف المجاعة التي تشهدها البلاد الآن يتطلب إرادة وقيادة سياسية. يدعو برنامج الأغذية العالمي مجلس الأمن إلى توفير هذه الإرادة. إن شعب السودان، الذي أنهكته الحرب وكسره الجوع، لا يستحق أقل من ذلك. ولا ينبغي لنا أن نخذله.

شكرا جزيلا. 



#         #           # 

 

برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة هو أكبر منظمة إنسانية في العالم تعمل على إنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ واستخدام المساعدات الغذائية لبناء مسار للسلام والاستقرار والازدهار للأشخاص الذين يتعافون من الصراعات والكوارث وتأثير تغير المناخ.

تابعونا على تويتر @wfp_media

اتصل بنا

جيفت واتاناساتورن، برنامج الأغذية العالمي/نيويورك، الهاتف المحمول: +19176863737

آنابيل سيمينجتون، برنامج الأغذية العالمي/روما، الهاتف المحمول: +393421884921

ليني كينزلي، برنامج الأغذية العالمي/السودان، الهاتف المحمول: +24991 277 1269 / +254769602340

محمد الأمين، برنامج الأغذية العالمي/السودان، الهاتف المحمول: +249912128974