Skip to main content

سفيرة النوايا الحسنة الأميرة هيا تحث العالم على مد يد العون للجياع في ملاوي

قامت الأميرة هيا يوم الاربعاء بصفتها سفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي بأول زيارة ميدانية لها إلى ملاوي حيث يعاني قرابة خمسة ملايين شخص من نقص شديد في الغذاء...

بالانتير-28 ديسمبر 2005- قامت الأميرة هيا بنت الحسين يوم الاربعاء بصفتها سفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي بأول زيارة ميدانية لها إلى ملاوي حيث يعاني قرابة خمسة ملايين شخص من نقص شديد في الغذاء والتقت مع بعض المنتفعين من البرنامج والذين يناضلون للبقاء على قيد الحياة.

وخلال زيارتها التي استغرقت يوماً واحداً، حضرت الأميرة هيا إحدى عمليات توزيع الغذاء فى مقاطعة شيرادزولو وهى اكثر المقاطعات تضررا فى جنوب البلاد، وزارت أكبر مستشفيات ملاوي التي تقطع إليها الأمهات في بعض الأحيان عدة أميال سيراً على الأقدام لعلاج أطفالهن، على أمل إنقاذهم من سوء التغذية الذي يهدد بقاءهم.

صراع أهالي شيرادزولو

وقالت الأميرة هيا: "لقد تحدثت إلى عدد من العائلات التي تستفيد من مساعدات برنامج الأغذية العالمي، لكن أهالي شيرازدولو في صراع صامت للبقاء، وآمل أن تعمل زيارتي اليوم على إيصال صوتهم إلى بلادي كما وإلى مختلف بلدان العالم."

يساعد برنامج الأغذية العالمي مايزيد عن 225 ألف شخص في هذه المنطقة، أي قرابة 80 بالمئة من السكان، لكن بسبب الفقر المدقع والآثار الفتاكة لمرض الإيدز، فإنه من الصعب على السكان إيجاد سبل أخرى للحصول على الغذاء، ناهيك عن الدور الذي يلعبه ضعف المحصول في ارتفاع معدلات سوء التغذية.

معاناة مستمرة

هذا وزارت الأميرة هيا إحدى المدارس الإبتدائية في شيرازدولو، والتي تستخدم منذ شهر أغسطس كنقطة توزيع غذاء لمئات البيوت التي تعاني من نقص الغذاء، والتي تعطى مؤونة تبلغ 50 كيلوغرام من الذرة، و10 كيلوغرامات من الحبوب ولتراً واحداً من الزيت. وقد تم ضم أكثر من 900 تلميذ إلى برنامج التغذية المدرسية الطارىء، والذي سيبدأ في شهر يناير المقبل، ليضاعف عدد الطلاب الذين يصل إليهم برنامج التغذية المدرسية، والذي سيساعد بدوره على خفض نسبة التلاميذ الذين يتخلفون عن الذهاب إلى المدرسة بسبب الجوع.

هؤلاء الأطفال يقاتلون من أجل الحياة، والأمر الوحيد الذي يحول دون هلاكهم هو وجبة غذائية تعجز أمهاتهم عن توفيرها، لكن يمكننا نحن توفيرهاسمو الأميرة هيا، سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي
وقالت الأميرة هيا: "تبقى قضية الجوع في معظم الأحيان مجرد ملف على طاولة شخص ما إلى أن يواجه هذا الشخص بواقع أزمة الجوع." وأضافت قائلة: "إن وجود أناس يعانون من شدة الفقر والجوع ويعيشون في ظل مثل هذه الظروف المأساوية في عصرنا هذا لأمر لايغتفر."

وزارت سفيرة النوايا الحسنة الأميرة هيا "منزل مويو" الذي يعتبر أكبر مركز للتغذية العلاجية في البلاد، والذي يعالج أشد حالات سوء التغذية بين الأطفال. وأضافت معلقة: "إن هؤلاء الأطفال يقاتلون من أجل الحياة، والأمر الوحيد الذي يحول دون هلاكهم هو وجبة غذائية تعجز أمهاتهم عن توفيرها، لكن يمكننا نحن توفيرها لهم من كل بد." وتتضمن مهمة برنامج الأغذية العالمي التدخل قبل أن يضطر الأطفال إلى تلقي العلاج في مرافق مثل "منزل مويو".

موسم الجوع

وقال السيد دوم سكالبيللي، ممثل برنامج الأغذية العالمي في ملاوي: "إن ما يسمى بموسم الجوع في ملاوي هو أسوأ وقت في السنة، حيث يستمر فيه الجوع من شهر يناير إلى موسم الحصاد في شهر مارس. وحتى لو جاءنا موسم حصاد جيد، فإنه لا ينفي الخطر الذي تتعرض له حياة الناس جراء الفقر ومرض الإيدز طيلة سنوات.

لا شك أن اختيار الأميرة هيا لملاوي كأول زيارة ميدانية لها أمر بالغ في الأهمية لتذكير العالم بشدة أزمة الغذاء في جنوب إفريقيا، والحاجة لدعم هذه المنطقة باستمرار إلى حين إيجاد حلول طويلة الأمد لمشكلتها." وأضاف سكالبيللي قائلاً: "إلى حين ذلك، يبقى دور التبرع لبرنامج الأغذية العالمي من أهم العوامل التي بإمكانها إحداث فرق واضح في حل أزمة الجوع، ومن أبرز الأمثلة على ذلك التبرعات التي ساهمت بها دول الخليج طيلة السنوات الثلاثة الماضية، والتي بلغت 26 مليون دولار."

لا تزال هنالك حاجة ماسة إلى توافر 25 مليون دولار لإنقاذ سكان ملاوي، إلى جانب حاجتهم إلى المؤن الأساسية مثل خليط الذرة والصويا والزيت النباتي، لمساعدتهم على تجاوز أزمة الجوع لبضعة أشهر على الأقل.

سفيرة النوايا الحسنة

وبهذا المنصب الذي حصل على تأييد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، أصبحت سمو الأميرة هيا ثاني سفيرة نوايا حسنة لدى برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، وأول سيدة وشخصية عربية تتبوأ هذا المنصب.

يذكر أن سمو الأميرة هيا أنشأت أول جمعية أهلية للمساعدات الغذائية في العالم العربي تدعى جمعية "تكية أم علي"، وتعتبر مبادرة فريدة من نوعها في الأردن لتقديم المساعدات الغذائية والخدمات الاجتماعية للفقراء.